الصدر يلوح بالتخلي عن تشكيل الحكومة ويستبق قراره الأخير بشرط

لوح زعيم ائتلاف سائرون الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر باللجوء الى خيار المعارضة اذا اخفق في تحقيق 40 شرطا مسبقا فيما يتعلق باختيار رئيس الوزراء القادم.

اربيل (كوردستان 24)- لوح زعيم ائتلاف سائرون الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر الخميس باللجوء الى خيار المعارضة إذا اخفق في تحقيق شروطه المسبقة فيما يتعلق باختيار رئيس الوزراء القادم.

ووضع الصدر 40 شرطا قال إن رئيس الوزراء المقبل يجب ان يتمتع بها ومنها أن لا يكون مزدوج الجنسية وان يكون ولاءه للعراق ويتحدث اكثر من لغة ويحارب الفساد وهي شروط تتفق الى حد كبير مع تلك التي طرحها مرجع الشيعة علي السيستاني.

ويقول محللون إن شروط الصدر تبدو صعبة في ظل تعقيدات المشهد السياسي في البلاد التي لا تزال تئن من صراعات وانقسامات شتى.

وقال الصدر في بيان "إن لم تتحقق اغلب تلك الشروط فإني... سوف لن ادخل بمحاصصتهم وتقسيماتهم للمغانم مرة اخرى وسأتخذ مسار المعارضة السياسية والشعبية البناءة على الرغم من صعوبتها ووعورة دربها".

ومن الصعب جدا التكهن بمواقف الصدر في الحياة السياسية.

وجاءت تصريحات الصدر بعدما قال زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مؤخرا إن مشروعه في تشكيل الكتل الأكبر في اطار "الاغلبية السياسية" يمضي قدما.

وعلى الرغم من عدم طرح اسم المالكي مرشحا لرئيس الوزراء إلا أنه لا يزال حاضرا بقوة في الحياة السياسية ولا يَستعبد أن يعود لمنصبه مرة اخرى.

والمالكي على خلاف كبير مع الصدر.

ودعا الصدر الكتل السياسية "التي لا تزال تحب الوطن" الى الالتحاق بكتلة المعارضة التي قال إن اسمها سيكون "كتلة انقاذ الوطن".

وأضاف أن هذه الكتلة ستعمل على "انقاذ العراق" من الظلم والفساد الذي ينخر بالمؤسسات العراقية منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وطرح الصدر شرطا قبل أن يتخذ قراره الأخير قائلا "سأعطي سقفا زمنيا محددا لتحقيق الاربعين شرطا وإلا فالمعارضة قرارنا، وليكن السقف الزمني هو المصادقة على النتائج النهائية للعد والفرز وإلا فالخمسة عشر يوما هو الوقت الذي بيني وبينهم".

وأعلنت مفوضية الانتخابات قبل ثلاثة ايام انتهاء عمليات العد والفرز اليدوي رسمياً بعد أن خلص تقرير حكومي إلى وجود انتهاكات واسعة خلال الانتخابات.

وتحالفا الصدر مع العبادي والعامري والحكيم صورياً في مسعى قال إنه يهدف لتشكيل الكتلة الاكبر لكن ذلك لم يتحقق على الواقع.

وقال هادي العامري، الذي حل بالمرتبة الثانية في الانتخابات التي جرت في 12 أيار مايو، إن التحالف الذي اُعلن مع الصدر هو "تحالف مجتمعي".

ويقول محللون إن التحالفات التي اُعلنت بين العبادي والصدر والحكيم تهدف في الدرجة الاساس لامتصاص التوترات بين انصارهم بعد اعلان نتائج الانتخابات.

وقد يتكرر سيناريو عام 2010 مع الصدر مثلما حصل مع اياد علاوي عندما ازاحه المالكي بعد تحالفه مع كتل اخرى وتحقيقه مبدأ "الكتلة الاكبر" المثير للجدل.

والمالكي منافس قوي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي والذي يسعى للفوز بولاية ثانية.

ويطرح المالكي مشروع "الأغلبية السياسية" في خطوة يقول إنها ستحد من المحاصصة الطائفية التي اُعتمدت في البلاد كأساس للتوافق منذ سقوط النظام السابق.