السيستاني يدين عنف البصرة ويحذر من تفاقم المأساة في العراق

عبر مرجع الشيعة الأعلى علي السيستاني الجمعة عن قلقه وأسفه للاضطرابات التي تشهدها البصرة منذ اربعة أيام، وقال إن العراقيين لم يعد يحتملوا مزيداً من الصبر.

اربيل (كوردستان 24)- عبر مرجع الشيعة الأعلى علي السيستاني الجمعة عن قلقه وأسفه للاضطرابات التي تشهدها البصرة منذ اربعة أيام، وقال إن العراقيين لم يعد يحتملوا مزيداً من الصبر نتيجة فشل حكوماتهم في توفير ابسط الخدمات الاساسية لاسيما في الجنوب.

ومن النادر أن يتدخل السيستاني في القضايا السياسية غير أن حديثه تكرر هذه المرة عن البصرة في مؤشر على تنامي السخط لديه من الساسة. ويتمتع السيستاني بنفوذ اسطوري في الجنوب الشيعي ويحظى بسلطة من الصعب أن يتحداها الساسة العراقيون.

وقال السيستاني في كلمة تلاها نيابة عنه مساعده عبد المهدي الكربلاء في خطبة الجمعة بكربلاء "تتابع المرجعية الدينية العليا بقلق بالغ تطورات الاوضاع في البصرة وهي تعبر عن عميق المها وأسفها لما آلت اليه الامور هناك مما حذرت منه لأكثر من مرة".

واجتاحت الاحتجاجات مدن الجنوب الشيعي في تموز يوليو الماضي بعد تدهور إمدادات الكهرباء مما دفع السيستاني الى مطالبة الحكومة بتحرك عاجل وقال حينها إن المتظاهرين قد يسلكون طرقاً اخرى للتعبير عن غضبهم من انعدام الخدمات الاساسية.

وقال السيستاني إن تحذيراته تلك "لم تجد آذانا صاغية".

وأدان المرجع الشيعي استخدام العنف ضد المتظاهرين، كما ندد بالاعتداء على حراس المباني والمنشآت الحكومية ورميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وقال "إن هذه الممارسات... تتسبب في ازمات جديدة وتعقد حل المشاكل التي يعاني منها المواطنون في الوقت الحاضر".

ومنذ اندلاع الاحتجاجات يوم الاثنين الماضي قتل عشرة اشخاص على الاقل وأصيب العشرات بينهم العديد من افراد القوات الامنية بفعل المناوشات.

وناشد السيستاني الجميع بـ"الكف عن هذه الممارسات وعدم استخدام العنف ولاسيما العنف المفرط في التعامل مع الاحتجاجات وتجنب التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة".

وقال "إن الشعب العراقي المظلوم... لم يعد يطيق مزيداً من الصبر على ما يشاهده ويلمسه من عدم اكتراث المسؤولين بحل مشاكله المتزايدة بل انشغالهم بالتنازع فيما بينهم على المكاسب السياسية ومغانم المناصب والمواقع الحكومية والسماح للأجانب بالتدخل في شؤون البلد".

وتتنافس طهران وواشنطن بشدة على تشكيل حكومة حليفة لكل منهما الامر الذي عقد من عملية تشكيل الحكومة حيث يجد ساسة العراق صعوبة في الاتفاق.

وقال السيستاني إن ما يعاني منه العراقيون من عدم توفر الخدمات الاساسية "إنما هو نتيجة طبيعية للأداء السيئ لكبار المسؤولين وذوي المناصب الحساسة في الحكومات المتعاقبة التي بُنيت على المحاصصات السياسية والمحسوبيات وعدم رعاية المهنية والكفاءة".

وقال "لا يمكن ان يتغير هذا الواقع المأساوي إذا شكلت الحكومة القادمة وفق نفس الاسس والمعايير التي اُعتمدت في تشكيل الحكومات السابقة".

ومضى للقول "يتعين أن يكون الضغط باتجاه أن تكون الحكومة الجديدة مختلفة عن سابقاتها وأن تراعى الكفاءة والنزاهة والشجاعة والحزم والإخلاص للبلد والشعب في اختيار كبار المسؤولين فيها".

وأكد السيستاني وجود "تقصير حكومي" في معالجة مشكلة الماء في البصرة قائلا إنه كان بالإمكان تخفيف الازمة الى حد كبير بإمكانيات أقل "ولكن عدم كفاءة بعض المسؤولين وعدم اهتمام البعض الآخر.. ادى الى تفاقم المشكلة والوصول الى الازمة الخانقة".

ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسة خاصة يوم غد السبت لبحث آخر التطورات في مدينة البصرة الجنوبية استجابة لطلب من زعيم ائتلاف سائرون الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر الذي قال إن عدم انعقاد الجلسة سيدفعه الى اتخاذ خيار "لم يخطر على الأذهان".

ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات الاساسية ومنها الكهرباء ومياه الشرب وتوفير فرص للعاطلين والتصدي للفساد المستشري.

والبصرة، التي تعد ثاني اكبر مدن العراق ومنفذه البحري الوحيد، تمثل واحدة من اغنى مدن العالم لكن بنيتها التحتية في اسوأ حالاتها رغم مرور 15 عاماً على سقوط صدام حسين.