كوردستان تدعو تركيا لوقف قصف اراضيها وتلوم حزب العمال

جدد اقليم كوردستان السبت دعواته للقوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني بعدم جعل اراضي الاقليم ساحة للمواجهات.

اربيل (كوردستان 24)- جدد اقليم كوردستان السبت دعواته للقوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني بعدم جعل اراضيه ساحة للمواجهات والقصف، مطالباً في الوقت نفسه مقاتلي الحزب بالكف عن شن هجمات داخل العمق التركي انطلاقاً من الاقليم.

يأتي هذا بعدما سقط عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بفعل قصف تركي تقول أنقرة إنه يستهدف معسكرات لحزب العمال الكوردستاني الذي يتمركز في المنطقة الحدودية الوعرة.

وفي بيان نشر على موقعها الإلكتروني، عبرت حكومة الاقليم المنتهية ولايتها عن حزنها "العميق" نتيجة سقوط مدنيين بسبب القصف الذي استهدف القرى الحدودية.

ويقول مراسلو كوردستان 24 إن احدث قصف، شنته الطائرات التركية، استهدف ثلاث سيارات تقل مدنيين في مناطق نائية قرب جبال قنديل مما اودى بحياة افراد اسرة بأكملها وإصابة عدد آخر من اسرة اخرى بجروح متفاوتة. وترددت انباء عن حالات نزوح.

ويتخذ حزب العمال من جبال قنديل وما حولها منطلقاً له لشن هجمات على القوات التركية منذ سنوات. وكثيراً ما يسفر القصف التركي في المنطقة عن سقوط مدنيين لا صلة لهم بطرفي النزاع.

وقالت حكومة تصريف الاعمال في اقليم كوردستان إنها عبرت لأنقرة عن قلقها إزاء القصف المتكرر في المنطقة المترامية الاطراف.

وأضافت انها ترفض وتمنع استخدام اراضيها لـ"تهديد أو تخريب" أمن البلدان المجاورة مما يعرض حياة السكان المحليين للخطر.

وتابعت في بيانها "ولا يجوز ان تصبح القرى الحدودية ساحة للقتال وللقصف، ويجب على مسلحي حزب العمال ان يبتعدوا عن تلك القرى وألاّ يعرضوها للمخاطر".

وسبق أن قالت اربيل إن تمركز حزب العمال الكوردستاني داخل اراضي الاقليم ضمن السيادة العراقية لا مبرر له، ولطالما دعوا مقاتلي الحزب لاخلائها.

وقالت حكومة الاقليم في بيانها إن "وجود مسلحي حزب العمال الكوردستاني في تلك المناطق وبالقرب منها والتسلل عمدا الى داخل قراها عرض حياة سكان القرى في تلك المناطق الى الخطر، وكذلك منع عودة الحياة والاعمار فيها".

ودعت حكومة الاقليم مقاتلي حزب العمال الكوردستاني الى عدم التمركز داخل قرى الاقليم، مشيرة الى ان ذلك يعرض المدنيين للخطر.

وأصبح القصف التركي في المناطق الحدودية المترامية وكذلك جبال قنديل امراً معتاداً منذ انهيار عملية السلام بين حزب العمال وانقرة في عام 2015.

ويحافظ الجيش التركي على وجود بري في بعض المناطق على عمق 30 كيلومترا في إقليم كوردستان لملاحقة مقاتلي حزب العمال الذين يتخذون من نحو 500 قرية داخل الاقليم ملاذاً لهم.

كان المتحدث باسم الحكومة الإقليمية سفين دزيي قال لكوردستان 24 في وقت سابق إن وجود حزب العمال الكوردستاني في المناطق الحدودية "سبب رئيسي" لسقوط المدنيين عند الحدود.

وتقول انقرة إن القصف على معاقل حزب العمال ينفذ بناء على مذكرات واتفاقات مبرمة مع بغداد منذ سنوات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بغداد الى الغاء الاتفاقات التي عقدت منذ سنوات مع انقرة بشأن محاربة الحزب العمالي.

وتصنف انقرة وحلفاؤها في الغرب حزب العمال الكوردستاني "منظمة ارهابية".

وتنفذ تركيا من اواخر الشهر الماضي حملة مكثفة ضد معاقل حزب العمال الكوردستاني داخل الاراضي العراقية في اقليم كوردستان.

ولم يصدر عن الحكومة الاتحادية أي تعليق بعد.

وقتل اكثر من 40 الف شخص منذ أن حمل حزب العمال الكوردستاني السلاح ضد الدولة التركية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.