كركوك تحت الضوء بعد قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق

على بعد بضعة كيلومترات يتمركز جنود أمريكيون في قاعدة عسكرية تقع في شمال غرب كركوك، وكانت هذه القاعدة بمثابة الشرارة التي فجرت التوترات...

أربيل (كوردستان 24)- على بعد بضعة كيلومترات يتمركز جنود أمريكيون في قاعدة عسكرية تقع في شمال غرب كركوك، وكانت هذه القاعدة بمثابة الشرارة التي فجرت التوترات بين طهران وواشنطن عندما قُتل مقاول أمريكي في هجوم صاروخي أواخر العام المنصرم.

وبعد مقتل المقاول الأمريكي ردت القوات الأمريكية لتقتل نحو 25 عنصراً من الحشد الشعبي في ضربة جوية بالقائم، وبعدها بأيام قليلة قتلت واشنطن الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني والقيادي الكبير في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد.

وبعد هذه التطورات السريعة، عقد البرلمان العراقي جلسة استثنائية غاب عنها الكورد ومعظم السُنة ليصدر قراراً يقضي بإخراج القوات الأجنبية ولاسيما الأمريكية من العراق. وهددت فصائل الحشد الشعبي باستخدام القوة ما لم يخرج الأمريكيون من العراق.

وأصبح قرار إخراج القوات الأمريكية حديثاً يومياً بالنسبة للسكان في كركوك وهي المدينة التي تحفل بأحداث كثيرة وشائكة منذ عقود.

ويقول آزاد كريم، وهو كوردي من سكنة كركوك، لكوردستان 24 "سيفجر خروج القوات الأمريكية من العراق حرباً أهلية وصراعاً على السلطة".

ويقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن القوات الأمريكية باقية في العراق وإن انسحابها سيجعل إيران تستولي على البلاد بالكامل.

غير أن الفصائل الشيعية تقول إنها ستستهدف القوات الأمريكية إذا ما استنفدت كل الطرق الدبلوماسية والقانونية، وهو ما كرره ايضاً زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والذي حث تلك الجماعات على "الصبر والتأني" وعدم مهاجمة الأمريكيين في الوقت الراهن.

وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 5000 أمريكي ينتشرون في قواعد عديدة ومنها في قاعدة كي-1 الواقعة في شمال غرب كركوك. وتقوم تلك القوات بمهام استشارية لمساعدة القوات العراقية في ملاحقة تنظيم داعش الذي لا يزال يملك خلايا نائمة في المحافظة.

وقال مواطن آخر متحدثاً لكوردستان 24 من داخل أحد المقاهي في كركوك "إذا انسحب التحالف (الدولي) فان وضعنا سيسوء.. داعش ما زال موجوداً".

وقال ثالث "الانسحاب الأمريكي من العراق يصب في صالح إيران وداعش... نحن والتحالف دافعنا عن كركوك ضد داعش والى الآن".

وتابع "انسحابهم سيكون كارثة".

وتعد كركوك من أبرز المدن المتنازع عليها بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية. وكانت تخضع لسيطرة البيشمركة للفترة من 2014 الى 2017 وظلت بمنأى السقوط بقبضة داعش قبل أن تسيطر القوات العراقية عليها في هجوم أعقب استفتاء الاستقلال.

وقال النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني ريبوار طه لكوردستان 24 إن الملف الأمني في كركوك يتعين أن يدار بصورة مشتركة بين القوات العراقية والبيشمركة.

وأضاف "لا بد من الاستعانة بقوات البيشمركة.. هذه القوات على دراية تامة بالمدينة وقدمت تضحيات جسيمة لحماية المواطنين".

وقال إن من المهم لكركوك أن تكون بمنأى عن أي صراع بأشكاله كافة.

وخفت حدة التوتر بين واشنطن وطهران بعدما شنت إيران هجوماً صاروخياً على قاعدتين عسكريتين دون سقوط أي خسائر بشرية، وسط أنباء تشير الى أن الجمهورية الإسلامية اكتفت بالرد على مقتل سليماني وحثت جميع الفصائل العراقية على ضبط النفس.