من هم أصحاب "القبعات الزرق" في العراق؟

أصحاب "القبعات الزرق" هم مجاميع شبابية في الغالب يدينون بالولاء المطلق لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي شكلها مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في تشرين الأول أكتوبر 2019

أربيل (كوردستان 24)- أصحاب "القبعات الزرق" هم مجاميع شبابية في الغالب يدينون بالولاء المطلق لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي شكلها مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في تشرين الأول أكتوبر 2019، لكنها باتت الآن من اكثر الجماعات صداماً مع المتظاهرين.

ولعبت الجماعة دوراً محورياً في حماية المتظاهرين من محاولات قوات الأمن فض خيام المعتصمين في ساحات الاحتجاج ببغداد ومدن الجنوب. وكانت تحظى في ذلك الوقت ترحيباً من قبل المتظاهرين حيث كان الصدر يعتبر واحداً من أشد المؤيدين للاحتجاجات في العراق.

"ماكو وطن ماكو دوام"

أطلق الصدر في خضم الاحتجاجات شعار "ماكو وطن ماكو دوام" لتقوم تلك المجموعات الزرقاء بحملة إغلاق للمؤسسات والمدارس في المحافظات التي تشهد احتجاجات. لم تكن تلك المجموعات ترتدي القبعات الزرقاء في تلك الحملات استناداً الى التوجيهات المركزية من الصدر.

وبدأت مواقف الصدر تتغير على نحو مطرد تجاه الاحتجاجات شيئاً فشيئاً، وأعلن في بيان سابق سحب أنصاره من الاحتجاجات وقال حينها إنه لن يتدخل بعد سلباً أو إيجاباً. ويطرح الصدر نفسه على انه رافض لكل التدخلات في شؤون بلاده لكنه أصبح أقرب الى إيران في الفترة الأخيرة.

وانتقد الصدر مراراً "عناد" المتظاهرين في رفض المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء. ويقول المحتجون إن تكليف محمد علاوي لرئاسة الوزراء جاء بصفقة عقدها الصدر مع القوى الفاعلة المقربة من إيران على غرار الآلية التي جاءت برئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.

وبعد تكليف علاوي، أمر الصدر أصحاب القبعات الزرق بإعادة فتح الطرق المغلقة واستئناف الدوام في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية.

وقال شاهد "الجماعة التي كانت تغلق مدارسنا اليوم تجبر الناس على فتحها من جديد".

وأظهرت تسجيلات مصورة صدامات بين أصحاب القبعات الزرق والمتظاهرين في الكثير من المدن لاسيما بغداد والحلة والكوت وغيرها، بعد أن كانوا في يوم ما يتسابقون على نقل المصابين من المتظاهرين الى المستشفيات أو العيادات ويقدمون الخدمات الطبية وغيرها.

وترددت أنباء عن سقوط إصابات. وبحسب وكالة فرانس برس فقد قتل متظاهر طعناً بالسكاكين من قبل أصحاب القبعات الزرقاء، لكن شهوداً نفوا ذلك.

"سلاحهم الورود"

يقول الصدر في سلسلة تغريدات أصدرها على حسابه الرسمي في تويتر أو عبر صفحة له باسم مستعار في فيسبوك، إن سلاح أصحاب القبعات الزرق هو "الورود".

بيد أن ناشطين يقولون إن أصحاب القبعات الزرق استخدموا العصي واحياناً الرصاص الحي والأنابيب المعدنية في محاولة لفض الاحتجاجات.

ويقول الصدر إن الاحتجاجات يجب أن تبقى بشرط أن يبعد المتظاهرون "المندسين" الذين ينفذون أجندات خارجية تعرض البلاد لخطر الحرب الأهلية.

"ذيول"

ظهر تسجيل مسرب اطلعت عليه كوردستان 24 يظهر عدداً من أصحاب القبعات الزرق وهم يتوعدون "ذيول أمريكا" وهو مصطلح يطلقه المناوئون على المؤيدين للولايات المتحدة بينما يطلق المناهضون لطهران مصطلح "ذيول إيران" على من لا موقف له من التدخلات الإيرانية في العراق.

وفي التسجيل المصور، يتحدث شخص يرتدي قبعة زرقاء لزملائه داخل سيارة قائلا "لا تدع السلاح يظهر" وذلك قبل حاجز للتفتيش. ولم يتسن معرفة مكان الفيديو ولا زمانه.

وبعد ذلك، ظهر أشخاص يرتدون القبعات الزرق، وصاح أحدهم بينما كان يرتدي لثاماً "على ذيول أمريكا في (ساحات الاحتجاج) الهروب.. هذه نصيحة لكم".

ورافق التسجيل شخص، بدا وكأنه هو الذي يقوم بالتصوير، وهو يقول إن سلاحهم هو قبعات زرق وعصي وأنابيب معدنية، وقال "جئناكم بالبطة من قبل.. والآن بالعصي".

والبطة هي إشارة الى سيارة تويتا كراون والتي كانت من السيارات المفضلة لدى جيش المهدي. وذاع صيتها في الاقتتال الطائفي الذي شهده العراق عامي 2006 و2007.

ومع القبعات الزرق، لا يزال الصدر يحتفظ بجيش المهدي ولواء اليوم الموعود وسرايا السلام، وكلها فصائل مسلحة.

ولا يعرف بالضبط ما إذا كانت جماعة القبعات الزرق ستتحول الى تشكيل مسلح مستقل على الرغم من أنها محسوبة على فصيل سرايا السلام.

وابدى الصدر دعمه لرئيس الوزراء المكلف محمد علاوي وهو المهندس الذي قال بعد تكليفه إنه سيعمل على حصر السلاح بيد الدولة. ويقيم الصدر حالياً في إيران.

ولم ينجح أي رئيس وزراء في العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 في إنهاء السلاح المنتشر لدى الفصائل والجماعات المسلحة في العراق.

"قبعات حمراء"

رداً على تحركات القبعات الزرق، قرر الكثير من المحتجين العراقيين ارتداء "قبعات حمراء" فيما صدحت ساحات أخرى بشعارات مناهضة للصدر.

وقال الصدر إن على القبعات الزرق أن تعيد "الانضباط" الى ساحات الاحتجاج بالتنسيق مع قوات الأمن. وينزعج الصدر فيما يبدو من تلك الشعارات.

وكتب السفير العراقي لدى لندن محمد جعفر الصدر على حسابه في تويتر قائلا "لا للقبعات، نعم للدولة وقواتها الأمنية".

وفي تسجيل مصور نشر على شبكة الإنترنت، يظهر عشرات المتظاهرين وهم يهتفون "شلع.. قلع.. واللي قالها وياهم"، في إشارة الى الصدر الذي قال مراراً إنه لن ينخرط مجدداً في العملية السياسية حيث قاد مظاهرات سابقة لإزاحة الفاسدين لكنه يتحول في اللحظات الأخيرة لصانع ملوك.

وقال ناشط "خاب ظننا بالصدر.. الى الأبد".