بارزاني عن مئوية "سايكس بيكو": أدعو بغداد لمحادثات حقيقية بشأن استقلال كوردستان

K24 - اربيل

دعا رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني في ذكرى مرور قرن على اتفاقية سايكس بيكو اليوم الاثنين الحكومة العراقية الى محادثات حقيقية مع الكورد بشأن استقلالهم مشيرا الى ان افضل سبيل لوضع حد للعنف والخلافات هو العيش كبلدين متجاورين ومتحابين.

وارتفعت في الآونة الاخيرة اصوات الكورد في محافل شتى داخلية وخارجية للمطالبة باعادة رسم الحدود للفترة التي سبقت اتفاقية سايكس بيكو والتي قسمت ارضهم ووزعتهم في العراق وسوريا وتركيا وايران قبل قرن من الزمان. ويطالب الكورد وعددهم نحو 50 مليون نسمة اجمالا بدولة مستقلة.

ويصادف اليوم مرور قرن على اتفاقية سايكس بيكو. وشهدت مدن اوروبية عديدة مسيرات منددة بالاتفاقية. وتكررت المسيرات في المناطق الكوردية بسوريا وكذلك قرب مخيمات النازحين باقليم كوردستان.

واحتضنت جامعة السليمانية يوم امس مؤتمرا ضم شخصيات سياسية واكاديمية يتحدث عن مساعي الاستقلال.

وقال بارزاني في بيان مستذكرا اتفاقية سايكس بيكو إن نتائجها "كانت كارثية على الشعب الكوردي في الجزء الذي الحق بالعراق" مشيرا الى ان العراق كان قائما على الشراكة بين الكورد والعرب.

وتابع "لم تكن حصة الكورد من هذه الشراكة على يد الحكومات العراقية المتعاقبة سوى حملات الانفال التي لحقت بـ12 الف كوردي فيلي وثمانية آلاف بارزاني و182 الفا من منطقة كرميان وغيرها وقصف حلبجة بالكيماوي وتعريب القرى والقتل والتهجير والإبادة العرقية".

واضاف ان "انتفاضة 1991 كانت منعطفا في تاريخ القضية ورغم ذلك لم نلجأ للانتقام لكن الحكومة العراقية استمرت في ممارساتها ضد الكورد وبعد 2003 وسقوط النظام البعثي تأمل شعب كوردستان في شراكة حقيقية مع بغداد وتم التوافق على الفدرالية لكوردستان.

"ومن أجل انجاح الشراكة بذل الكورد كل مساعيهم لتثبيت الديمقراطية والشراكة الحقيقية بين الكورد والعرب لكن الحكومة العراقية تنصلت من تعهداتها ولم تلتزم بما اتفقنا عليه وفق الدستور".

وقال بارزاني إن "الحروب وعدم الاستقرار والعنف هي نتائج لاتفاقية سايكس بيكو فقد أجبرت الاتفاقية المكونات المختلفة على التعايش مع بعضها قسرا" معتبر ان "العراق تقسم عمليا على اساس طائفي وبلدان مثل سوريا والعراق انهارت خرائطها بيد داعش وخرائط جديدة قيد الرسم".

ومضى للقول "لا ذنب للشعب الكوردي في كل مايحدث.. الذنب يقع على عاتق اولئك الذين رسموا ووقعوا هذه الاتفاقية منذ مئة عام وكذلك على حكومات المنطقة.. وبالنسبة لنا حكومة بغداد حاولت فرض الاستقرار بلغة السلاح فقط".

ولفت بارزاني في بيان الى ان "الكورد حاولوا طيلة السنوات الماضية الحفاظ على عراق موحد ولكن لا فائدة.. سأكون ممتنا إن جاء أحدهم وسألني هل يفضل الكورد البقاء ضمن عراق موحد؟".

واكمل القول "إذا اردنا ايقاف الحروب وعدم الاستقرار والعنف يجب ايقاف العمل باتفاقية سايكس بيكو فلا يمكن العمل باتفاقية قائمة على الخطأ والظلم".

ودعا بارزاني المجتمع الدولي الى "اعادة النظر بوضع العراق كي يعيد الامور الى طبيعتها وأن ينصف كل مكون حسب رغبته وارادته في شكل حياته ومصيره".

وقال "وبالنسبة للأجزاء الاخرى لكوردستان فان كل جزء له خصوصيته وكل جزء يختار مصيره بنفسه وحسب وضعه الخاص به".

واوضح بارزاني انه "يجب أن نعترف أن الحدود انهارت ولايمكن الحديث عن السيادة والحدود" مضيفا "انتهت سايكس بيكو لذا على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية بشأن استمرار آلام الشعب العراقي فإن لم تتحقق حلول واقعية فعليه ستستمر الدماء والحروب وحتى الاستقرار الدولي سيكون على المحك".

ودعا بارزاني في ختام بيانه بغداد الى محادثات حقيقية مع الاقليم قائلا إن "اقتنعنا بعدم الجدوى من الشراكة فالأفضل أن نكون جيرانا متحابين.. ومهما كانت رؤية الاطراف السياسية وأعذارهم ومواقفهم (من اتفاقية سايكس بيكو) فإن الشعوب هي من تقرر مصيرها وتتخذ قرارها في نهاية المطاف".

ت: س أ