مفاوضات على "أرض ملغومة".. واشنطن "واثقة" من طلب عراقي يُغضب إيران

قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن رئيس الوزراء العراقي الجديد اتخذ خطوات مهمة لمواجهة الفصائل المرتبطة بإيران.

أربيل (كوردستان 24)- قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن رئيس الوزراء العراقي الجديد اتخذ خطوات مهمة لمواجهة الفصائل المرتبطة بإيران، مشيراً الى أن على واشنطن الصبر بينما يتحدى مصطفى الكاظمي الجماعات التي تتمتع بنفوذ عسكري وسياسي.

وأشاد الجنرال مارين كينيث ماكينزي، الذي يرأس القيادة المركزية الأمريكية، بالكاظمي بعد أوامره بشن غارة في بغداد على فصيل مرتبط بإيران سبق أن أتهمته الولايات المتحدة بشن هجمات صاروخية متكررة على مواقع تستضيف أمريكيين في العراق.

وبحسب صحيفة (واشنطن بوست) فإن الخطوة غير المتوقعة ضد كتائب حزب الله، التي أثارت غضب قادتها وإطلاق سراح من جرى اعتقالهم، تظهر حجم التحديات التي يواجهها الكاظمي وهو يسعى لكبح جماح الجماعات دون الإخلال بالتوازن بين واشنطن وطهران.

وقال ماكينزي إن الكاظمي يتفاوض مع الأمريكيين على "ارض ملغومة، وأعتقد أننا بحاجة لمساعدته"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.

وأضاف بعد لقائه الكاظمي خلال زيارة إلى بغداد "عليه أن يجد طريقه إلى حد ما، مما يعني أننا سنحصل على حلول أقل من مثالية، وهي ليست جديدة في العراق، لكن... أنا أرى النصف الممتلئ من الكأس عندما أنظر إلى رئيس الوزراء وما يفعله".

وتأتي زيارة ماكينزي إلى الكاظمي، رئيس المخابرات السابق الذي أصبح رئيساً للوزراء في أيار مايو الماضي، في الوقت الذي تجري فيه إدارة ترامب محادثات مع القادة العراقيين في إطار "حوار استراتيجي" يهدف إلى تحديد مستقبل القوات الأمريكية في العراق.

وفي حديثه للصحفيين عبر الهاتف بعد مغادرته العراق، أعرب ماكينزي عن ثقته في أن الحكومة العراقية ستطلب من القوات الأمريكية البقاء في البلاد على الرغم من دعوات الانسحاب في وقت سابق من هذا العام من النواب العراقيين الغاضبين من قرار واشنطن شن غارة جوية في بغداد أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني الى جانب الشخصية البارزة في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

وفي الشهر الماضي، أكدت الحكومتان أن القوات الأمريكية لن تسعى إلى إقامة قواعد دائمة في العراق، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين لفتوا الى أن بقاء نوع من الوجود المستمر ضروري بالنظر إلى التهديد المتواصل من جانب عناصر تنظيم داعش.

وتقول صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بأكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي في العراق.

وتقول إدارة ترامب إن الوجود العسكري الأمريكي يعمل على ردع على النفوذ الإيراني، لكن القوات الأمريكية تعرضت لهجمات صاروخية ومدفعية متكررة ينسبها المسؤولون إلى كتائب حزب الله وميليشيات أخرى، على حد ما جاء في الصحيفة الأمريكية.

ورفض ماكينزي الكشف عن عدد القوات التي يعتقد أنها ستكون ضرورية، قائلا إن الأمر سيكون متروكاً للقادة المدنيين. في حين أعلن الرئيس ترامب في مناسبات عديدة عن رغبته في سحب القوات من سوريا وأفغانستان، لكنه تحدث بشكل أقل عن العراق.

ونقلت واشنطن بوست عن ميك مولروي، الذي سبق أن شغل منصب كبير مسؤولي البنتاغون للشرق الأوسط في إدارة ترامب، أن استمرار وجود القوات سيكون مفيداً أيضاً "للتطور المستمر للجيش العراقي للدفاع عن نفسه ضد الأنشطة الخبيثة لإيران".