"مخيمات سنجار" تخرج عن بكرة أبيها في احتجاجات منددة بـ"سجون العمال"

خرج نازحو سنجار من القاطنين في ثلاثة مخيمات رئيسية بمحافظة دهوك، في احتجاجات للمطالبة بالإسراع في تنفيذ اتفاق أربيل - بغداد الرامي لإعادة الاستقرار إلى مدينتهم، كما طالبوا بوضع حد لخطف الأطفال والقاصرين من قبل حزب العمال.

أربيل (كوردستان 24)- خرج نازحو سنجار من القاطنين في ثلاثة مخيمات رئيسية بمحافظة دهوك، في احتجاجات للمطالبة بالإسراع في تنفيذ اتفاق أربيل - بغداد الرامي لإعادة الاستقرار إلى مدينتهم، كما طالبوا بوضع حد لخطف الأطفال والقاصرين من قبل حزب العمال.

والمخيمات التي انطلقت فيها الاحتجاجات هي شاريا وجمجكو وشيخان الواقعة في محيط محافظة دهوك، كما نقل مراسلو كوردستان 24.

ودعا المتظاهرون حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة إلى الإسراع في تطبيق اتفاق تطبيع الأوضاع في سنجار.

وفي الشهر الماضي، توصلت أربيل وبغداد إلى اتفاق تاريخي يهدف لإعادة الاستقرار إلى سنجار. ومن بين جملة أهداف، يشتمل الاتفاق على إخراج المجاميع المسلحة من المدينة.

وقال أحد النازحين لكوردستان 24، إنه ينتظر بفارغ الصبر تنفيذ الاتفاق لإنهاء ست سنوات من النزوح في مخيم شاريا والعودة إلى مسكنه بعز وكرامة.

ويقول النازحون إن أوضاعهم تتفاقم يوماً بعد آخر في المخيمات، وأشاروا إلى انهم لا يستطيعون أيضاً العودة في الوقت الراهن قبل أن تعاد الخدمات إلى ديارهم.

وتفتقد سنجار إلى الخدمات الرئيسية في ظل سيطرة حزب العمال الكوردستاني والحشد الشعبي على المدينة التي تعد موطن الإيزيديين تاريخياً.

وقال متظاهر آخر "نريد خروج الحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني.. ليس بوسعنا تأمين مستقبلنا في ظل حكم المجاميع الدخيلة".

ورفع المتظاهرون لافتات تؤيد الاتفاق بين أربيل وبغداد، وكتب في إحداها "نؤيد تسليم إدارة سنجار لسكانها الأصليين ونطالب بخروج الميليشيات من القضاء وتسهيل عودة النازحين".

وكتب المحتجون في لافتة أخرى "نطالب بتحرير المخطوفين والمختطفات من سجون داعش وحزب العمال الكوردستاني وإنهاء الإرهاب الفكري والجسدي ضد المواطنين في سنجار".

وقال أحد المشاركين في التظاهرة "نريد ضمان حمايتنا ومن يدافع عنّا.. أريد أن اضمن مستقبل أطفالي".

وفي الاحتجاجات رُفعت لافتة كتب عليها "خطف الأطفال والقاصرين من جانب حزب العمال الكوردستاني وزجهم في المؤسسات العسكرية الميليشاوية مخالف للقوانين الدولية".

وبموجب اتفاق أربيل - بغداد من المزمع تشكيل قوة محلية رسمية قوامها 2500 من المنتسبين الإيزيديين، وسيتم العمل على عودة النازحين وإعادة بناء سنجار.

وسبق أن رحبت الأمم المتحدة الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والأردن وفرنسا ودول أخرى بالاتفاق بين حكومتي بغداد وأربيل.

وترزح سنجار، موطن الإيزيديين، تحت سيطرة حزب العمال الكوردستاني والحشد الشعبي وهو ما دفع السكان النازحين إلى العزوف عن العودة.

ورحب الإيزيديون بالاتفاق الذي سيضمن إعادتهم إلى ديارهم وبناء مدينتهم وإخراج تلك المجاميع من مدينتهم الواقعة على الحدود السورية.

وتحتاج مدينة سنجار إلى الأموال بشدة لبناء ما دمره تنظيم داعش وما تضرر بفعل المعارك التي انتهت بتحريرها في أواخر عام 2015 على يد البيشمركة قبل أن تسيطر عليها القوات العراقية أسمياً في النصف الثاني من تشرين الأول أكتوبر في أعقاب الاستفتاء.

وتشكلت في سنجار ومحيطها العديد من القوى المختلفة على مدى ثلاث سنوات، لم تتمكن الحكومة من السيطرة عليها وهو ما ساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وعاش سكان سنجار فصلين من النزوح أولهما حين هاجم داعش مدينتهم في آب أغسطس 2014، والثاني في أعقاب أحداث أكتوبر 2017، وهو ما زاد من تفاقم الوضع.

وسنجار هي واحدة من بين المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان وبغداد، وهي بحاجة الى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة تأهيل بنيتها التحتية.