في الناصرية.. "حصيلة الدم" ترتفع والكاظمي يشكل لجنة بعد تحشيد الصدر

ذكرت مصادر محلية عراقية السبت أن حصيلة الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين محتجين معتصمين وأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ارتفعت إلى خمسة قتلى وعشرات الجرحى.

أربيل (كوردستان 24)- ذكرت مصادر محلية عراقية السبت أن حصيلة الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين محتجين معتصمين وأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ارتفعت إلى خمسة قتلى وعشرات الجرحى.

ونشبت الاشتباكات بالتزامن مع مسيرة نظمها اتباع الصدر في بغداد ظهر الجمعة تلبية لدعوة من زعيمهم الذي قال إن تياره يرغب بخوض الانتخابات التشريعية المبكرة للظفر بمنصب رئيس الوزراء.

والاشتباكات بين المتظاهرين، وهم امتداد لاحتجاجات عام 2019 ضد النخبة السياسية الحاكمة، وبين أنصار الصدر هي أحدث حلقات الصدع منذ أن أعلن زعيم التيار الصدري النأي بنفسه عن الاحتجاجات التي باتت تعرف باسم ثورة تشرين.

واندلعت الاشتباكات في بادئ الأمر بالعصي والحجارة قرب ساحة الحبوبي وسط الناصرية، قبل أن يسمع دوي إطلاق رصاص، حسبما ما أفاد شهود.

وحاول أنصار الصدر بعدها اقتحام ساحة الحبوبي حيث يتمركز المحتجون المعتصمون داخل خيامهم. وأظهرت صور نشرت على الإنترنت بعضاً من أنصار الصدر وهم يحملون أسلحة. وردد المحتجون شعارات مناهضة للصدر.

وقالت المصادر المحلية لكوردستان 24 إن حصيلة الاشتباكات بلغت لغاية الآن "خمسة قتلى من المحتجين" وجرح ما يصل إلى 70 شخصاً.

وقال مصدر صحفي "بعض المصابين في حالة حرجة للغاية".

وعاد الهدوء إلى ساحة الحبوبي التي يتجمع فيها المتظاهرون المناهضون للنخبة السياسية. ومع حلول الليل اقتحم أنصار الصدر المكان مجدداً وأحرقوا خيام المتظاهرين.

وحث مقرب من الصدر اتباعه، ومعظمهم شباب، على الاستمرار في عملية اقتحام ساحة الحبوبي، وقال "استمروا بالتنظيف لإرجاع الحياة الطبيعية وإرجاع هيبة الدولة".

وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان عمليات دامية مماثلة وقعت قبل أشهر قليلة في بغداد ومناطق جنوبية في ذروة الاحتجاجات التي أطاحت برئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

إلى ذلك، ذكر تلفزيون الناصرية المحلي أن مسلحين استهدفوا منزل ناشط مدني بعبوة ناسفة في حي الأمير وسط مدينة الرفاعي في محافظة ذي قار. ولم يصب الناشط بأذى.

هذا وأصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمراً بإلغاء رخص حمل السلاح في محافظة ذي قار وتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث الناصرية.

وأقال الكاظمي قائد شرطة ذي قار، كما قررت السلطات فرض حظر للتجول في المحافظة سعياً لاحتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان إن هذه الخطوات تهدف "لمنع المزيد من التداعيات التي تضر السلم الأهلي".

وأفاد سكان بأن ساحة الحبوبي الواقعة في قلب الناصرية بدت هادئة منذ صباح اليوم، وشاهدوا دوريات للشرطة بينما كانت تتمركز في الساحة.

وحشّد الصدر أتباعه قبل أقل من سبعة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة ودعاهم إلى النزول في الشوارع. ومن النادر ظهور الصدر في التجمعات.

وقال الصدر على حسابه في تويتر "اليوم اعتراني الأمل بأن تكون الانتخابات القادمة بيد الصالحين".

وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا وتحذيرات وزارة الصحة من خطورة التجمعات، تجمع عشرات الآلاف كتفاً لكتف لأداء صلاة الجمعة في ساحة التحرير ببغداد والشوارع المحيطة بها. ونشر مكتب الصدر تسجيلاً مصوراً لمسيرة أنصاره وقد بدت كبيرة.

وحقق الصدر نتائج متقدمة في انتخابات أيار مايو 2018، بعد أن حاز 54 مقعداً من إجمالي 329 مقعداً في البرلمان ليشكلوا أكبر كتلة.

وسبق أن حدد الكاظمي موعد الانتخابات المبكرة في 6 حزيران يونيو 2021 أي قبل نحو عام من موعدها الأصلي وذلك استجابة لمطلب أساسي رفعته حركة الاحتجاج الشبابية في معظمها، والتي انطلقت في تشرين الأول أكتوبر 2019 وسقط فيها المئات.