اتفاقية سنجار: بغداد تدفع بتعزيزات والسكان يترقبون "الخطوة الثالثة"

دفعت الحكومة الاتحادية بتعزيزات عسكرية إضافية إلى سنجار مع بدء الخطوة الثانية من الاتفاقية التي تم التوصل إليها مع إقليم كوردستان لإخراج الجماعات غير القانونية.

أربيل (كوردستان 24)- دفعت الحكومة الاتحادية بتعزيزات عسكرية إضافية إلى سنجار مع بدء الخطوة الثانية من الاتفاقية التي تم التوصل إليها مع إقليم كوردستان لإخراج الجماعات غير القانونية وإعادة الاستقرار والإعمار إلى المدينة ذات الغالبية الإيزيدية.

وشرعت قوات الشرطة الاتحادية بإنزال جميع رايات الفصائل المسلحة والجماعات التابعة لحزب العمال الكوردستاني والحشد الشعبي. ونشرت الحكومة العراقية أربعة ألوية من الشرطة الاتحادية في المنطقة وصولاً إلى الحدود السورية في إطار تنفيذ الاتفاقية.

وخلال تنفيذ مهامها في المنطقة، لم تواجه الشرطة الاتحادية أي اعتراض من الفصائل بما في ذلك من قوات حماية إيزيدخان التي قالت إنها تؤيد اتفاقية سنجار.

وقوات حماية إيزيدخان التي قاتلت داعش، من أوائل الفصائل التي أنزلت راياتها من المباني منذ أن دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ، حسبما قاله نائب مسؤول القوات فارس سكفان.

وقال سكفان لكوردستان 24، "في الحقيقة نرى أن الاتفاق بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية محل ترحيب، ونريد إحلال الأمن والسلام في سنجار".

وتوصلت أربيل وبغداد في الشهر الماضي إلى اتفاق يقضي بإعادة الأمن والاستقرار والإعمار إلى سنجار، وبما يشمل إخراج المجاميع المسلحة من المدينة.

وأضاف سكفان أن قوات إيزيدخان تدعم أي اتفاق يصب في مصلحة سكان سنجار، مشيراً إلى أن هذا ما تراه إيزيدخان مما دفعها إلى إنزال جميع راياتها من على المباني والمقار.

وتابع "لم يطلب منا رسمياً إنزال علمنا، لكن تم الاتفاق على ذلك واحتراماً للحكومتين، أنزلنا أعلامنا".

وتهدف الاتفاقية، التي تحظى بدعم دولي، إلى إخراج مسلحي حزب العمال الكوردستاني وفصائل الحشد الشعبي والمجاميع المنضوية تحت لوائهما من المدينة الإستراتيجية.

وقال مراسل كوردستان 24 إن فصيل وحدات مقاومة سنجار سلمت بعض مقراته إلى جهاز الأمن الوطني بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ويتمركز في سنجار نحو 20 ألف مسلح ينتمون إلى سبع فصائل مختلفة. ويقضي الاتفاق بأن تنتقل تلك الجماعات إلى خارج المدينة بخمسة كيلومترات.

كما ينص الاتفاق على إبعاد أي قوة غير قانونية من مركز سنجار، ولا يجوز رفع أي علم باستثناء العلم العراقي فوق مباني المدينة.

ويقول صالح خلف وهو من سكنة سنجار إن سكان قاسوا الكثير من المظالم والاضطهادات على الرغم من أنهم بمعزل عن تلك الجهات.

وأضاف "ندعم الحكومة العراقية في حال كانت تعمل لصالح أهالي سنجار، ونحن مع الاتفاق (الموقع بين أربيل وبغداد) وبما يضمن تشكيل إدارة من الشعب وإلى الشعب".

وبقيت سنجار تفتقد إلى الخدمات الرئيسية في ظل سيطرة حزب العمال الكوردستاني والحشد الشعبي على المدينة التي تعد موطن الإيزيديين تاريخياً.

ويرى ناصر جندي، وهو مواطن آخر من سنجار، أنه يتعين أن تبدأ مشاريع إعادة الإعمار في مدينته مثلما هو الحال بالنسبة للموصل.

هذا ويترقب سكان سنجار تطبيق الخطوة الثالثة بعد تطبيق الخطوتين الأولى والثانية من الاتفاق، وهي الخطوة التي سيتم من خلالها تشكيل إدارة جديدة للمدينة لحفظ الأمن والاستقرار، وهو ما يراه النازحون مهماً لكي يعودوا إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح.

وعاش سكان سنجار فصلين من النزوح أولهما حين هاجم داعش مدينتهم في آب أغسطس 2014، والثاني في أعقاب أحداث أكتوبر 2017، وهو ما زاد من تفاقم الوضع.

وسنجار هي واحدة من بين المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان وبغداد، وهي بحاجة الى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة تأهيل بنيتها التحتية.

 

من ماهر شنكالي