مثال الآلوسي: العراق "دولة كارتونية" وموازناته صُرفت في زيورخ و"ملاهي لبنان"

السياسي العراقي مثال الآلوسي في مقابلة مع كوردستان 24
السياسي العراقي مثال الآلوسي في مقابلة مع كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- قال السياسي العراقي مثال الآلوسي، إن الفصائل المدعومة من إيران حوّلت العراق إلى "دولة كارتونية" وصرفت موازنته على "ملاهي لبنان وأوروبا"، وأشار إلى أن أمام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "فسحة أمل صغيرة" لتحقيق السيادة.

وأضاف الآلوسي، وهو مؤسس حزب الأمة العراقية، في مقابلة مع كوردستان 24، أن ممثلي "الميليشيات العراقية" يطلبون حجز مواعيد مع السفير الأمريكي لدى بغداد ماثيو تولر لإبلاغه بأنهم يرفضون ولا يؤيدون مهاجمة مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء.

وأشار إلى أن تلك الميليشيات المسلحة حوّلت العراق إلى "دولة كارتونية، بينما ما موجود في بغداد لا يمثل المواطن العربي لا السني ولا الشيعي ولا الكوردي إنما يمثل انفعالات أناس ضائعين"، معرباً عن اعتقاده بأن "النظام العراقي فاشل" في ظل النفوذ الإيراني.

"فسحة صغيرة"

وتابع "لدى مصطفى الكاظمي فرصة وفسحة صغيرة جداً الآن، إما أن يثبت سلطة الحكومة ويثبّت الاتفاق العراقي (بشأن القضايا المالية) بين أربيل وبغداد، ويفعّل الإصلاح وهيئة النزاهة أو أن يذهب ضحية هذا البرلمان المتآمر على العراق وعلى السيادة والقيم".

وقال الآلوسي إنه يتعين أن يُثبت الكاظمي أن "العراق قادر على التعامل مع الميليشيات الإرهابية وليست الخارجة عن القانون... للانتصار إلى وحدة العراق الحديث أو أن نكون جزءاً من إيران"، وأردف قائلاً "عام 2021 هو إما أن يكون عام الأمل أو الانتحار".

"ملاهي لبنان"

وعندما سُئل عن الملف المالي والأزمة الاقتصادية التي يواجهها العراق، أعرب السياسي المستقل عن أسفه من أن الموازنة العراقية موجودة "لدى حزب الله وإيران وملاهي لبنان وأوروبا"، ومضى يقول "الميزانية العراقية موجودة أيضاً في أملاك لندن... وزيورخ".

وشن الآلوسي هجوماً على أساليب الأحزاب المتنفذة في تعاملها مع العراقيين، وقال "هؤلاء لا يرتدون في أوروبا ما نراهم به في العراق، لقد أرادوا لعوائلهم الحياة المدنية وأرادوا للعراق الفضيحة".

"حاقدون على كوردستان"

وتحدث الآلوسي في مقابلته مع كوردستان 24 عن "فضيحة"، وقال إن الذين يقطعون الرواتب عن المواطن الكوردي هم "حاقدون على إقليم كوردستان لأنه يكشف كم صرفوا وكم نهبوا ويثبت فشلهم".

وزاد "ولو كان إقليم كوردستان فاشلاً.. لكان هؤلاء في راحة عظيمة وكانوا أحبة له، وهم يريدون القول للكورد ´أفشلوا سنكون أحبة لكم، وسنكون أعداء لكم إذا نجحتم´".

وبعد أن أعرب عن امتعاضه من تأليب الكورد وإيذائهم وتحريضهم على العربي، ودفع المسيحي ضد المسلم، والسني على الشيعي، والعربي على الكوردي، اعتبر الآلوسي أن ما يقوم به هؤلاء الساسة لا يظهر أنهم "بناة دولة" والعراق "في خطر" في ظل وجودهم.

"الشيعة أبرياء"

وقال الآلوسي إن مشكلة العراق تكمن في أن من يطالب بالنزاهة هو فاسد وسارق في الأصل، مبيناً أن من سرق العراق هم من يدعون تمثيل الشعب في البرلمان والحكومات المتعاقبة وليس داعش ولا البعثيين ولا القاعدة أو المعارضين ورجال الدين الحقيقين في حوزة النجف.

وحث النائب السابق إقليم كوردستان على فتح أبوابه بشكل أكثر، وعبّر عن حزنه من أن المصائب القادمة "هي على بغداد والجنوب" العراقي.

وتطرق الآلوسي إلى حقوق الكورد، وقال إن السذج وحدهم من يعتقدون أن حقوق إقليم كوردستان يمكن التلاعب بها، ولا يعلمون بأن الكورد قاتلوا عقوداً طويلة من أجل حقوقهم، وليس من السهل أن يستسلم الكورد ليسلموا حقوقهم للسفير الإيراني ببغداد.

وقال "لن تُسلم الحقوق الكوردية إلى من هو لص ومتآمر ويذبح ويقتل... الشيعة أبرياء من هؤلاء المجرمين، الحشد الشعبي السيستاني (الجناح المؤيد للمرجع الشيعي في النجف) بريء من هؤلاء الذين يدعون الحشد الشعبي" ممن تربطهم صلات وثيقة بطهران.

"إذلال الكورد"

وألمح الآلوسي إلى أن محاولات إذلال الكورد في مدينة سنجار والمناطق المتنازع عليها الأخرى بالإضافة إلى بغداد "كانت واضحة"، غير أن تلك المحاولات باءت بالفشل مما دفع تلك الجماعات الحاقدة إلى اللجوء لقطع الرواتب لخلق أزمة بين العائلة الكوردية.

وقال "لا أعتقد انهم سينجحون، وأنا واثق من أن فشل... العملية السياسية قريب".

ولفت إلى أن غياب النواب الكورد في القرارات الاتحادية المهمة، مثل إخراج القوات الأمريكية وقانون تمويل العجز المالي "فضح البرلمان وفضح الآخرين"، وعد قرار "الأغلبية" في إخراج القوات الأمريكية من العراق "ليس عراقياً طالما مرر بدون صوت الكورد.

"كوردستان أمل الدولة العراقية"

وأضاف الآلوسي أن الإيرانيين يريدون إبلاغ الأمريكيين بأن مصير العراق بأيديهم، بيد أنه لا يمكنهم قول ذلك بالنسبة لإقليم كوردستان ولا برلمانه، لإن كوردستان تمثل أمل وجود الدولة العراقية فيما تمثل بغداد الاحتلال الإيراني أو عدم وجود السيادة العراقية".

وتابع "هناك صراع في العراق بين طرفين متناقضين أحدهما متشبث بالتاريخ والآخر يتمثل بالكورد ويرفع شعار دعونا نبي ونعمر ونفعل شيئا، بينما بغداد تتمسك بالتاريخ في وقت بات فيه الدين وكأنه غطاء للسارق والقاتل".

وأعرب الآلوسي عن أمله بأن يرى البرلمان العراقي "يدعم الاتفاق الحكومي في الموازنة الجديدة" في إشارة إلى الاتفاق مع إقليم كوردستان.

واختتم حديثه قائلاً "هذا لن يتحقق إلا من خلال وحدة الجبهة الكوردية ووحدة الجبهة العراقية الوطنية الداعمة للسيادة".