الكاظمي يهدد "العصائب" بمواجهة عسكرية "حاسمة" والصدر يوجه نداءً لطهران

ذكرت تقارير صحفية أن عصائب أهل الحق، التي يقودها قيس الخزعلي، نظمت "استعراضاً عسكرياً" في عدد من شوارع بغداد
مصطفى الكاظمي يراقب الشوارع من كاميرات المراقبة - صورة: مكتبه الإعلامي
مصطفى الكاظمي يراقب الشوارع من كاميرات المراقبة - صورة: مكتبه الإعلامي

أربيل (كوردستان 24)- هدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في وقت متأخر من مساء الجمعة من وصفهم بالمغامرين الخارجين عن القانون بـ"مواجهة حاسمة" إذا حاولت الفصائل المرتبطة بإيران زعزعة أمن العراق والانخراط في "مغامرة عبثية أخرى".

وجاء هذا التهديد بعدما تداولت منصات رقمية عراقية تدعمها إيران، صوراً قالت إنها تعود لتحشدّات تقوم بها جماعة عصائب أهل الحق، وذلك رداً على اعتقال أجهزة الأمن لأحد أفراد العصائب بتهمة المشاركة في الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء.

وحذرت وثيقة بدا أنها صادرة عن مديرية الاستخبارات من أن مجموعة تابعة لعصائب أهل الحق تنوي التوجه إلى مقر وكالة الاستخبارات في منطقة الكرادة معززة بأسلحة ثقيلة للمطالبة بإطلاق سراح من تم اعتقاله في مدينة الصدر. ولم يتسن لكوردستان 24 التحقق من صحة الوثيقة.

وقال مصدر أمني لكوردستان 24، إن المعتقل يدعى حسام الازيرجاوي وقد أُوقف بتهمة المشاركة في إطلاق صواريخ الكاتيوشا على السفارة الأمريكية والمنطقة الخضراء.

وتعرضت المنطقة الخضراء الأسبوع الماضي إلى هجوم صاروخي مما أسفر عن إصابة جندي عراقي وإلحاق أضرار مادية بمجمع سكني وبعدد من السيارات. كما أدى الهجوم الصاروخي إلى وقوع أضرار بجدران مجمع السفارة الأمريكية المحصن جيداً.

وذكرت تقارير صحفية أن عصائب أهل الحق، التي يقودها قيس الخزعلي، نظمت "استعراضاً عسكرياً" في عدد من شوارع بغداد، وهو ما دفع قوات الأمن العراقية الرسمية، بما في ذلك قوات مكافحة الإرهاب المدربة أمريكياً، إلى الانتشار قبل أن يقوم الكاظمي بجولة ببغداد.

وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة قام بجولة في جانبي الكرخ والرصافة. وقال مراسلنا إن الكاظمي أجرى جولة في حيي المنصور والكاظمية على الرغم من أن التوترات كانت في منطقة الرصافة حيث مقر الاستخبارات.

وقال النائب التابع لعصائب أهل الحق نعيم العبودي على حسابه في تويتر "نرفض الاتهامات الواضحة والمضمرة عبر التصعيد في الخطاب، أو نشر مقاطع مصورة مجهولة المصدر، وقد كنا وما زلنا نؤكد على تطبيق القانون وحفظ هيبة الدولة، لذا لن ننجر إلى الفتنة".

وتصاعدت التوترات، الموجودة أصلاً، بين واشنطن وطهران في الساحة العراقية تزامناً مع حلول الذكرى الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بطائرة أمريكية بدون طيار في كانون الثاني يناير الماضي ببغداد في حادث قُتل فيه القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

ويخشى العراقيون أن تتفاقم التوترات وتتحول إلى مواجهة مباشرة بين طهران وفصائلها العراقية وبين واشنطن في بلد لا يزال يئن أزمات وتحديات لا تحصى منذ 17 عاماً.

وكتب الكاظمي على حسابه في تويتر "لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات، عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون. طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية أخرى".

وتابع "لكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر".

وتنظر الفصائل الشيعية المسلحة المقربة من طهران إلى الكاظمي، الذي لا يزال يدير جهاز المخابرات العراقي، بريبة، وتتهمه بالقرب من واشنطن.

وزادت إيران نفوذها على مراكز الحكم في بغداد منذ سقوط النظام السابق الذي كان يتزعمه صدام حسين على يد تحالف قادته واشنطن عام 2003، لدرجة أن بعض المسؤولين الأمريكيين قال إنه لم يعد لواشنطن أي تأثير في بغداد مقارنة بحجم النفوذ الإيراني.

ودخل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على خط الأزمة، وانتقد التدخلات الإيرانية والأمريكية في العراق.

وقال الصدر في بيان إن العراق "وقع ضحية الصراع الأمريكي – الإيراني وقد تضرر بصورة لا يصح السكوت عنها وكأنه ساحة لصراعاتهم العسكرية والأمنية والسياسية والفايروسية".

وزاد "لذا أوجه ندائي للجمهورية الإسلامية الإيرانية (الجارة العزيزة) أن تبعد العراق عن صراعاتها ولن نتركها في شدتها إذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال".

ولا تزال واشنطن تعول كثيراً على حلفائها في دول الخليج العربية لتحمل بعض أعباء إعادة إعمار العراق، وتريد أيضاً رؤية تقارب عربي - عراقي لإضعاف نفوذ إيران.