الجيش ينفذ اعتقالات ليلية في صفوف "عماليين" هاجموه بالحجارة في سنجار

ظلت سنجار تفتقد إلى الخدمات الرئيسية في ظل سيطرة حزب العمال الكوردستاني والمليشيات على المدينة
سبق أن أعلنت الحكومة العراقية تنفيذ اتفاقية سنجار بالكامل - صورة: AP
سبق أن أعلنت الحكومة العراقية تنفيذ اتفاقية سنجار بالكامل - صورة: AP

أربيل (كوردستان 24)- نفذت قوات الجيش العراقي مساء السبت، حملة اعتقالات في صفوف مسلحين مؤيدين لحزب العمال الكوردستاني في مدينة سنجار بعد تنظيم احتجاج ضد القوات الاتحادية بينما كانوا يرتدون ملابس مدنية، حسبما ما أفاد مصدر أمني.

وهذا أحدث توتر تشهده سنجار منذ أن أبرمت أربيل وبغداد اتفاقية لإعادة تطبيع أوضاع المدينة، وبما يشمل إخراج الميليشيات وحزب العمال الكوردستاني والجماعات المرتبطة به من المنطقة الواقعة على الحدود السورية العراقية والتي تعد موطن الإيزيديين.

وسبق أن أعلنت الحكومة العراقية تنفيذ اتفاقية سنجار بالكامل بعدما أنزلت القوات الاتحادية رايات الجماعات التابعة لحزب العمال وتسلمت العديد من المباني التي كانت تشغلها تلك الجماعات، غير أن إقليم كوردستان ألمح إلى أن تنفيذ الاتفاقية "لا يزال شكلياً".

وتقضي اتفاقية سنجار بأن تتولى القوات الاتحادية الأمن في المدينة. ونشرت بغداد عدة وحدات من الشرطة الاتحادية داخل المدينة وحولها، بيد أن مسؤولين في وزارة البيشمركة قالوا مؤخراً إن المسلحين المؤيدين لحزب العمال استبدلوا ملابسهم بأخرى مدنية أو تابعة للقوات العراقية.

وقال مصدر أمني لكوردستان 24، إن قوات الجيش العراقي اعتقلت 23 عنصراً من مسلحي وحدات مقاومة سنجار، كما صادرت مقرين كانت الوحدات تشغلهما في المدينة، مشيراً إلى أن القوات الاتحادية باشرت بحملة اعتقالات ضد "كل من يخالف القانون".

وأضاف المصدر أن معظم المعتقلين كانوا يتظاهرون بملابس مدنية ضد قوات الجيش.

وشأنها في ذلك شأن حزب العمال الكوردستاني، ترفض وحدات مقاومة سنجار الاتفاقية التي توصلت إليها حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية.

وعبّر تلك الجماعات عن رفضها للاتفاقية عبر نصب خيام وتنظيم تظاهرات أُلقيت خلالها الحجارة على القوات العراقية، غير أن الجيش أزال جميع تلك الخيام.

وقال المصدر الأمني إن مسلحي حزب العمال الكوردستاني تظاهروا بملابس مدنية وهاجموا الجيش العراقي بالحجارة، لتبدأ بعدها حملة الاعتقالات في صفوف المهاجمين في اليوم نفسه.

وأضاف أن قائد حزب العمال الكوردستاني في سنجار أجرى مفاوضات مع قائد الفرقة 20 وآمر اللواء 15 في الجيش العراقي لإطلاق سراح المعتقلين، لكن الضابطين العراقيين رفضا ذلك إلا بعد أن تغادر تلك الجماعات سنجار.

هذا وقال مصدر مطلع لكوردستان 24 إن اشتباكات وقعت يوم أمس بين وحدات مقاومة سنجار وقوات حزب العمال الكوردستاني يوم أمس في المنطقة. ولم يخض في التفاصيل.

وظلت سنجار تفتقد إلى الخدمات الرئيسية في ظل سيطرة حزب العمال الكوردستاني والمليشيات على المدينة التي لا يزال معظم سكانها نازحين في إقليم كوردستان.

وتحتاج مدينة سنجار إلى الأموال بشدة لبناء ما دمره تنظيم داعش وما تضرر بفعل المعارك التي انتهت بتحريرها في أواخر عام 2015 على يد البيشمركة قبل أن تسيطر عليها القوات العراقية أسمياً في النصف الثاني من تشرين الأول أكتوبر في أعقاب الاستفتاء.

وتشكلت في سنجار ومحيطها العديد من القوى المختلفة على مدى ثلاث سنوات، لم تتمكن الحكومة من السيطرة عليها وهو ما ساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وعاش سكان سنجار فصلين من النزوح أولهما حين هاجم داعش مدينتهم في آب أغسطس 2014، والثاني في أعقاب أحداث أكتوبر 2017، وهو ما زاد من تفاقم الوضع.

وسنجار هي واحدة من بين المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان وبغداد، وهي بحاجة الى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة تأهيل بنيتها التحتية.