ذكرى اغتيال سليماني.. بغداد تحبس الأنفاس والحشد يدفع بـ"احتجاجات انتقامية"

اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة لحماية المنشآت الحيوية في العراق
متظاهرون مؤيديون للحشد في حي الشعلة ببغداد - صورة: فرانس برس
متظاهرون مؤيديون للحشد في حي الشعلة ببغداد - صورة: فرانس برس

أربيل (كوردستان 24)- دعا قادة بارزون في الحشد الشعبي، أنصار الفصائل المدعومة من إيران إلى المشاركة في احتجاجات عارمة بساحة التحرير وسط بغداد يوم الأحد في ذكرى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

واُغتيل سليماني والمهندس في 3 من كانون الثاني يناير 2020 بطائرة أمريكية مسيرة في شارع مطار بغداد الدولي، رداً على هجمات صاروخية على قواعد عسكرية يتمركز فيها أمريكيون وجنود من التحالف الدولي قالت واشنطن إن قائد فيلق القدس كان ضالعاً فيها.

وتوعدت طهران وفصائل عراقية حليفة لها بالانتقام لمقتل سليماني. وسبق أن أطلقت إيران بعد أيام قليلة من اغتيال جنرالها وابلاً من الصواريخ على قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما أمريكيون في كل من الأنبار وأربيل، دون أن تسفر عن سقوط خسائر بشرية.

ومع حلول الذكرى الأولى لاغتيال سليماني والمهندس، اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة لحماية المنشآت الحيوية في العراق. وتحدثت طهران عما وصفتها بالمؤامرة الأمريكية لاختلاق ذريعة لإشعال فتيل حرب ضد إيران داخل الساحة العراقية.

وعززت القواعد التي تضم قوات أمريكية ومن التحالف الدولي في العراق إجراءاتها تحسباً لأي عملية استهداف بالصواريخ. وعبر مسؤولون عن مخاوفهم من أن تقدم الجماعات الموالية لطهران على مهاجمة المصالح الأمريكية ولا سيما مبنى السفارة في بغداد.

وفي حي الشعلة الواقع في ضاحية الكرخ ببغداد، نزل مسلحو وأنصار الحشد الشعبي إلى الشوارع حاملين صوراً لسليماني والمهندس. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بطرد القوات الأمريكية من العراق كما هتفوا بعبارات تدعو إلى الانتقام لمقتل الرجلين.

وفي تسجيل مصور، قال المتحدث باسم كتائب حزب الله محمد محيي إن على جميع "أنصار المقاومة" المشاركة غداً في "تظاهرة مليونية" للمطالبة بضرورة "الملاحقة القانونية" لقتلة الجنرال سليماني والمهندس و"إخراج القوات الأمريكية من العراق وغرب آسيا".

وقال زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في مقابلة مع القناة المملوكة له إنه "يشعر بالندم" لاستجابته إلى الطلب الإيراني بتأجيل الرد على اغتيال سليماني والمهندس.

وفي طهران، قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إن "اغتيال قاسم سليماني قائد الفيلق السابق لن يمنع إيران من مواصلة المقاومة".

وأكد، خلال كلمته خلال مراسم الذكرى الأولى لتأبين سليماني، موجهاً حديثه لواشنطن "قد يأتي فرد من داخل بيتكم يرد على جريمتكم".

وأكد قاآني أن بلاده لا تزال مستعدة للرد على اغتيال سليماني الذي استهدف في غارة بطائرة مسيرة ضربت موكبه في العراق.

وهدد ترامب إيران برد "مدمر" إذا أوقعت ضربات الفصائل التابعة لها أي أمريكي في العراق. وبعد تهديد الرئيس الأمريكي قال قادة فصائل عراقية إنهم لا يؤيدون مهاجمة السفارة الأمريكية التي تعرضت مؤخراً إلى هجوم بنحو 21 صاروخاً دون خسائر بشرية.

وقال مصدر مطلع لكوردستان 24، إن فصائل الحشد الشعبي أفرغت جميع مقراتها من الوثائق والأجهزة والمعدات تحسباً من ضربات أمريكية.

وخفضت واشنطن مؤخراً طاقمها الدبلوماسي في العاصمة العراقية وسط تقارير متضاربة بشأن إمكانية إغلاق السفارة ونقل طاقهما إلى أربيل.