حل الجيش العراقي "خطأ كبير" وأوباما اقترف أفدح منه وأقر بعد فوات الأوان

بول بريمر
الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر - صورة إرشيفية
الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر - صورة إرشيفية

أربيل (كوردستان 24)- قال الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر، إن حل الجيش العراقي والمؤسسات الأخرى كان "خطأ أمريكياً كبيراً"، وأشار إلى أن "الخطأ الأكبر" هو عدم تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في العراق في عهد إدارة باراك أوباما.

وكان بريمر يشير إلى قرار أوباما الانسحاب من العراق عام 2011 وما تبع ذلك من ازدياد متصاعد وغير مسبوق للنفوذ الإيراني على القرار العراقي في خضم انفلات أمني غير معهود.

وقال بريمر، الذي حكم العراق بعد عام 2003، في مقابلة مع كوردستان 24 عبر سكايب، إن العقوبات المفروضة على إيران يجب أن تستمر لأنها تسببت في زعزعة استقرار المنطقة.

وسُئل الحاكم المدني السابق عن رأيه بما يخطط له الرئيس الأمريكي جو بايدن حول العراق، فقال "لا أعرف ما هي سياسته... لكن عليه أن يتحرك سريعاً وأن يضع حداً لإيران".

وأضاف أن على أوروبا مواصلة فرض عقوباتها، ويتعين على واشنطن التعاون مع حلفائها العرب ودول المنطقة للوقوف بوجه طهران.

وتابع "هذا الأمر بإمكانه الضغط على إيران".

وعبّر بريمر عن قلقه لما يجري في العراق، وأردف قائلا "لم نكن نتوقع ذلك، فالوضع الحالي لا يصب في مصلحة أي طرف ولا سيما ازدياد العنف وانتشار الميليشيات المدعومة إيران".

وقال الحاكم السابق إن الكورد يتمتعون بمنطقة مستقرة، فيما أرادت قيادتهم "عراقاً اتحادياً" وصوتت لصالح الدستور، ومن الطبيعي أن يكون لكورد العراق علاقات جيدة مع أبناء جلدتهم في المنطقة، غير أن مشكلة بغداد أنها "تسيء فهمهم وتعتقد أنهم يريدون تقسيم العراق".

وعندما سُئل عن أفضل السبل لتقويض نفوذ الجماعات المسلحة في العراق، قال بريمر "يتعين على الولايات المتحدة أن تتعاون مع الحكومة العراقية لنزع سلاح الميليشيات المسلحة التابعة لإيران، لان تلك الجماعات تعمل على زعزعة الاستقرار في العراق".

وقال إن بايدن يحتفظ بعلاقات وطيدة مع الكورد، وسبق أن زار برلمان كوردستان، كما تحدث بايدن عن فكرة تقسيم العراق إلى إقليم كوردي وآخر سني وثالث شيعي، إلا أنه تخلى عنها لاحقاً.

ولدى سؤاله عن تطلعات الكورد في إقامة دولة مستقلة، أعرب بريمر عن اعتقاده بأن "هذا الحلم" لن يتحقق قريباً مع وقوف الدول المجاورة ضده.

وقال إن حل الجيش العراقي والأجهزة النظامية الأخرى كان "قراراً خاطئاً"، وأردف بالقول "وثمة خطأ آخر هو الانسحاب قبل إنجاز الإستراتيجية الأمريكية في العراق".

وسبق أن اعترف بريمر في كتابه "عامي في العراق" بأن "الجيش العراقي ليس كله سيئاً، فالعديد من العراقيين خدموا بشرف منذ أجيال في القوات المسلحة".

وخلص بريمر في مقابلته مع كوردستان 24 للقول "الإستراتيجية الأمريكية لم تُنفذ كما ينبغي".