في خطاب تاريخي.. البابا يستذكر الإيزيديين ويدعو الساسة إلى تعزيز "التضامن الأخوي"

"من بين الكثيرين الذين عانوا وتألموا، لا يسعني إلا أن أذكر الإيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة"
kurdistan24.net

أربيل (كوردستان 24)- استذكر بابا الفاتيكان الإيزيديين الذين تعرضوا لجرائم وحشية على أيدي مسلحي تنظيم داعش في سنجار ومحيطها قبل أكثر من ست سنوات، كما دعا الساسة العراقيين إلى التحرك والتصدي إلى الفساد وتعزيز التعايش السلمي بين جميع العراقيين.

وألقى البابا فرنسيس كلمة أمام كبار المسؤولين العراقيين، حث فيها الأعداد المتضائلة من المسيحيين على البقاء في العراق والمساعدة في إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحرب والاضطهاد، متجاهلًا جائحة فيروس كورونا والمخاوف الأمنية للقيام بأول زيارة بابوية له.

وقال البابا في كلمته "على مدى العقود الماضية، عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب ومن صراعات طائفية تقوم غالباً على أصولية لا تستطيع أن تقبل العيش معا في سلام، بين مختلف الجماعات العرقية والدينية، بمختلف الأفكار والثقافات. كل هذا جلب الموت والدمار، وأنقاضا ما زالت ظاهرة للعيان".

وتابع "وهنا، من بين الكثيرين الذين عانوا وتألموا، لا يسعني إلا أن أذكر الإيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية. فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".

وأضاف البابا "يمكننا أن نبدأ عملية إعادة بناء فعالة، ويمكننا تسليم عالم أفضل للأجيال القادمة، أكثر عدلا وأكثر إنسانية. في هذا الصدد، فإن الاختلاف الديني والثقافي والعرقي، الذي ميز المجتمع العراقي، مدة آلاف السنين، هو عون ثمين للاستفادة منه، وليس عائقاً للتخلص منه".

ومضى يقول "العراق اليوم مدعو إلى أن يبين للجميع، وخاصة في الشرق الأوسط، أن الاختلافات، بدلا من أن تثير الصراعات، يجب أن تتعاون في وئام في الحياة المدنية".

وخاطب البابا المسؤولين العراقيين والحاضرين بالقول "أنتم مدعوون إلى تعزيز روح التضامن الأخوي هذا. من الضروري التصدي لآفة الفساد، وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي. ولكن هذا لا يكفي. ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك".

وحث البابا المجتمع الدولي على القيام بـ"دور حاسم في تعزيز السلام في هذه الأرض وفي كل الشرق الأوسط"، ومضى يقول "رأينا ذلك في الصراع الطويل في سوريا المجاورة".