الجيش الإسرائيلي يكثف هجومه على أهداف في القطاع

طفلة فلسطينية جريحة
طفلة فلسطينية جريحة

أربيل (كوردستان 24)- كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وقال بيان للجيش إن قواته تشن عمليات جديدة ضد أهداف في القطاع.

وقالت بي بي سي نقلا عن مراسلها في غزة إن قصفا عنيفا تشهده مناطق في شمالي وشرقي غزة، باستخدام زوارق حربية وطائرات مقاتلة ومروحيات، كما أظهرت لقطات فيديو انفجارات تضيء سماء مدينة غزة.

وقال الجيش في رسالة مقتضبة إن "طائرات وقوات إسرائيلية على الأرض تنفذ هجوما في قطاع غزة". ولكنه نفى في وقت لاحق لوسائل الإعلام دخول قوات برية إلى القطاع.

وكانت إسرائيل قد عززت في وقت سابق تواجدها على الحدود مع قطاع غزة ونشرت دبابات وقوات وسط توقعات ببدء التوغل البري في تصعيد للقتال الدائر مع الفصائل الفلسطينية منذ أيام.

وفي الساعات الأخيرة من مساء الخميس، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة وفي المقابل واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية.

وتفيد تقارير بأن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 170 غارة خلال نصف ساعة بحسب مصادر فلسطينية.

ويأتي ذلك في وقت تخوض فيه جموع من السكان العرب واليهود قتالا داخل إسرائيل، مما دفع الرئيس الإسرائيلي إلى التحذير من حرب أهلية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد أمر بإجراء "تعزيز مكثف" لقوات الأمن لقمع الاضطرابات الداخلية، وتم اعتقال ما يزيد على 400 شخص.

وتمركزت وحدتان من قوات المشاة ووحدة مدرعة على مقربة من الحدود مع غزة يوم الخميس، كما تم استدعاء نحو 7000 فرد من جنود الاحتياط.

وتوصف أعمال العنف، التي استمرت أربعة أيام في غزة وإسرائيل، بأنها الأسوأ منذ عام 2014، وقد تأججت في البداية بسبب أسابيع من التوتر الإسرائيلي الفلسطيني في القدس الشرقية، مما أدى إلى وقوع اشتباكات تحولت إلى تبادل متواصل لقصف صواريخ فلسطينية وشن غارات جوية إسرائيلية.

تطورات أخرى يوم الخميس:

قال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه البحر قبالة السواحل الشمالية لإسرائيل، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إطلاقها، بيد أن العديد من الجماعات المسلحة تعمل في لبنان، بما في ذلك حزب الله، الذي خاض حربا استمرت شهرا مع إسرائيل في عام 2006.
قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافا في غزة من بينها أبنية تابعة للاستخبارات ومنازل وشركات يستخدمها نشطاء.
أطلقت حركة حماس الفلسطينية، في غضون ذلك، مزيدا من الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، وقال متحدث باسم الحركة إنها أظهرت "قدرا صغيرا فقط" من قدراتها.
اندلعت المزيد من أعمال العنف بين يهود وفلسطينيين في بلدات ومدن مختلطة داخل إسرائيل.
أوقفت شركات طيران دولية، من بينها الخطوط الجوية الملكية الهولندية "كيه إل إم"، والخطوط الجوية البريطانية و"فيرجن أتلانتيك"، رحلاتها إلى إسرائيل، كما حُولت الرحلات الجوية القادمة جنوبا من مطار تل أبيب الرئيسي.
وتقول وزارة الصحة في غزة إنه قُتل نحو 103 أشخاص خلال أربعة أيام من الصراع، وقال مسؤولون في القطاع، الذي تسيطر عليه حركة حماس، إن العديد من المدنيين قُتلوا، من بينهم 27 طفلا.

وتقول إسرائيل إن عشرات القتلى في غزة من النشطاء، وإن بعض القتلى سقطوا بسبب صواريخ أطلقتها غزة وأخطأت هدفها.

وفي مدينة سديروت الإسرائيلية، لقي طفل مصرعه جراء إطلاق صواريخ من غزة على منزله، واخترقت شظايا الملجأ الذي كان يختبئ فيه.

كما استدعت إسرائيل 10 سرايا لدوريات الحدود الاحتياطية للمساعدة في التصدي لأسوأ الاضطرابات بين الفلسطينيين في أراضي 48 واليهود، منذ سنوات عديدة.

ودعا القادة السياسيون إلى التهدئة، ووصف الرئيس، رؤوفين ريفلين، اندلاع أعمال الشغب في عدة بلدات ومدن بأنها "حرب أهلية لا معنى لها".

وكانت هناك دعوات واسعة النطاق تهدف إلى وقف التصعيد، بما في ذلك الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، بيد أن الدلائل لا تشير إلى تخفيف حدة الصراع.

وقال مسؤول بارز في حماس إن الحركة مستعدة لوقف إطلاق نار "متبادل" إذا ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل "لقمع العمليات العسكرية" في المسجد الأقصى.

بيد أن المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، هيلدا زيلبرمان، قالت إن إسرائيل لا تسعى لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

اندلع القتال بين إسرائيل وحماس بعد أيام من تصاعد الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية.

وطالبت حماس إسرائيل بإبعاد الشرطة من هناك ومن حي الشيخ جراح القريب الذي تقطنه أغلبية عربية حيث تواجه العائلات الفلسطينية الطرد من قبل المستوطنين اليهود. وأطلقت حماس صواريخ عندما لم تجد انصياعا لتحذيراتها.

وكان الغضب الفلسطيني قد أذكته أسابيع من التوتر المتصاعد في القدس الشرقية، التي أشعلتها سلسلة من المواجهات مع الشرطة منذ بداية شهر رمضان المبارك في منتصف أبريل.

وزاد من تأجيجها التهديد بإجلاء العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس الشرقية من قبل المستوطنين اليهود واحتفال إسرائيل السنوي باحتلالها القدس الشرقية في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط، المعروف باسم يوم القدس.

وينطوي مصير المدينة، بأهميتها الدينية والوطنية العميقة لكلا الجانبين، على أهمية كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وقد ضمت إسرائيل القدس الشرقية فعليا في عام 1980 واعتبرت المدينة بأكملها عاصمتها، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الدول الأخرى لم تعترف بذلك.

ويطالب الفلسطينيون بأن يكون النصف الشرقي من القدس عاصمة دولتهم المأمولة.