إسرائيل وحماس تتبنيان "النصر" بين الركام.. وهدوء حذر يخيّم على غزة

"الدفاع المدني يعمل مع وزارة الاشغال العامة والبلديات على رفع الركام ونواصل البحث عن مفقودين تحت الانقاض"
بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة مصرية، الساعة الثانية فجراً - صورة: فرانس برس
بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة مصرية، الساعة الثانية فجراً - صورة: فرانس برس

أربيل (كوردستان 24)- سكتت أصوات القنابل والمدافع والصواريخ في قطاع غزة وإسرائيل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بعد أحد عشر يوما من تصعيد دام.

وخارج غزة، اندلعت مواجهات مجدداً بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى، بعد أسبوعين على أحداث مشابهة كانت السبب في تفجّر المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل.

وبعد أن احتفلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الليلة الماضية بـ"نصر تاريخي"، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ع "نجاح استثنائي" للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وفي القطاع المحاصر، بدأ آلاف من الفلسطينيين يغادرون المدارس التي لجأوا إليها هربا من القصف، بحسب مسؤول في الأمم المتحدة، بينما يواصل المسعفون وخدمات الإسعاف والدفاع المدني البحث عن ناجين تحت الركام. ووتم انتشال خمس جثث وعشرة ناجين من تحت أنقاض نفق في منطقة خان يونس في غزة.

وقال نائب رئيس الدفاع المدني في قطاع غزة رائد الدهشان لفرانس برس إن "الدفاع المدني يعمل مع وزارة الاشغال العامة والبلديات على رفع الركام ونواصل البحث عن مفقودين تحت الانقاض".

وأضاف أن هناك "صعوبة كبيرة" في العمل "لأننا لا نملك أي معدات ثقيلة للبحث، ولهذا السبب يموت بعض المصابين تحت الأنقاض بالرغم من أنه بالإمكان إنقاذ حياتهم".

وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة مصرية، الساعة الثانية فجراً. وبعد دقائق من بدء سريان الهدنة، عمّت الاحتفالات قطاع غزة وأُطلقت أعيرة نارية في الهواء ابتهاجاً. كما خرجت حشود في الضفة الغربية والقدس الشرقية الى الشوارع لتعبر عن ابتهاجها.

ومن جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة متلفزة على "النصر العظيم الذي سجلته المقاومة الباسلة".

وشكر هنية إيران أيضا على دعمها "المقاومة" الفلسطينية بالمال والسلاح، مؤكدا أن طهران "لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات".

بدورها، هنأت إيران الجمعة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، الفلسطينيين بـ"الانتصار التاريخي" في أعقاب وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وكتب المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده عبر حسابه على تويتر "تهانينا الى شقيقاتنا وأشقائنا الفلسطينيين على الانتصار التاريخي"، مضيفا "مقاومتكم دفعت المعتدي للتراجع".

واندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من أيار مايو، تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح.

وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود. وحصلت مساع دبلوماسية كثيفة لإقرار وقف إطلاق النار الذي رحّب به الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال من البيت الأبيض "أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم"، نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، "وأنا ملتزم بالعمل من أجل ذلك"، مشيداً بدور مصر في التوسط في الاتفاق.

وقتل في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة 243 شخصاً بينهم 66 طفلا كما أصيب 1910 أشخاص بجروح، وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وبين القتلى مقاتلون من حماس وفصائل فلسطينية أخرى.

وتسببت الصواريخ التي أطلقتها حماس والفصائل من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية بمقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وجندي، فيما أصيب 355 آخرون بجروح، وفق الشرطة الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 في المئة منها.

ورغم الهدنة، تبقى مخاوف من تجدّد التوترات بين اليهود والعرب في الداخل الإسرائيلي حيث حصلت أعمال عنف هي الأولى بهذا الحجم منذ سنوات، وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية حيث قتل 25 فلسطينيا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.