أبطالها عراقيون.. واشنطن تتحدث عن "عملية احتيال كبرى" في برنامج التوطين

اتهمت لائحة الاتهام التي تم الكشف عنها مطلع 2021 المشتبه بهم بسرقة ملفات الحالات الرقمية الخاصة بأكثر من 1900 عراقي
التحقيق أشمل وأخطر مما كشف عنه مسؤولون أمريكيون منذ الإعلان عن تجميد برنامج "الوصول المباشر" للاجئين العراقيين - صورة إرشيفية
التحقيق أشمل وأخطر مما كشف عنه مسؤولون أمريكيون منذ الإعلان عن تجميد برنامج "الوصول المباشر" للاجئين العراقيين - صورة إرشيفية

أربيل (كوردستان 24)- بدأت السلطات الأمريكية بإجراء تحقيق شامل في قضية احتيال تشتبه بأن نحو أربعة آلاف عراقي يقدمون طلبات مزيفة لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بصفتهم لاجئين، حسبما أفادت تقارير صدرت عن الخارجية الأمريكية.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أكثر من 500 عراقي، دخلوا البلاد بالفعل كلاجئين، متورطون في قضية الاحتيال المزعومة وقد يتم ترحيلهم أو إسقاط الجنسية الأمريكية عنهم.

وأثار التحقيق، وهو واحد من أكبر التحقيقات في قضايا الاحتيال ببرامج اللاجئين في التاريخ الحديث، تحفظات البعض في إدارة الرئيس جو بايدن في الوقت الذي يبحثون فيه وضع برنامج مشابه لمساعدة اللاجئين الأفغان مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد حرب دامت 20 عاماً.

وتظهر التقارير أن التحقيق أشمل وأخطر مما كشف عنه مسؤولون أمريكيون منذ الإعلان عن تجميد برنامج "الوصول المباشر" للاجئين العراقيين لمدة 90 يوماً.

وجاء التعليق، الذي مددته وزارة الخارجية لأجل غير مسمى في الربع الماضي، بعد الكشف عن لائحة اتهام لثلاثة أجانب بالاحتيال وسرقة سجلات وغسل الأموال.

ويقول المسؤول في وزارة الخارجية، وفقاً لرويترز إن هناك "الكثير من التحفظات" بشأن التعجيل بإعادة توطين الأفغان كلاجئين في الولايات المتحدة، معللاً ذلك بمشاكل البرنامج العراقي.

وأفاد تقرير من الخارجية الأمريكية أن تعليق البرنامج العراقي أدى إلى تجميد معالجة أكثر من 40 ألف طلب تشمل أكثر من 104 آلاف شخص، 95 في المئة منهم في العراق، ويجري إعادة تقييمهم جميعاً.

وأضاف أن المسؤولين وضعوا "قائمة رئيسية" بأسماء "الشركات والحالات المشتبه فيها بالاحتيال كما حددها التحقيق"، مشيرا إلى أنها تضم أكثر من أربعة آلاف فرد، لم يُسمح لأي منهم بالسفر إلى الولايات المتحدة.

لكن إفادة محقق في وزارة الخارجية لمحكمة اتحادية أشارت إلى أن المتقدمين كانوا يدفعون مقابل فبركة ملفات حالات، الأمر الذي ساعدهم على اجتياز عملية الفرز والمقابلات القنصلية و"ربما تأمين الدخول إلى الولايات المتحدة، وهو ما لم يكن ليحدث لولا هذه (الفبركة)".

واتهمت لائحة الاتهام التي تم الكشف عنها مطلع 2021 المشتبه بهم بسرقة ملفات الحالات الرقمية الخاصة بأكثر من 1900 عراقي، بما في ذلك معلومات سرية للغاية مثل تاريخ العمل والخدمة العسكرية وروايات عن تعرضهم للاضطهاد ونتائج الفحص الأمني وأسئلة المقابلات القنصلية الأمريكية المقترحة.

وقال مارك هيتفيلد وهو مدير وكالة لإعادة توطين اللاجئين، "إعادة التوطين سلعة نادرة للغاية وقيمة وتنقذ الأرواح، والناس سيفعلون أي شيء في وسعهم للوصول إليها".

وكان البرنامج قد قلص مدة العملية بالنسبة للمجموعات العراقية "ذات الاهتمام الإنساني الخاص" بحيث يتمكنون من التوطن في الولايات المتحدة بعدما ألغى الإلزام بضرورة حصولهم على مستندات إحالة من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

وبين المتقدمين المؤهلين عراقيون داخل العراق وخارجه معرضون للخطر لأنهم عملوا لحساب الحكومة الأمريكية، وكذلك بعض أفراد أسرهم. ويمكن للعراقيين الذين عملوا في وسائل إعلام مقرها الولايات المتحدة ومجموعات أو منظمات إنسانية تلقت منحاً أو عقوداً من الحكومة الأمريكية التقدم أيضاً.

ووفقا لإحدى وثائق وزارة الخارجية، فقد أعيد توطين أكثر من 47570 عراقياً في الولايات المتحدة من خلال البرنامج. وتباطأت عمليات القبول إلى حد كبير في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي فرض قيودا على قبول اللاجئين عند مستوى قياسي منخفض بلغ 15000 قبل ترك منصبه.