العمال "التركي".. وتقصّد ضرب جنوبي كوردستان

Kurd24

منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، وحزب العمال "التركي" وضع في حسبانه معاداة المنجز التاريخي للكرد في جنوبي كوردستان، وهي في مهدها، فقد حارب البيشمركة، وأسقط الكثير منهم شهداء، وافتعل معارك جانبية مع الديمقراطي الكوردستاني، وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وكان المرحوم مام جلال طالباني قد دعا إلى إنهاء وجود هذا الحزب بشكل نهائي في كوردستان، وحاربه بضراوة، وهزمه في عدة وقائع حربية، لكن حزبه والسليمانية كرمز مديني متحالفة معه حالياً، وتؤوي كبار قادته، وتسهّل حركتهم باتجاه قنديل الجبل، وطهران " الأجندة الأمنية"

حزب العمال "التركي" والذي صارت كلمة " الكوردستاني" وبالاً عليه، يسعى للتخلُّص منها بأي شكل، فقد بدّل وعدّل في اسمه، ومناهجه وأعلامه بحسب ما يُطلب منه!! والحقيقة أنه برع في كل ذلك.. هذا الحزب نجح في استمالة طاقات شبابية كبيرة في باقي أجزاء كوردستان، ولكن ساحته الأساسية "شمالي كوردستان" ظلت بدماء شبابية قليلة، وهيمنت التركية كلغة رئيسية في شعاب الجبال والخنادق، والمعسكرات التي أقامها هذا الحزب حتى في ريف دمشق، والبقاع اللبناني.

حزب العمال، نشط أكثر مؤخراً في كوردستان، فخلال أقل من أربع أشهر شنّ هجمات عديدة على قوات بيشمركة كوردستانية، وراح ضحية جريمته الشنعاء شهداء وجرحى، ولا يبدو أن شهيته ستتوقف قريباً عن إلحاق الأذى بحق كوردستان وأهلها، وكل ذلك تنفيذاً لأوامر الآخرين، الاستخبارات الإقليمية بكل حال.

لا تتوقف أذية هذا الحزب على مستوى إسالة دماء كردية، يفترض به الدفاع عنها لا ضربها، بل تسبّب في افتعال قتاله مع الجيش التركي داخل أراضي كوردستان في المناطق الحدودية إلى إخلاء المواطنين لقراهم وممتلكاتهم ومواشيهم، ففي ناحية سيدكان وحدها هناك 118 من مجموع 264 قرية فارغة من سكانها، ونجح قبلها في إفراغ مئات القرى منذ تواجده على أرض جنوبي كوردستان.. سواء في قنديل أو في منطقة سنجار..

بطبيعة الحال، لا يحتاج التركي سوى لهذه الذريعة ليقصف المنطقة، ويجتاحها، ويقع جراء ذلك شهداء وجرحى ونزوح يومي لأهلنا الكرد في جنوبي كوردستان.

لا يتوقف الأذى عند هذا الحد بل ينشط العمال" التركي" لزرع الألغام على نطاق واسع في المناطق التي يهيمن عليها، وكأنه يطلب من سكان القرى عدم التفكير بالعودة يوماً إلى قراهم إلا بعد تمشيط مهندسي نزع الألغام!! كما صرح مسؤولون كرد لوسائل إعلام كردية.

لقد بلغت خسائر حكومة كوردستان ملايين الدولارات جراء تواجد حزب العمال في كوردستان، وعلى مستوى الزراعة فقد احترق نتيجة القصف المتبادل بين الجيش التركي ومقاتلي هذا الحزب الى احتراق 10 آلاف دونم من المزارع والبساتين بحسب مسؤولين محليين في كوردستان.

وطال الأذى "العمالي" حتى قطّاع السياحة في كوردستان، فهناك 25 موقعاً سياحياً ضمن حدود قضاء زاخو وحدها، لا يستطيع السياح زيارتها بسبب الاشتباكات التي يفتعلها "العمال" هناك.

وماذا بعد؟ وماذا بعد؟