بدلائل اقتصادية ورسائل سياسية.. قمة بغداد تمهد لـ"شام جديد" في خضم التحديات

وقّع العراق في السنوات الأخيرة اتفاقيات تعاون في قطاعات الطاقة والصحة والتعليم مع الأردن ومصر في إطار سعيه للانفتاح على محيطه العربي
الكاظمي وعبد الله الثاني والسيسي في بغداد - تصوير: المكتب الإعلامي للحكومة العراقية
الكاظمي وعبد الله الثاني والسيسي في بغداد - تصوير: المكتب الإعلامي للحكومة العراقية

أربيل (كوردستان 24)- استضافت بغداد الأحد قمة ثلاثية ضمت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي لبحث جملة ملفات وفي طليعتها التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري والاستثماري.

وهذه أحدث جولة للمحادثات بعد أن عقدت الأولى في القاهرة إبان عهد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عام 2019، وأعقبتها قمة ثانية في عمّان بالرغم من تفشي كورونا.

ووقّع العراق في السنوات الأخيرة اتفاقيات تعاون في قطاعات الطاقة والصحة والتعليم مع الأردن ومصر في إطار سعيه للانفتاح على محيطه العربي.



وتعد زيارة السيسي إلى بغداد أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ غزو صدام حسين الكويت عام 1990. وأدت التوترات إلى قطع العلاقات بين العراق ومصر، لكنها تحسنت في السنوات الأخيرة مع تبادل الزيارات بين العديد من كبار مسؤولي البلدين.

وبعد فترة وجيزة من وصول السيسي، وصل العاهل الأردني الملك عبد الله إلى بغداد واستقبله أيضاً الكاظمي والرئيس العراقي برهم صالح.



وقال مراسل كوردستان 24 في بغداد شفان جباري إن قمة بغداد عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات الأمنية قبل يوم من وصول الزعيمين العربيين.

وكان من المقرر أن تعقد "قمة بغداد" في نيسان أبريل الماضي لكنها تأجلت بعد حادث قطار في مصر خلف عشرات القتلى والجرحى.

ووقعت مصر 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في قطاعات من بينها النفط والطرق والإسكان والبناء والتجارة في شباط فبراير بعد موافقة مجلس الوزراء العراقي على تجديد عقدها لتزويد الهيئة المصرية العامة للبترول بـ12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف.

وقال الكاظمي خلال القمة "هناك العديد من مذكرات التفاهم جرى التوقيع عليها في السابق بين الدول الثلاث، وهناك مذكرات واتفاقيات سنوقع عليها في المستقبل القريب".



إلى ذلك، قال بيان صادر عن الرئاسة المصرية "أكد الرئيس تطلع مصر لتطوير التعاون الثنائي مع العراق في إطار مستدام للتكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة".

ويخطط العراق لبناء خط أنابيب لتصدير مليون برميل يوميا من الخام العراقي من مدينة البصرة الجنوبية إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر.

وقبل ذلك، أجرى الكاظمي مباحثات منفصلة مع السيسي تناولت "مراحل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق، في إطار أعمال القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية".

كذلك بحث الكاظمي مع العاهل الأردني "ملفات التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتبني كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة، على طريق التنمية المستدامة ومراعاة مصالح الشعوب الصديقة والشقيقة" بحسب بيان أصدره مكتبه.



وبموازاة ذلك، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي ثلاثي مع نظيريه العراقي والمصري إن "علاقاتنا مع مصر والعراق تنطلق من رؤية سياسية مشتركة".

وقال وزير خارجية مصر سامح شكري "نسعى مع الأردن والعراق لمواجهة التحديات"، وقال إن القمة المصرية الأردنية العراقية الرابعة ستعقد في القاهرة.



وتأتي "قمة بغداد" تأكيداً لرغبة متبادلة بين العراق والأردن ومصر في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات وأطر التعاون المشترك.

وقال السيسي في افتتاح أعمال القمة إن "هذه القمة التاريخية... تأتي استكمالاً لما تحقق خلال قمتي القاهرة وعمان، نأمل أن تكون بحق تدشيناً لمرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعياً نحو مرحلة التنمية المستدامة والرخاء لشعوبنا".



وذكرت وسائل إعلام أن مشروع "الشام الجديد" تصدر المشترك بين الدول الثلاث أعمال القمة بما يشمله من تعاون في مجالات اقتصادية واستثمارية.

و"الشام الجديد" أطلقه الكاظمي لأول مرة خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الصيف الماضي وأبلغ صحيفة واشنطن بوست حينها أنه يعتزم الانخراط مشروع النسق الأوروبي يجمع القاهرة ببغداد وانضمت إليه عمّان، لتأسيس جبهة إقليمية بوسعها مجابهة التحديات.