ما بين ماضي الجبال وجهادها وحاضر السياسة وخلافاتها 

Kurd24

ان خير ما ابتدأ به كتابة مقالتي ما قاله سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني عندما أراد البعض منه ان يصدر فتوى بنفس طائفي لتمزيق اللحمة الوطنية والعراقية بعد تفجير المراقد المقدسة في سامراء.

" لا تقولوا أخواننا السنة بل قولوا أنفســـــنا أهل الســـنة"

ومن هنا ابدأ كاتباً ان الغاية والهدف من كتابة هذا المقال هو لذوي الالباب كي نعيد الى الاذهان ذاكرة كانوا فيه يعيشون سوية كأخوة واحبه يجمعهم هدف واحد ووطن واحد.

اعتدنا في كل فترة انتخابية عراقية على توافد الكتل السياسية العراقية بكل مسمياتها على فخامة الرئيس مسعود بارزاني من اجل اللقاء بفخامته وإقناعه على الائتلاف مع كيانات وأحزاب وكتل حزبية (شيعية وسنية). وكان دائما ما يدعوا الى الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات والانقسامات.

وان دل هذا التوافد على شيء فأنه يدل على امرين هامين لا ثالث لهما:

الأول: أهمية ودور الحزب الديمقراطي الكردستاني في العملية السياسية العراقية وتأثيره في القرار الأهم الا وهو اختيار رئيس الوزراء بعد ترشحيه من قبل الكتلة الأكبر ومعرفتهم بتأريخ هذه الشخصية وجهادها ونضالها.

الثاني: مصداقية وصراحة وكلمة الرئيس مسعود بارزاني والتي اعتاد عليها جميع القادة والصقور في العملية السياسية منذ التغيير وقبل التغيير حينما كانوا رجال معارضة وفي ضيافته عندما كانوا يحاربون الطاغية في نفس البندقية والقلم.

وفي هذه المقالة اود المقارنة بين واقعية الديمقراطي وخيال الأحزاب مستعيناً

بمقارنة نقدية بين الماضي القريب والحاضر البعيد لأجل البناء الإيجابي والعيش في وطن اسمه (العراق) يحب فيه بعضنا البعض ويحترم بعضنا الاخر تاريخه ونضاله ودماء الشهداء. فمن فينا كشعب عراقي بعيدا عن المسميات الطائفية والقومية لم يقدم قرابين لأجل الحرية والكرامة والمبادئ والكلمة والارض ولأجل حصولنا على الديمقراطية التي كنا نحلم بها وتقاسم الحقوق والواجبات فيما بيننا على ان نتشارك في السراء والضراء ونقيم ونحترم ونقدم لشعبنا بكل ما اوتينا من قوة وعزيمة وامكانيات ما يستحقونه حتى نعوضهم على طول صبرهم وتحملهم معاناة السنين العجاف التي مرت علينا في بلد واحد وشعبً واحد.

ان كانت قد جمعتنا ليالي النضال فكيف تفرقنا ايام الحكم.

لطالما مرت على المعارضة العراقية ليالي تجمعوا فيها مع اخوتهم مناضلو البيشمركة على تقاسم رغيف الخبز على جبال كوردستان واحتسوا الشاي الذي كان يدفئ جسدهم من برد الطبيعة. كانت ليالي يفوح منها بارود البنادق ويتلاشى الخوف في حفر الخنادق. كنا نرسم الخرائط على سفوح الجبال بالحجر ونتشاطر موتنا ولا نهاب القدر. نصلي على قبلة واحدة ولا نفكر بمن يأتم بنا ومن أي مذهب ومن أي ملة زكاة النفوس وصدقها لن يترك بيننا حينها فوارق. كان عدونا واحد وشعبنا واحد ووطننا واحد. كان يجمعنا مع اختلاف اللغات لغة الجهاد من اجل القضية. وكنا احزاباً حينها لكن تجمعنا بروح الوطنية. كنا طوائف متعددة ولم نفكر بالسنية والشيعية. كنا طبقات فقيرة وبعضها غنية واعية ومثقفة وبعضها وسطية ولكن تساوينا على قمة النضال والثورية. ان مس كوردستان وجعً يصرخ ابن الجنوب مدافعاً مقاتلا وان تألم ابن الجنوب غردت بنادق كوردستان مهلهلة تأخذ الثأر له من زمر النظام المقبور. كان الحلم متجسد في عقولنا رغم صحوتنا وكنا نسترخي على سفوح الجبال مستلقين متأملين في النجوم نتحاور في مستقبلً غامض ولكنه قريب مستقبلا نعيش فيه سوية بلا حروب وبلا ظلم وبلا خطف وتعذيب كنا نحلم بأجمل قدسية على الأرض الا وهي قدسية الوطن. كان الانتصار حتمياً حسب ما أشار اليه القائد الراحل والباقي في قلوب العراقيين جميعا ملا مصطفى بارزاني ولكنه كان متخوفاً من ما حدث الان قائلاً

" أنا مطمأن من أننـــــا سننتصر..لكني بعد ذلك اخشى أن يسقط الذين ناضلوا وضحوا في هوة النسيان" ملا مصطفى بارزاني

انتشرت اعلام الأحزاب العربية ومقراتهم وتوجهاتهم في جبال كوردستان وكانت شعاراتهم تتواجد في كل مكان وفتحت بيوت كوردستان احضانها وضمتهم من قمع الدكتاتورية واشرارها. حركات وأحزاب متنوعة منها إسلامية وملكية ووطنية وقومية وشيوعيه وغيرها. اختلفت أفكارهم واتحدت قلوبهم كان الهدف واحد والنوايا صادقة. كان ماضً يعج بالطاقة والعفوية وحسن التعامل والحب والاحترام. لم يكن حينها خلافات ولا انقسامات. صرخة العراق تخرج بكل اللهجات الكوردية والعربية وتجاعيد وجه امنا كانت تحاكينا بحزن عيونها وصلابة ظهرها المنحني بجمع الحطب وكسره بفقد زوجُ كان مناضلاً او ابن دفنوه حياً. ونلتفت الى اب كان يملئ وجهه القوة والصلابة رغم محاولة الطاغوت لإضعافه وكان يسير بخطى متزنة رغم اختلال مشاعره بمن هم رحلوا عنه في مقبرة جماعة او مجزرة ضد الإنسانية على ايدي اعتى طاغية في تاريخ العراق. وهنا كل ما اسردته مسبقاً كي ندخل في عمق الموضوع الذي وددت الخوض في بحره كي نستعيد في البداية ذاكره الماضي وقلقلنا على غدا كنا نعيشه بالأمس.

 "تــــــذكر أن اليــــــوم هو الغـــــــد   الــذي كـــنت قلقــــــاً عليه بالأمـــــــــــس" ديل كارنيجي

حصدنا ثمار الأجساد الزكية ودمائهم التي دفناها وقت الثورة وتحقق ما كانوا يحلمون به للعراق والأمة العربية والكوردية وأصبحنا شعبً في بلداً ديمقراطي لدينا الحرية في اختيار قادتنا ومن يمثلنا في الجانب التشريعي والتنفيذي وحتى القضائي داخل الدولة الجديدة. واستطعنا رغم الصعوبات والمعوقات كتابة دستور اتفقنا عليه جميعاً وبارك احدنا للأخر عليه ورسمنا مستقبلً مشرق للأجيال المستقبلية واتفقنا على البقاء على العهد الذي قطعناه في سنوات الفقر رغم غنى النفوس والذل رغم كرامتنا التي كانت عصية على الطغاة وتوكلنا على الله في خطانا وتجسدت كل لحظات الماضي في حاضرنا محاولين بناء جيل مؤمن بنا وبتأريخنا ونضالنا وما قدمناه كي يتحقق لهم ما تحقق بعد التغيير.

فكيف لبعض الاخوة وأصحاب النضال والتأريخ والقتال معنا ككورد يتناسون بهذه السرعة كل المبادئ التي كنا متفقين عليها ويحاولون تشويه الحاضر ويشكلون خطراً على مستقبل العراق عموماً وعلى طبقات المجتمع المتعددة والمختفة بطوائفها وقومياتها ومناطقياتها فهل يعقل بأن نمحو ماضي جميل بكل معاناته واتفاقاته بحاضر سيئ حزين بخلافاته. هل يعقل بأن يجرأ بعض المغردين جهلاً خط حروفهم بنفس بعيدا عن الوطنية والمهنية والأدبية في الطرح كي يغذوا سمومهم السوداء قلوب الشباب البيضاء وكي يغيروا الحقيقة الساطعة كالشمس بظلامهم الدامس بلا نفساً ولا حس. وكيف يقبل عليهم قادة كنا سوية نتقاسم الحياة والموت لأجل وطن ملئت ارضه أجساد شهدائنا. وكيف ينثرون علينا ملصقات التهم باطلاً والحق شامخاً امام اعينهم.

فليس من شيمة المناضلين ان يتغيروا ولا من شيم الرجال ان يتبدلوا وهنا وبقلم الحرية اكتب وبمشاعر يملئها الحب والاحترام للجميع اطلب ان نستعيد من الماضي توافقنا واتحادنا ووحدة صوتنا ومن الحاضر تضميد جراحنا وقطع نزيف الحقد الذي نشرته بعض النفوس المريضة والمليئة بفراغ العقول المنادية بحقد للتأسيس لخلافات مستمرة بين الإقليم الجبلي بجهاده ونضاله وتاريخه وبين المركز الذي وحدت فيه بغداد وطينتنا وجمعت فيه البصرة حبهم لملا مصطفى وحدتنا كشعب قدست كل الأمم تضحياته وكتبت عنا الاف الكتب كل خطاباتنا وشعاراتنا. وهنا ندعو من حاضرنا هذا لبناء جسدُ فيه عراق يملئه الحب والاحترام الى عراق بعيدا عن الطائفية والتقسيم الفكري الى عراق يرتفع فيه علم العراق وعلم كوردستان وشعار الحرية نوحده وخطاب التسامح والإنسانية واحترام القومية والشعائر الدينية. عراق يجمعنا رغم الاختلافات عراق يرفعنا سوية رغم اختلاف المقامات عراق ينشر السلام حسناً وننهي سوء الكلمات.

واختم مقالتي بما قاله الراحل الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

عن كوردستان وجبالها وشعبها وقادتها. والجواهري رمزاً للوطنية والحرية

وهذا متفق عليه بين رجال الدين والساسة وجميع العقلاء والادباء والشعراء.

ســـــــــلم على الجبل الاشم ..واهلة ولأنت تعرف عن بنيه من هٌــمٌ

وتقص كــــــــل مدب رجل..عنده هو بالرجولة والشهامـــــة مفــعمً

والثم ثرى بـــــدم الشهيد مخضباً.. عبقاً يضوع كما يضوع البـرعمً

متفتــــــحٌ ابــــــــداً كـــــانه فيمـــــــا يخلــــــد عبقريً ملــــــــــــهمً

واهتف تجبك سفوحه وسهوله طرباً وتبسم ثاكــــــــــل او أيـــــــــمً

باسم "الأمين" المصطفى من امة تحياته عن التخاصم تقــــــــــــسمٌ

سترى الكماة المعلمين تحلقوا ..فــــــــــذا تهيبهٌ الكـــــــمي المعلـــمٌ

صلب الملامح تتقي نظراته شٌهبٌ النسور ويدريــــــــها الضيـــــغمٌ

يا بن الشمال وليس تبرح كربة بالبشر تؤذن عنــــــــدما تتــــــــأزمُ

وتناقضُ الأشياء سرٌ وجودها وبخيـــــرها وشـــــــــــــرها يتحـــكمُ

صحو السماء يٌريك قبح جهامها وتريك لطف الصـــــحو أذ تتجــهمٌ

وكذا الحياةُ فليس يُقدر شهدها عن خبرة حتى يــــــــــــذاق العــــلقمً

سلم على الجبل الأشم وعنده من : أبجديات الضحايـــــــا معــــــجمً

سفر يضمً المجد من أطرافه القاً كما ضــــــم السبــــــأئك مــــــنجمً

* مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محــــــــافظة كــــــربـــــــــلاء