سبع سنوات على الفاجعة ولا تزال سنجار تئن تحت وطأة الخراب

أربيل (كوردستان 24)- رغم مرور سبع سنوات على فاجعة سنجار، لا يزال سكان المنطقة يئنون تحت وطأة سوء الخدمات وعدم البدء بإعادة الإعمار في وقت لا يزال فيه معظم الأيزيديون يخشون من العودة لمناطقهم.

واجتاح تنظيم داعش قضاء سنجار معقل الإيزيديين في الثالث من شهر آب أغسطس من عام 2014، حيث ارتكب أفظع الجرائم بحق الإيزيديين فقتل الرجال وخطف آلاف النساء ومارس بحقهن الاستعباد الجنسي وأخذهن كجواري وتم بيعهن في أسواق الموصل والرقة والمناطق الأخرى التي كان يحتلها التنظيم، فيما اضطر عشرات الآلاف من ابناء المنطقة الى النزوح عن ديارهم الى مخيمات في اقليم كوردستان.

ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد تنظيم داعش من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين اللإيزيديين لا زالوا يخشون العودة الى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة الى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.

ولاتزال قوات موالية لحزب العمال الكوردستاني وفصائل في الحشد الشعبي تنتشر في سنجار على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومة اقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية.

وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء وجود حزب العمل الكوردستاني والحشد الشعبي والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.

وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن تطبيق الاتفاقية لم يتم كما هو بل كان صورياً وهو ما يهدد بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي.

ورغم مرور سبع سنوات يؤكد مسؤولون ومراقبون أنّ وضع قضاء سنجار لم يتطور في كلّ النواحي منذ تحريرها عام 2015، وأنّ عملية البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما تزال المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات النازحين.

ولم تبدأ عمليات إعادة الإعمار في سنجار رغم مرور كل هذه السنوات بسبب الصراعات السياسية والاقليمية والتوترات الامنية، في وقت لا يزال نحو ثلاثة آلاف إيزيدي في عداد المخطوفين والمفقودين، ولامصيرهم مجهول.

وأقر مجلس النواب العراقي في شهر آذار مارس الماضي قانون الناجيات الخاص بالإيزيديات المخطوفات والذي من أهم بنوده منحهن امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع، إلا أن رجال دين أيزيديين أكدوا أن القانون لم يُنفذ حتى الآن.

ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة اقليم كوردستان وبغداد لتهئية بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة وإنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.

ورغم مرور سنوات على الفاجعة فلا حلول قريبة تلوح في الأفق للإيزيديين، خصوصا مع انشغال الحكومة العراقية بملفات تتعلق بالانتخابات والقضايا الأمنية والفصائل التي تستهدف القوات الأمريكية.