الجفاف يحاصر العراق وينذر باختفاء "قرى خضراء" من الخريطة

ينبع نهر سيروان من إيران ويمر على امتداد حدودها مع العراق - رويترز
ينبع نهر سيروان من إيران ويمر على امتداد حدودها مع العراق - رويترز

أربيل (كوردستان 24)- سلط تقرير صحفي الضوء على ملف الجفاف في العراق، وأشار إلى أن ما تشهده البلاد ينذر باختفاء قرى خضراء من الوجود.

وتحدث التقرير الذي نشرته وكالة رويترز عن نهر سيروان، وقال إن انحسار مياهه يعود بالدرجة الأساس إلى إيقاف التدفقات المائية من إيران.

وينبع نهر سيروان من إيران ويمر على امتداد حدودها مع العراق قبل أن يتدفق داخل إقليم كوردستان ثم ينحرف جنوباً ليلتقي بنهر دجلة.

ومع نقص الأمطار هذا العام، يعاني العراق من انخفاض شديد في إمدادات المياه في الوقت الذي تبني إيران وتركيا سدوداً كبيرة لحل مشكلات نقص المياه لديهما.

ويحول سد داريان عبر الحدود في إيران مسار أجزاء من نهر سيروان إلى داخل الأراضي الإيرانية مرة أخرى عن طريق نفق طوله 48 كيلومتراً.

وقال صياد السمك أحمد محمود من قرية إمام زامني حيث يجف النهر فيما غادر أغلب سكانها البالغ عددهم 70 أسرة وأُغلقت المدرسة الابتدائية "توقفت عن الصيد منذ عامين".

وتابع "إذا استمر الحال هكذا سنضطر للمغادرة نحن أيضا".

وعندما اجتاحت موجة حارة المنطقة التي تعاني الجفاف، قال العراق إن الوضع في محافظة ديالى حيث مصب النهر سيزداد سوءاً ما لم يتم التوصل لاتفاق مائي مع إيران.

وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الإيرانية، رداً على الاتهامات العراقية لبلاده، إن الجفاف في إيران "تسبب في انقطاعات للكهرباء واحتجاجات".

وانخفضت التدفقات من إيران وتركيا إلى النصف في العراق منذ حزيران يونيو، فيما يقول مسؤولون عراقيون إن المفاوضات مع تركيا "صعبة" لكنها قائمة على الأقل.

وفي المقابل، لا يجري العراق أي محادثات بشأن المياه مع إيران التي تعاقدت في الثلاثين عاماً الماضية على بناء 600 سد على الأقل في البلاد.

وفي مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد الشهر الماضي، بحثت دول من الشرق الأوسط ولا سيما إيران التعاون الإقليمي لكن لم تصل مسألة المياه إلى جدول أعمال القمة.

وتجنب المؤتمر القضايا الخلافية بما فيها قضية المياه.