نشاط المكتبات يستعيد بريقه والاستقرار ينعش "الحياة الأدبية" في أربيل

مدخل مكتبة آشتي – تصوير/ كوران صباح غفور – كوردستان 24
مدخل مكتبة آشتي – تصوير/ كوران صباح غفور – كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- يقف آشتي شيركو أمام مكتبته ويقوم بتحية رواده بابتسامته المعهودة ويتسارع نبضه عندما يوجّه أحد زبائنه الشكر لاستضافته في النشاطات الأدبية.

ويقول شيركو لكوردستان 24 إنه يشعر بسعادة غامرة لأن نسبة المشاركة باتت تتجاوز مئة شخص في الندوات والنشاطات الأدبية.

وحين باشر عمله في تسعينيات القرن الماضي، لم يكن لدى شيركو سوى متجر صغير بالقرب من قلعة أربيل لجميع كتبه. وكان يحلم دائماً بامتلاك مكتبة أكبر مساحة على الطراز الحديث، ليس لبيع الكتب فحسب، ولكن أيضاً لتنظيم وعقد النشاطات الأدبية المختلفة.

الجمهور في نشاط أدبي أقيم في مكتبة آشتي (تصوير: كوران صباح غفور / K24)

وقال مستخدماً الاسم الكوردي لأربيل "أمن واستقرار هولير سمحا لنا بالازدهار، ولقد منحني هذا الأمان فرصة لتوسيع مكتبتي ومنحها تصميماً جديداً".

وأربيل، هي عاصمة إقليم كوردستان، وهي أكثر من مجرد مركز أعمال ينبض بالحياة، وأصبحت تحتضن الآن الأدب والفن مقارنة بالعقود الماضية.

وقبل عقد من الزمن، لم يكن في أربيل مكتبات حديثة ولا مكان للندوات والنشاطات الأدبية، باستثناء مبنى اتحاد الكتاب الكورد.

أما اليوم فيوجد في المدينة ثماني مكتبات مصممة حديثاً حيث تُباع الكتب الكوردية والأجنبية جنباً إلى جنب.

الجمهور في النشاط الأدبي الأخير الذي استضافه آشتي في مكتبته

وشأنه شأن الكثير من الرواد، يحضر كاروان حسن (41 عاماً)، نشاطاً أدبياً واحداً على الأقل كل أسبوع في عاصمة إقليم كوردستان.

ويقول حسن لكوردستان 24 "ثمة عشرة نشاطات أدبية أسبوعياً، وهذا يجعل من أربيل مدينة تنبض بالحياة والأدب، لأنني أحب الأحداث في القصائد والروايات".

ويقدم كل من مركز آلا للفنون واتحاد الكتّاب الكورد ومكتبة مم وزين وتفسير وأمازون ومالي وفايي ومؤسسة روزا ومكتبة هفال نشاطات أدبية وفنية أسبوعياً.

وحضرت كاني محمد (36 عاما) مؤخراً ندوة أدبية حول "علم النص الأدبي" أقيمت في مركز آلا في أربيل، وقالت "لقد استمتعت بالأجواء والمحتوى والمناقشة من قبل الحضور".

وأضافت في حديثها لكوردستان 24، أن الناس يشعرون بأمان في أربيل. وأكملت "حين تكون المدينة آمنة يزدهر معها كل شيء ولا سيما الفن والأديب".

ويقول شيركو إن عدد القرّاء في المدينة ارتفع بشكل ملحوظ، وأضاف "عندما يكون لديك المزيد من القرّاء، يمكن للكتّاب والمؤلفين كتابة المزيد".

وتابع "كانت الفترة المحصورة بين أعوام 2009 و2014 فترة ذهبية لسوق الكتاب".

ولم تكن هناك مثل هذه النشاطات في التسعينيات بسبب الأزمات الداخلية، غير أن الاهتمام بالكتب والفنون والآدب نما على نحو غير مسبوق ابتداءً من عام 2003 إلى عام 2009. وحين شهد الاقتصاد طفرة غير مسبوقة شهد سوق الكتب "ازدهاراً تاريخياً".

ويقول بختيار فاروق (38 عاما) إنه يختار الندوة أو النشاط الذي سيحضره بناءً على المؤلف والموضوع، وأضاف "في بعض الأحيان يجذبني الموضوع كالقصائد مثلاً وأحياناً المؤلف يجذبني".

وبعد النشاط الأدبي، وقف شيركو في نفس المكان أمام مكتبته وودع الجميع بابتسامة. وقال "أشعر بشعور جيد اليوم لأن مستوى النشاط يرضينا. يروق لي أن يتناقش القرّاء والكتّاب ويتحدثون فيما بينهم".

وأشارت كاني محمد قبل أن تستقل سيارتها إلى المنزل، إلى أن عدد النساء اللاتي يحضرن مثل النشاطات الأدبية يتزايد على نحو تدريجي.

وقالت "هذا أمر جيد".

من كوران صباح

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على K24 English