عن "حكاية بابل".. الإصلاح يبدأ من مركز الشرطة

Kurd24

كل شيء في العراق يحتاج الى إصلاح وتغيير ولا نُبالغ إذا قلنا الى ثورة أو انقلاب، أو أيّاً كانت التسمية والتوصيف لوضع رهيب مخيف يجعلنا نخشى فيه على يومنا وغدنا وعلى أطفالنا في هذا الواقع الذي نعيشه وتنقله الأخبار ووسائل التواصل من قتل وفساد وخراب وتعذيب وجرائم وأحداث. 

لكن حيث أننا نعيش هذه الأيام مع (فيلم) الشاب علي الذي عرف العالم قصته الحزينة، والمعترف بجريمة قتل تم تلقينه بالاعتراف المطلوب بعد تعذيبه وشل إرادته، والتي كادت توصله الى حبل المشنقة والإعدام، لولا عودة الزوجة (المجنى عليها المزعومة)، فكشف المستور وفضح التضليل والتعذيب والغرور الذي يظهر به (بعض) رجال الشرطة وهم يتحدثون عن انتصاراتهم وإنجازاتهم في برامج بعض الفضائيات التي تحولت الى محقق ومحكمة على الهواء تحكم حسب الأهواء. 

عليه فان الإصلاح الحقيقي المطلوب من النظام الحاكم في العراق ونقصد السلطات، التنفيذية(الحكومة) والتشريعية(مجلس النواب) والقضائية بكافة مكوناتها المنصوص عليها في الدستور، أن تبدأ بالإصلاح من مركز الشرطة ومكافحة الإجرام والدوائر الأمنية أيّاً كانت تسميتها أو مرجعيتها، الذي يجب أن يتحول الى دوائر مدنية عادية مثل دوائر البلدية والخدمات. 

وعليه أن تتغير حالة العسكرة والحمايات والأسلحة التي حولت مراكز الشرطة الى ثكنات عسكرية وساحة حرب وقتال بحيث أفقدتها وظيفتها ومهمتها الأساسية وهي (المحافظة على النظام والأمن الداخلي، ومنع ارتكاب الجرائم، وتعقب مرتكبي الجرائم والقبض عليهم، وحماية الأنفس والأموال من أي خطر يهددها).

هذه المهام والأهداف لا تتحقق بالعنف والقسوة والأمراض النفسية والعقد والعلل الشخصية التي عاشها بعض الشرطة بمختلف مناصبهم ومسؤولياتهم بحيث أبعدتهم عن الحرفية والمهنية والخبرة والمهارة والكفاءة والنزاهة وحب العمل وغيرها من الصفات التي تجعل الإنسان ناجحاً مميزاً في أي عمل أو مهمة يقوم بها. 

كما يتطلب إبعاد الشرطة عن التحقيق إبعاداً نهائياَ بحيث يعودوا الى عملهم الحقيقي والأصلي وهو تنفيذ القرارات والأحكام تحت إشراف وسلطة قاضي التحقيق، مما يستلزم الإسراع بتشكيل (الشرطة القضائية) وفق شروط ومؤهلات خاصة تكون خاضعة للسلطة القضائية. 

علينا جميعا السعي والعمل على تحويل مراكز الشرطة الى دور وبنايات بيضاء جدرانها من الزجاج ومُراقبة بالكاميرات وفيها موظفين وموظفات يحبون عملهم ويحترمون الناس بحيث تكون بيوت لكل شخص عراقي أو اجنبي رجل أو امرأة أو طفل يشعر انه مظلوم أو يخاف من امر ما، فلا يجد ملجأً إلا مركز الشرطة التي عملها الأساس خدمة الشعب وليس تخويف وتعذيب الشعب.