الجفاف يكشف قرية مفقودة غمرتها المياه منذ عقود في دهوك

يمكن رؤية المحار البحري ملتصقاً في الجدران - صورة: كوردستان 24
يمكن رؤية المحار البحري ملتصقاً في الجدران - صورة: كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- كشف الجفاف الناجم عن الانخفاض الكبير في منسوب المياه عن قرية كانت مغمورة بالمياه منذ 36 عاماً على بعد كيلومترين شمال مدينة دهوك.

وكانت القرية قد غُمرتها مياه السد الذي يتميز بإطلالات جميلة على المسطح المائي الأزرق العميق المحاط بالتلال والأشجار وبعض المنازل الصيفية المنعزلة.

لكن المناظر الطبيعية تظهر بشكل جلي بأن مستوى المياه بات هذا العام أقل بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات القليلة الماضية بسبب شح الأمطار والجفاف.

وأظهر الجفاف بقايا قرية يجهل الكثيرون مكانها.

وكانت القرية مأهولة بالسكان وتعرف باسم (غيري قسروكي) وتم إخلاؤها عام 1985 لإفساح المجال للسد وتعزيز الري المحلي.

وكانت القرية يقطنها أفراد قبيلة دوسكي، وهي واحدة من أكبر القبائل في محافظة دهوك.

يتذكر أحمد دوسكي، أحد السكان السابقين في قرية غيري قسروكي، كيف أن القرية كانت تضم عشرات العائلات ومدرسة ومسجداً وعدة بساتين.

وقال دوسكي لكوردستان 24 "لم يعد من الممكن التعرف على القرية القديمة، لكنني أظن أن المبنى الذي أصبح مرئياً بسبب انخفاض منسوب المياه هو المدرسة التي تقع على تل".

ولطالما اشتهرت القرية بالبساتين ومختلف أنواع الفاكهة من الرمان والتين والخوخ والمشمش والسفرجل والعنب ولا تبعد كثيراً عن المدينة.

ويقول المؤرخ كارزان محمد بامرني في حديث لكوردستان 24 إن القرية شيدت في الأصل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلا أنه بعد بناء السد، كان لا بد من إخلاء السكان والانتقال إلى قرية جديدة تم إعدادها من أجلهم في موقع آخر، يُدعى أيضاً غيري قسروكي.

ويجذب ظهور بقايا القرية العديد من السكان المحليين الذين يسيرون على طول الأرض التي غُمرت لعقود بهدف التقاط الصور الفوتوغرافية ورؤيتها بأنفسهم قبل حلول فصل الشتاء، والتي قد تبتلعها مياه الأمطار مرة أخرى.

وفي الوقت الحالي، تبدو ملامح الجدران محفوظة جيداً بشكل مدهش ولم يمسها أي شيء سوى الماء، على الرغم من مجموعات المحار البحرية التي تغطي الكثير منها.

وقال مدير سد دهوك فرهاد محمد طاهر لكوردستان 24 إن منسوب المياه انخفض أكثر من سبعة أمتار في عام 2021، وهو ما جعل القرية تظهر.