برهم صالح: انتخابات الغد أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث

برهم صالح
برهم صالح

أربيل (كوردستان 24)- قال الرئيس العراقي برهم صالح السبت إن انتخابات الغد مصيرية وتأسيسية، وهي واحدة من أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث.

وأضاف صالح في كلمة وجهها إلى العراقيين أن الانتخابات "ستكون فرصة لبناء دولة قادرة ومقتدرة لِتُصحح المسارات الخاطئة، وتضرب الفساد وتعمل على مراجعة الدستور عبر عقد سياسي واجتماعي جديد".

وتابع "ذلك لن يتحقق إلا بتشكيل مجلس نواب يُعبر عن الإرادة الحقيقية للعراقيين بلا قيمومة أو تلاعب، وقادر على تشكيل حكومة فاعلة تستجيب لهذه التحديات بلا تهاون أو مهادنة".

وأكّد صالح أن انتخابات الغد يجب أن تكون لحظة لاستعادة المبادرة العراقية، وتحقيق الإصلاح المنشود من خلال الاحتكام إلى الشعب بوصفه مصدر شرعية الحكم، مشيراً إلى أنه تم تَبنّي القانون الجديد للانتخابات، وتشكيلُ مفوضية جديدة إلى جانب الدعم الدّولي لصيانةِ أصوات العراقيين وتجاوز مَكامن الخلل التي شابت العمليات الانتخابية السابقة وعرّقلت المسار السلمي للإصلاح والتغيير.

ولفت الرئيس إلى أن أعيُن العالم بأجمعه ستتوجهُ إلى العراقيين، ويجب أن ِتكن الانتخابات رسالة العراق إلى العالم، تؤكد خيارات الشعب من أجل الحُرية والسيادة، وإصرارهُ على عودة العراق لمكانتهِ الحضارية، ودورهِ الإقليمي والدولي المحوري.

وشدد الرئيس برهم صالح على أن المُشاركة الواسعةِ الواعية والرصينة في الانتخابات، ستكون نُقطة تحوّل في مصير بلدنا، وستُحقق التمثيل الحقيقي للشعب وتَفرُض إرادتهِ، وتقطع الطريق أمام المُتربصين ومن يُحاول التلاعب بمصير البلد ومستقبل أبنائه.

وفيما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المواطنون الأعزاء،

أتحدثُ إليكم في ظرفٍ دقيق ولَحظةٍ وطنيةٍ فارقة.. فبعد ساعات ينتظرُنا الاستحقاق العراقي الأهم بتنظيم واحدةٍ من أهمِ العمليات الانتخابية في تاريخ بلدنا الحديث.. انتخابات مفصلية مصيرية وتأسيسية.. وتستدعي منا جميعاً وقفة جادة تضعُ مصلحة الوطن فوق كُل اعتبار.

إن انتخابات الغد هي فُرصة لبِناء دولة قادرة ومقتدرة، لتُصحّح المسارات الخاطئة، وتُواجه التحديات الكبيرة وتضرِب الفساد، وتُحقّق العدالة في منحِ الفُرص للمواطنين، وتعملُ على مُراجعةِ الدستور وتُعزّز استقلالَ البلد وسيادتِه عبر عقدٍ سياسي واجتماعي جديد.

وهذا لن يتحقق إلّا بتشكيلِ مجلس نواب يُعبّر عن الإرادةِ الحقيقية للعراقيين بلا قيمومة أو وصاية أو تلاعب... وقادر على تشكيلِ حُكومةٍ فاعلة تستجيبُ لهذه التحديات والاستحقاقات بلا تهاون أو مهادنة.

وفيما نُقدر المُنجز المُتحقّق بالتحول ببلدِنا من الاستبداد إلى نِظامٍ دستوري، لكن لا نترددُ من الإقرار بوجود خللٍ بُنيوي رافقَ منظومة الحُكمِ بعد العام 2003.

انتخاباتُ الغد يجب أن تكونَ لحظةً وطنيةً لاستعادة المُبادرة العراقية، وتحقيق الإصلاح المنشود من خلال الاحتكام إلى الشعب بوصفه مصدر شرعية الحكم.

وفي هذا السياق تم تبنّي القانون الجديد للانتخابات، وتشكيلُ مفوضية جديدة إلى جانب الدعم الدولي لمُراقبةِ الانتخابات، وكل ذلكَ لصيانةِ صوتكم وقراركم وتجاوزِ مَكامن الخلل التي شابتْ العمليات الانتخابية السابقة وعرقلت المسار السلمي للإصلاح والتغيير.

إخوتي وأخواتي في ربوع الوطن.. بكل أطيافهِ ومكوناتهِ الأصيلة..

يوم غد أعيُن العالم بأجمعه ستتوجهُ إليكم، تُراقب إرادة شعبٍ لم تنكسر رغم عواصف العنف والحروب والاضطهاد التي لم يعرفها أي شعب آخر.. تُراقب إرادة العراقيين التي وقفت ببسالةٍ وعزيمة لا تَلين بوجه أعتى هجمة إرهابية داعشية.. وخَرج منها مُنتصراً.. حامياً لوطنهِ والمنطقة والعالم من شُرور هذا التنظيم ومخططاته الخبيثة.

لِتكن هذه الانتخابات بياناً عراقياً إلى العالم، يؤكدُ خيارات شعبِنا ويُعبّرُ عن إرادتِه الصَلبة من أجل الحُرية والسيادة، ويؤكد اصرارهُ على عودة العراق لمكانتهِ الحضارية، ودورهِ الإقليمي والدولي المحوري.

لِتكن الانتخابات سور الوطن وسياجه المنيع.. والتاريخُ يُعلّمنا أن صوتَ الشعبِ أقوى، وإرادتهِ هي الأمضى.

صوتُ كلّ مواطنٍ هو أمانةُ العراق في عُنقِه وأعناقِنا جميعاً، أمانةُ التضحيات الجِسام والدماء الزكية التي اُريقت لحماية الوطن ورِفعتهِ.. ولا ينبغي إلا صوّن الأمانة.

ويقيناً، فإن المُشاركةِ الواسعةِ في الانتخابات، المشاركة الواعية الرصينة، ستكون نُقطة تحوّل في مصير بلدنا، وستُحقق التمثيل الحقيقي للشعب وتَفرُض إرادتهِ، وتقطع الطريق أمام المُتربصين ومن يُحاول التلاعب بمصير البلد ومستقبل أبنائه.

لنمنح صوتَنا غداً لِمن هو أهلٌ لبناءِ البلد والأقدر على مواجهةِ التحديات.. وسيخرج شعبُنا أن شاء الله من هذه الانتخابات أكثر رِفعةً وتقدم.

لِتكن الانتخابات النزِيهة والآمنة والحرّة قوّةَ الشعب في تحقيق إرادتِه وفرضِ تطلّعاتِه.. هذه مسؤوليتنا جميعاً، شعباً وسلطات، إزاء بلدِنا وأنفسِنا ومستقبلِ أبنائِنا..

وفي الختام، أتقدمُ بالشكرِ الجزيل إلى الحكومة وأجهزتها في دعم العملية الانتخابية وتهيئة ظروف إجراءها، وإلى المفوضية المستقلة للانتخابات لجهودها الكبيرة لتنظيم الانتخابات، وإلى قواتنا الأمنية البطلة التي نشدُ على أيديهم وهم يحمون العملية الانتخابية... وتحية إجلال واكبار لشهداء الوطن.

ليكن سلامُ العراقِ وتقدمُه وكرامةُ أبنائِه هدفاً يوحدنا جميعاً.

ودمتم بحفظِ الله.. ودام العراق بكم عزيزاً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".