دراسة أمريكية تربط زيادة جرائم القتل بارتفاع درجات الحرارة

وجد معدو البحث أن ارتفاعاً بالحرارة بعشر درجات مئوية كان مرتبطاً بشكل لافت بارتفاع نسبة عمليات إطلاق النار
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أربيل (كوردستان 24)- خلصت دراسة أمريكية نُشرت مؤخراً إلى زيادة جرائم القتل مرتبط إلى حد كبير بارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة.

ووفقاً لوكالة فرانس برس فقد شارك ديفيد هيمينواي الأستاذ في السياسة الصحية في جامعة هارفرد في كتابة بحث في مجلة "انجوري ايبيديميولوجي" مع طالب الدراسات العليا حينها بول ريبينغ، للبحث في نسبة الجريمة في مدينة شيكاغو بين 2012 و2016.

واستخدم البحث تقارير من صحيفة "شيكاغو تريبيون" لإحصاء العدد اليومي لعمليات إطلاق النار، ثم قارن الأرقام بدرجات الحرارة اليومية ونسبة الرطوبة وسرعة الرياح والاختلاف في درجة الحرارة بالنسبة لمتوسط درجة الحرارة في سنوات سابقة ونوع الأمطار ونسبة هطولها.

وجد معدو البحث أن ارتفاعاً بالحرارة بعشر درجات مئوية كان مرتبطاً بشكل لافت بارتفاع نسبة عمليات إطلاق النار بـ34% في منتصف الأسبوع وبـ42% في عطلة نهاية الأسبوع أو الأعياد.

ولفتت الدراسة أيضاً إلى أن ارتفاعاً للحرارة بعشر درجات مئوية عن المعدّل مرتبط بارتفاع بنسبة 33,8% بجرائم القتل.

بمعنى آخر، ليس الحرّ وحده الذي يؤثر على ارتفاع نسبة الجريمة، بل أيضاً الحرّ النسبي، بحسب هيمينواي، أي أنه "في فصل الشتاء، حصل عدد أكبر من عمليات إطلاق نار في أيام كانت دافئة بالنسبة لفصل الشتاء ولكن ليس بالنسبة للصيف".

وفي ورقة بحثية أخرى عملت عليها ليا شيناسي من جامعة دريكسل في فيلادلفيا ونشرتها في مجلة "جورنال أوف أوربان هيلث" في 2017، تمّ التركيز على الجرائم العنيفة في فيلادلفيا.

وتقول شيناسي "أعيش في فيلادلفيا، وأذكر كيف كنت على الدرّاجة في يوم حار جدًا، أُراقب كيف كان الجميع يبدو في مزاج سيّء. كنت مهتمّة بمعرفة ما إذا كان هذا يُترجم ارتفاعاً في نسبة الجريمة في الأيام الحارّة".

ووجدت شيناسي مع زميلها غسان حمرا أن الجرائم العنيفة حدثت بنسبة أعلى في الأشهر الأكثر دفئاً، من أيار مايو إلى أيلول سبتمبر، وكانت الأعلى في الأيام الأكثر حرارة.

وعندما بلغت درجات الحرارة 21 مئوية خلال تلك الفترة، كانت النسبة اليومية للجريمة أعلى بنسبة 16% مقارنة بالأيام التي سجّلت فيها ست درجات مئوية.

ويرى هيمينواي أن الفرضيتين الرئيسيتين حول الموضوع، أي أن وجود مزيد من الناس في الخارج يترك مزيداً من الاحتمالات للتفاعلات العدائية وأن الحرارة نفسها تجعل الناس أكثر عدوانية، قد تكونان صحيحتين.

وفي إطار دراسة نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في 2019 وضع طلاب جامعيون في كينيا وكاليفورنيا في غرف ساخنة أو باردة وتم قياس تأثير الحرارة على عدد من سلوكياتهم.

وتوصّلت الدراسة إلى أن "الحرّ أثّر بشكل ملحوظ على استعداد الأفراد للتدمير الطوعي لممتلكات مشاركين آخرين" اتخذت شكل بطاقات هدايا وقسائم شرائية.

وثمة مسببات أكبر بكثير من درجات الحرارة وبالنسبة لمسألة العنف المسلّح، بحسب هيمينواي، أبرزها تراخي السلطات في وضع قوانين صارمة، والنتيجة وجود نحو 393 مليون قطعة سلاح في أيدي سكان الولايات المتحدة في 2020، في رقم يفوق عدد السكان.