روجافا أمام "خطر حقيقي" في ظل حلول شحيحة.. وواشنطن لم تحرك ساكناً

إبراهيم برو
إبراهيم برو عضو العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي - صورة: كوردستان 24
إبراهيم برو عضو العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي - صورة: كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- قال قيادي كوردي سوري إن المنطقة الكوردية في سوريا أمام "خطر حقيقي" في ظل المؤشرات التي أشار إلى أنها قد تقع بين خيارين أحلاهما مر.

وأدلى إبراهيم برو، وهو عضو في العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي في سوريا بهذه التصريحات خلال مقابلة مع كوردستان 24، في الوقت الذي صعّدت فيه تركيا من تهديداتها لاجتياح مناطق أخرى من الشمال السوري.

وسبق أن توغلت تركيا في عمق الأراضي الكوردية في سوريا بدعم من حلفائها في المعارضة السورية المسلحة. ولا تزال مساحات واسعة من الأراضي تحت سيطرة أنقرة وحلفائها السوريين منذ عام 2016.

وانتقد برو في مقابلته، التي بُثت في وقت متأخر من مساء الاثنين، واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي إزاء "التزامهم الصمت" أمام ما يحصل في سوريا.

وتابع "بينما في المقابل تقوم دول الأستانة بالتنسيق فيما بينها في الملف السوري"، في إشارة إلى "الدول الضامنة" وهي روسيا وإيران وتركيا.

ووقفت موسكو وطهران إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الصراع الدموي الذي نشب عام 2011 وأسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

ولفت برو إلى أن ثمة "محاولات لتطبيع العلاقات" بين أنقرة ودمشق، مشيراً بذلك إلى التعاون والتنسيق الاستخباري بين الجانبين منذ تفجر النزاع في سوريا.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان تطبيع العلاقة بين تركيا وسوريا سيصب في صالح الكورد، قال برو "الشعب السوري عامةً والمعارضة السورية والكورد على نحو خاص خاسرون، ولا مصلحة لهم في ذلك"، مضيفاً أن الولايات المتحدة غضت الطرف عمّا يحصل في سوريا.

وعندما سُئل عن خطر عودة الجيش الحكومي السوري إلى المناطق الكوردية، قال برو "روجافا في خطر حقيقي، والمقايضات التي تحدث بين الأطراف، سواء كانت بين تركيا والولايات المتحدة أو تركيا وروسيا، ستؤدي إما إلى عودة النظام إلى مناطقنا أو دخول تركيا إليها".

وألقى برو باللائمة على السياسات الخاطئة للإدارة الذاتية التي تحكم قبضتها على شمال وشرق سوريا، ومنعها مشاركة الأحزاب الكوردية الأخرى في إدارة المنطقة.

وأضاف "حزب الاتحاد الديمقراطي يقبل مشاركة جميع الأطراف في إدارة المنطقة ما عدا الكورد والمجلس الوطني الكوردي".

ومضى يقول "فرص الحلول باتت ضئيلة، وتركيا لن تسمح بوجود حزب العمال الكوردستاني على حدودها".

وتنظر تركيا إلى الإدارة الذاتية التي تسيطر على شمال وشرق سوريا على أنها امتداد لحزب العمال الكوردستاني الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية".

وقال برو إن المجلس الوطني الكوردي سعى مراراً إلى تبديد مخاوف تركيا وبما يضع حداً لكل المبررات التي قد تدفع أنقرة إلى شن هجوم عسكري جديد.

وبيّن أن حزب العمال الكوردستاني وجناحه في سوريا يدركان تماماً أنهما "غير قادرين" على مواجهة دولة قوية ضمن الناتو مثل تركيا، والتي تسارع دول كثيرة "إلى التوسل" بها لشراء طائراتها المُسيرة، مردفاً "بينما هؤلاء يريدون مواجهتها بالهجوم على عدة مخافر حدودية".

وعن الموقف الأمريكي قال برو "أمريكا ليست راضية عن قيام تركيا بعمليات عسكرية جديدة داخل سوريا، لكنها لا تُحرك ساكناً في حال بدأت تركيا بعمليتها المحتملة... هم أخبرونا وأخبروا الجانب الآخر أيضاً أنهم لن يقفوا في مواجهة تركيا وسيكتفون بفرض بعض العقوبات الاقتصادية على أنقرة".

أما بالنسبة للموقفين الإيراني والروسي، فقال برو "الروس والإيرانيون يعارضون دخول تركيا إلى المنطقة، بيد أن لديهم مطالب أخرى تتلخص في تسليم قوات سوريا الديمقراطية المنطقة كاملة وبدون شروط إلى النظام السوري، وبذلك تصبح سوريا الديمقراطية بين فكي تسليم المنطقة إلى النظام أو البقاء مع الأمريكيين".

وفي رده على سؤال إزاء تأخر تركيا في تنفيذ العملية العسكرية رغم تهديداتها المتكررة، أعرب برو عن اعتقاده بأن هناك "مقايضات لتبادل المناطق".

وأشار برو في مقابلته مع كوردستان 24 إلى أن شكل العمليات تغيّر مؤخراً، مبيناً أن الطائرات المُسيّرة التركية دخلت على الخط في قصف الأماكن مما أدّى إلى سقوط ضحايا مدنيين.

وأردف بالقول "نتخوف من استبدال منبج وتل رفعت بعامودا والدرباسية"، وقال أيضاً إن إيران تعدّ منبج وتل رفعت "مجالاً حيوياً" لها داخل سوريا ولا سيما أحياء نبل والزهراء، حيث يشكل الشيعة الغالبية فيهما وهو ما يجعل إيران ترفض العملية العسكرية التركية في تلك المناطق.