طالبان تحتفل بمرور عام على عودتها لحكم أفغانستان

مقاتلون من حركة طالبان يحتفلون بسيطرتهم على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، 15 آب/أغسطس 2021. © أسوشييتد برس
مقاتلون من حركة طالبان يحتفلون بسيطرتهم على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، 15 آب/أغسطس 2021. © أسوشييتد برس

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت حركة طالبان يوم الإثنين، عطلة رسمية احتفاء بالذكرى السنوية الأولى سيطرتها على كابول وعودتها لحكم أفغانستان في 15 آب/أغسطس 2021، بعد انسحاب فوضوي ومتسرع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.

 وعلى الرغم من تراجع أعمال العنف في البلاد منذ وصول الحركة الإسلامية المتشددة للحكم، إلا أن حقوق الإنسان بشكل عام، والنساء بالأخص، تراجعت بشكل كبير، وازدادت الأزمة الإنسانية في أفغانستان عمقا.

استحوذت طالبان على السلطة في أفغانستان في 15 آب/أغسطس 2021 بعد الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن اعمال العنف انخفضت مذاك بشكل ملحوظ، إلا أن الأزمة الإنسانية في البلاد تعاظمت سريعا.

وقال نعمة الله حكمت وهو مقاتل من طالبان دخل كابول في ذلك اليوم بعد ساعات فقط على فرار الرئيس أشرف غني من البلاد، "لقد أوفينا بواجب الجهاد وحررنا بلدنا".

واستمر الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية حتى 31 آب/أغسطس، وشوهد عشرات آلاف المدنيين يندفعون مذعورين إلى المطار الوحيد في العاصمة من أجل السفر خارج البلاد على متن أي طائرة متاحة.

وباستثناء يوم الإثنين الذي أعلن يوم عطلة، لم يتم الإعلان عن أي احتفال رسمي حتى الآن لإحياء الذكرى، لكن التلفزيون الحكومي أشار إلى أنه سيبث برامج خاصة، دون مزيد من التفاصيل.

وبعد مرور عام، يعرب مقاتلو طالبان عن سرورهم لرؤية حركتهم تمارس السلطة، بينما تشعر وكالات المساعدة الإنسانية من جهتها بالقلق لرؤية نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 38 مليون نسمة يواجهون فقرا مدقعا.

وأضاف نعمة الله حكمت وهو عضو في القوات الخاصة مكلف بحراسة القصر الرئاسي "لدى دخولنا إلى كابول، وعندما غادر الأمريكيون، كانت هناك لحظات من الفرح".

لكن بالنسبة إلى الأفغان العاديين، وخاصة النساء، فإن عودة طالبان لم تؤد سوى إلى زيادة الصعوبات.

وبسرعة كبيرة وبالرغم من الوعود التي قدّموها في بادئ الأمر، عاد حكام البلاد الجدد إلى فرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية، وهو ما قيد حقوق المرأة بشدة.

فقد استبعدت طالبان النساء إلى حد كبير من الوظائف الحكومية وقيّدت حقهن في السفر بمفردهن خارج المدن التي يعشن فيها، ومنعوا الفتيات من الالتحاق بالمدارس الإعدادية والثانوية.

وفي أوائل أيار/مايو أمر المرشد الأعلى الأفغاني هبة الله أخوند زاده النساء بوضع النقاب في الأماكن العامة. وأوضحت طالبان أنها تفضل أن ترتدي النساء البرقع، لكنها ستتسامح مع أشكال أخرى من الحجاب لا تكشف سوى العينين.

والسبت فرّق مسلحون من طالبان بعنف، بأعقاب البنادق والأعيرة النارية، مظاهرة نظمتها نحو 40 إمرأة للمطالبة بالحق في العمل والتعليم.

وفيما يشهد الأفغان تراجعا في العنف مع نهاية الحرب منذ وصول طالبان إلى السلطة، يعاني كثير منهم بشدة من أزمة اقتصادية وإنسانية حادة.

وقال نور محمد وهو صاحب متجر من قندهار في جنوب البلاد المهد التاريخي ومركز سلطة طالبان "يشكو الأشخاص الذين يأتون إلى متاجرنا كثيرا من الأسعار المرتفعة، إلى درجة أننا نحن أصحاب المتاجر بدأنا نكره ما نفعله".

لكن بالنسبة إلى المقاتلين الإسلاميين، فإن فرحة النصر تطغى على الأزمة الاقتصادية الحالية.

ويقول أحد هؤلاء المقاتلين "قد نكون فقراء، وقد تواجهنا صعوبات، لكن راية الإسلام البيضاء سترفرف عاليا إلى الأبد في أفغانستان".