حكومة إقليم كوردستان في المقارنة والميزان 

Kurd24

عندما يكتب قلم عربي ليرسم قصة نجاح كوردية، هذا يعني بأننا وصلنا إلى قمة الوطنية والحرية في الطرح والتعبير عن نجاح مشروع في قلب الوطن تجسده حكومة إقليم كوردستان العراق، وإن خير ما نستهل به مقالنا هو قول الجليل العزيز "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وما قاله الرسول الأعظم محمد (عليه الصلاة والسلام) "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

اكتب بحروف صادقة وأقولها كل بقعة في ارض الوطن فيها فساد، ولكن هناك من يحارب الفساد وهناك من يكون جزءاً منه، فلا يمكن أن اكتب مقالاً عن حكومة كوردستان وأقول بأنها منزهة وخالية من الأخطاء والفساد، بل على العكس واقعية الطرح والعقل يجب أن يتقبلها قلمي حتى أستطيع أن أضع حروفي بلا مجاملة وبدون تجسيد وشخصنة.

وليكن حسن النوايا خير بداية وصفاء الأنفس طريقنا إلى النهاية كشعب ودولة واحدة، وبالنتيجة أن أي نجاح تحققه الأنبار في التطور والبناء هو نجاح للعراق وأن انطلاقة الموصل في استعادة أنفاسها وبناء الجسور والشوارع وتطوير المحافظة بطريقة أفضل من ما كانت عليه في السابق يعني انتصاراً لبغداد ونجاح كوردستان وأربيل عاصمة الإقليم بكل منجزاتها العمرانية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها يعني نجاحنا جميعاً فلا فرق بين عربي وكوردي وسني وشيعي، واحترامنا لكل المكونات فجميعنا نعيش على ارض الوطن وكما لدينا قصص نجاح لعلماء وأدباء وكتّاب من كافة المذاهب والأديان مثّلوا العراق بكل أرجاء المعمورة فلدينا قصة نجاح نود طرحها بواقعية رقمية عقلانية بلا عواطف وبدون مقارنات لتكن في متداول أيدي الجميع ونفتخر بها.

وهنا ولأننا نتصفح قصة نجاح كوردية نستذكر أبيات للشاعر كريم العراقي قالها بحق كوردستان:

"لو للجبال الشامخات لسان    وفصاحة وبـــــلاغة وبيـــــــان

كتبوا معلقة وانشدها المدى     ما عاش من عاداك كوردستان"

قبل البدء نحن نأمل بان تكون جميع محافظات العراق بمقاربة من أربيل في كل ما وصلت إليه هذه المحافظة في التطور والرقي والعمران والنجاحات المتواصلة. فالجنوب يمتلك من المقومات ما يجعله أن يكون أكثر تطوراً من مدن عربية وعالمية لما لديه من إمكانات وموارد طبيعية وعقول وعلماء. ولدينا أمل بأن هذا سوف يتحقق قريباً بعد أن يتم تضافر الجهود ما بين الإقليم والمركز، وما بين أربيل وبقية المحافظات العراقية في الوسط والجنوب.

وقبل أن نبدأ أقول دعونا سوية نرتقي بالعراق إلى مستوى العالمية فالوطن يستحق ذلك بعيداً عن الخلافات السياسية والتي سرقت منا كعراقيين كثيراً من الوقت وأهدرت وحطمت وشوهت سمعة الوطن في البقعة العالمية الدولية حيث اخذ الجميع ينظر إلينا كبلد غير مستقر أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، دعونا نوحد صفوفنا ونبدأ بانطلاقة صوت واحد وطن واحد واحترام جميع قومياتنا وطوائفنا ومذاهبنا واختلاف الأديان.

وكشعب على أرض بلاد الرافدين أراد لنا الله أن نكون مختلفين باللغات والقوميات والأديان والعقائد والتوجهات وهذه أجمل صورة رسمها الباري بفرشته فلا نستطيع الانسلاخ من الواقع الذي وضعه لنا الباري عز وجل وما أجمل العراق بكل ما يمتلك مما ذُكر أعلاه.

مركزية القرار وقوة شخصية القائد ضرورة في الشعوب الشرق أوسطية والعربية لأننا أنظمة غير مستقرة وغير آمنة في أغلب الأحيان وهناك تدخلات خارجية تؤثر سلباً في أغلب الأحيان على السياسات الداخلية لنا. في هذه المقالة أتحدث عن مركزية قرار واحد وقصة نجاح في إقليم كوردستان فيوجد مرجعية واحدة وخصوصاً في أربيل ودهوك والمناطق المحاذية لها ألا وهي عائلة الراحل ملا مصطفى البارزاني وما يمتلكوه من روابط وثيقة بأبناء جلدتهم ومواطنيهم. فأصبح التصويت حباً وليس أمراً وأصبحت خدمة قوميتهم دعوة قلبية وليست دعوة حزبية وأصبح رفع العلم الكوردستاني شعاراً للفخر والتسامح بالقومية وليس شعاراً للتصادم والخلافات السياسية. فصار من المؤكد أن تبدأ قصة نجاح كوردستان وعاصمتها أربيل. فانتقلت هذه المدينة الجميلة عروس كوردستان الوطن بخطواتها المدروسة والمتناسقة نحو إشراقة الحاضر وأمل المستقبل المخطط له بعناية ودراية.

الإقليم حصل على حكمة الذاتي في عام 1970 ولكن بداية الانتقال وبداية الديمقراطية بسنوات عده عندما حدث التغيير بعد انتفاضة 1991 والعودة لجميع القوى التي كانت خارج الوطن والأراضي الكوردية وقد ألقى حينها الزعيم مسعود بارزاني كلمته الشهيرة في مدينة كويسنجق وأوصى بانتخابات ديمقراطية في كوردستان وبداية خطوات الديمقراطية السليمة قالها هي التسامح وعندها اجتمع بمن كانوا يقاتلون في صفوف النظام السابق، وقال "لهم عفا الله عما سلف".  ومباشرة في عام 1992 تأسس برلمان كوردستان، وقد كان أول رئيس للحكومة من قبل الاتحاد الكوردستاني الدكتور فؤاد معصوم وأول رئيس لبرلمان كوردستان السيد جوهر نامق من الديمقراطي الكوردستاني.

منذ عام 2003 بدأت كوردستان في العمل والتصحيح والتجديد وكانت مسيرة مليئة بالإعمار والبناء والتطور الواضح وبناء العلاقات مع أغلب دول العالم وخصوصاً في ظل ترأس دولة رئيس الوزراء السابق ورئيس إقليم كوردستان حالياً نيجيرفان بارزاني وإن سياسة الحزب الواضحة والمتناسقة مع رؤى الحكومات المتواردة كانت داعمة لكل مشروع فيه نجاح سياسي دبلوماسي عمراني اقتصادي أو غيرها. ولكن كانت في كل حكومة عقبات وصعوبات ونسبة أخطاء وفساد يعترف بها قادة الإقليم. نيجيرفان بارزاني بتوجيهات من قبل فخامة الرئيس مسعود بارزاني كان في عهده الموازنة جيدة مما سمح للحكومة حينها بالتوجه للبناء والإعمار بشكل واضح مقارنة ببقية محافظات ومدن العراق التي للأسف ما زالت دون أي تقدم.

وبدأت مواصلة العمل والنجاح والانتقال إلى مشروع الإصلاح بعد تسنم السيد مسرور بارزاني منصبه رئيساً لوزراء إقليم كوردستان في عام 2019 وهي التشكيلة الوزارية التاسعة لإقليم كوردستان العراق في أصعب ظروف اقتصادية وسياسية وفي أزمة خلافات ما بين المركز (بغداد) وكوردستان. وتزايدت الصعوبات وتشنج العلاقات بين الجانبين في ظل الخلافات السياسية داخل المكون العربي وبين المكون السني والشيعي وحتى بين المكون الواحد مما انعكست سلباً على أربيل. وأُدخلت أربيل بين صراع الفصائل المسلحة في الجنوب مع الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت صواريخهم تقع على مطار أربيل والمناطق المحيطة به والقواعد الأمريكية في أربيل وتسبب بخسائر بشرية مدنية وغيرها، وانعكس ذلك سلباً على الوضع الأمني والاقتصادي. واُستخدمت ضد عاصمة كوردستان أقلام تكتب بحروف صفراء وكلمات تزرع الحقد بين أبناء الجسد الواحد والشعب الواحد لأجل تمزيق اللحمة الوطنية والعلاقة الصادقة التي بنيت منذ مجابهة النظام الدكتاتوري الصدامي إلى أن تحقق التغيير عام 2003. ولكن الشعب العراق أكثر وعياً وإدراكاً وعقلانية من كل ما يكتب عن كوردستان وعن الشعب الكوردي العريق وعن الاتهامات غير الواقعية وغير المقبولة. ولذلك قررتُ أن اكتب هذه المقالة كي تكون فاصلاً ما بين الشر والخير وما بين الرحمن والشيطان وما بين العقلنة والجهلنة. كي تصف واقع الحال في الإقليم والعلاقة ما بين الحكومة الاتحادية وأربيل وما هي المنجزات التي تحققت في ظل أصعب الظروف، وكيف انتقلت أربيل بخطواتها نحو الشهرة عربياً وعالمياً بروح عراقية صادقة.

ونود أن نطرح في هذه السطور بصمات في عدة نقاط مهمة لكي يطلع عليها الجميع ونوضح أهم العقبات والصعوبات وما هي بعض المنجزات لحكومة مسرور بارزاني منذ 2019 ولغاية اليوم، ونحن في 22 آب 2022، ومن جوانب مختلفة منها السياسية والاقتصادية والعمرانية والإنسانية وغيرها.

وبما أن الشعب هو عمود الدولة، ففي إقليم كوردستان حققت الحكومة منجزاتها خلال فترات سريعة ومنتظمة وأولها زيادة الدخل المحلي لإقليم كوردستان من 140 مليون دولار إلى 244 مليون دولار. وهذا الإنجاز بعد إطلاق الحكومة لمشروع الإصلاح وتنظيم الإيرادات في خمسة أشهر فقط. وإن أبرز الخطوات في الإصلاح كان في المؤسسات الحكومية من خلال تنظيم دوام الموظفين وتسهيل مهام المواطنين والحد من الروتين في المؤسسات الحكومية وتوزيع رواتب الموظفين في موعدها، دون أي تأخير بعد أن كانت مشاكل يعاني منها المواطن سواء كان مدنياً أو عسكرياً أو موظفاً أو متقاعداً.

إن تعطل تسديد الرواتب من قبل بغداد إلى كوردستان وضع الحكومة في أربيل في موقف حرج مع مواطنيها وكما أشار بعض المحللين المختصين إلى أن اتخاذ قرارات سياسية اكثر من أن تكون قضائية قانونية بعدم السماح لإقليم كوردستان بتصدير النفط  ليس سوى وضع حجر أمام عجلة التقدم في الإقليم رغم أن رئيس حكومة إقليم كوردستان زار بغداد بعد نحو أسبوع من تسنمه منصبه في عام 2019 للتحاور مع الحكومة المركزية من أجل المشاكل العالقةـ وابرم اتفاقاً واضحاً وابدى استعداد الإقليم لتسليم بغداد 250 ألف برميل من النفط يومياً على أن تلتزم الحكومة الاتحادية بإرسال 900 مليون دولار إلى الإقليم ولكن بسبب اندلاع الاحتجاجات في بغداد والمحافظات وتدهور الوضع الأمني ثم تلاها استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي حالت الأمور دون أن تؤتي تلك المساعي ثمارها. ثم تلتها جائحة كورونا وانخفاض في أسعار النفط العالمية. ونقض العهود المبرمة مسبقاً بهذا الموضوع ثم جاء قرار المحكمة الاتحادية بحق مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني وزير خارجية جمهورية العراق الأسبق والسياسي المحنك هوشيار زيباري وغيرها من عقبات وأزمات متزايدة غير متزنة في ظل قيادة مستقرة تبحث عن التوازن بين الإقليم والمركز وتبحث عن استقرار سياستها واقتصادها إيماناً بأن أي استقرار في المركز يضفي بذلك استقراراً على الإقليم.

السيد مسرور بارزاني لا يمتلك نفساً عنصرياً ولا طائفياً، وعندما خاطب باللغة العربية الفصيحة الشعب العراقي قال "أخواتي وإخواني العراقيين الأعزاء" دلالة على حبه واحترامه للشعب العراقي كما هو فخامة الزعيم مسعود بارزاني حينما يقول "حبي لشعبي الكوردي كما هو حبي لشعبي في المحافظات العراقية كافة".

إلا أن بغداد وفي ظل السنوات المنصرمة منذ سقوط النظام السابق لم تطبق عشرات البنود خاصة تلك المتعلقة بحقوق الكورد والمناطق الكوردستانية المتنازع عليها. فإن هذه النقاط تسبب خرقاً في العلاقات واستمرار عدم التوافق رغم أن الديمقراطي بقيادته يؤكد دائماً على الاحتكام إلى الدستور الذي كتبناه سوية ووقعنا عليه سوية ومن المفترض الرجوع إليه في أي إشكالية. وكما قال الزعيم مسعود بارزاني "لطالما تعرضنا للخداع لبساطتنا وطيبتنا ليتنا كنا نعلم ما نعلمه اليوم قبل عام 2003 لقد اتضح لنا أن ثقافة إلغاء الآخر وعدم قبوله لا تزال موجودة في العراق"، ولأن الرئيس بارزاني يمتلك روحه العراقية قد دعا جميع الأطراف إلى الحوار والتفاهم للخروج من الأزمة السياسية الحالية التي يمر بها العراق، مشيراً الى أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في العراق أجمع.

سوف نضع للقارئ مقارنة ما بين شهرين مختلفين في فترات مختلفة قبل وبعد الأزمة المالية وانهيار أسعار النفط وجائحة كورونا حتى يطلع الشارع العراقي إلى أهمية الموقف في الإقليم وصعوبة الوضع المالي والاقتصادي بعد انهيار الأسعار وهذه المقارنة مقتبسة من كتاب "إصلاح وخدمات" الذي أعده كادر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة إقليم كوردستان.  

الشهر (12-2019): هو نموذج للشهر الذي لم تبدأ فيه الأزمة المالية بعد نتيجة تفشي فيروس كورونا كما أن مبلغاً قدره 383000000 (ثلاثمائة وثلاثة وثمانون مليون دولار) كان يرسل من قبل الحكومة العراقية والحساب المصرفي في وزارة المالية في حكومة إقليم كوردستان.

  • حصة ميزانية الإقليم من بغداد (383000000) مليون دولار.
  • المساعدات الشهرية للتحالف (17000000) مليون دولار.
  • الإيرادات النفطية في كوردستان (295000000) مليون دولار.
  • الإيرادات الداخلية قد بلغت (244000000) مليون دولار.
  • بلغت نفقات المؤسسات الرسمية لحكومة إقليم كوردستان لشهر (12-2019) (995000000) مليون دولار. 
  • بلغ إجمالي العائدات لنفس الشهر (939000000) مليون دولار.
  • بلغ العجز ما بين الواردات والنفقات واضحاً لدى الجميع وهو (56000000) مليون دولار.
  • الشهر (4-2020): هو نموذج للشهر الذي شهد انهياراً في أسعار النفط الخام وتفشي فيروس كورونا الى جانب تراجع الإيرادات الداخلية الى أدني مستوياتها وقطع بغداد للمستحقات المالية لإقليم كوردستان. وقد بلغ سعر بيع البرميل (20) دولار فقط
  • الإيرادات الداخلية للإقليم بلغت (60000000) ستون مليون دولار.
  • مساعدات دول التحالف (17000000) سبعة عشر مليون دولار.
  • الإيرادات من نفط الإقليم (60000000) ستون مليون دولار.
  • الإجمالي العام: 137000000 مئة وسبعة وثلاثون مليون دولار فقط.

وهذا يعني قد فقد الإقليم 86٪ من إيراداته، وقد يتساءل البعض عن صادرات نفط إقليم كوردستان البالغة يومياً (435000) ألف برميل، وسوف نفصل لكم تفاصيل دقيقة حول نسبة المبيعات وكيف تستقطع حصص الشركات الناقلة وتركيا وشركة روسنفت.

  • يصدر الإقليم يومياً (435000) أربعمائة وخمسة وثلاثون ألف برميل يومياً بسعر بيع وصل 20 دولاراً للبرميل في أفضل الأحوال.
  • بلغ الدخل العام لشهر (4-2020) (261000000) مائتان وواحد وستون مليون دولار.
  • ومن هذه المبالغ:
  • 60000000 (ستون مليون دولار) لشركة روسنفت.
  • 30000000 (ثلاثون مليون دولار) لتسديد ديون تركيا.
  • 120000000 (مئة وعشرون مليون دولار) المتبقي يخصم منه 50٪ للشركات الاستثمارية.
  • ما يتبقى فقط 60000000 (ستون مليون دولار).

لذلك كانت حكومة إقليم كوردستان دائماً تطلب وضع الأرقام والإحصائيات الواقعية للواردات والنفقات حتى يطلع الشارع العراقي على الفوارق الكبيرة ويقيم الوضع ما بين قبل وبعد انهيار الأسعار النفطية وجائحة كورونا. ولذا قد أوعز رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني للجان المختصة بوضع كافة وكامل جهودهم لطباعة كتاب فيه بالإيجاز كل ما يدخل ويخرج من الحساب المصرفي لوزارة المالية في إقليم كوردستان ويقطع الجدل السائد حول موضوع الإقليم. متمنين أن يسعى الإخوة في بغداد نفس المسعى للإعلان عن الواردات والنفقات لحكومة المركز حتى يطلع عليها الشارع العراقي ونكون أكثر شفافية مع شعبنا.

كانت هناك الكثير من المشاكل ما بين بغداد والإقليم وقد حُلت بعضها وما زلنا نعمل جاهدين على حل ما تبقى منها من ضمنها مشكلة التعداد الفرعي وهذا يعني أن حكومة إقليم كوردستان قد سجلت آلافاً من مواطني كوردستان بالجنسية العراقية في التعداد الفرعي بدائرة تسجيل الأحوال المدنية وإن الحكومة كانت لا تقر بذلك بحيث لا يمكنهم إصدار جوازات السفر والبطاقة الوطنية ولكن وبعد اجتماع بين وزير داخلية الحكومة الاتحادية آنذاك ياسين الياسري ووزير داخلية الإقليم ريبر أحمد قررت وزارة الداخلية الاعتراف بجميع السجلات الفرعية التي تم تسجيلها منذ سنة 1992 إلى إقرار الدستور العراقي الدائم سنة 2005 حسب الأمر الوزاري المرقم (501) في 29/8/2019.

مشكلة أخرى كانت تسبب الكثير من الإحراج لحكومة كوردستان ألا وهي تأشيرة الإقليم التي كانت تمنح للأجانب والتي كانت بغداد لا تعترف بها ولكن بعد اجتماعات وتواصل مكثف بين وزارتي الداخلية في بغداد في عهد الياسري ووزير حكومة الإقليم ريبر احمد قررت وزارة الداخلية منح وزير داخلية الإقليم صلاحيات إصدار التأشيرة بما يجعلها نافذة في جميع العراق.

وثمة مشاكل كثيرة قد حل منها إصدار جوازات السفر والبطاقة الوطنية وغيرهاـ فما نريد الوصول إليه أنه خلال هذه السنوات وفي ظل حكومة مسرور بارزاني قد حُلت الكثير من الإشكالات والعقبات، وتم تذليل الصعوبات بين الطرفين فلا توجد مشكلة بلا حل، ولكن الأهم أن يكون تفاهماً وتواصلاً ولقاءات وتطرح المشاكل واحدة تلو الأخرى ويتم وضع نقاط اتفاق بين الطرفين حتى ننهي كل ما استجد من أزمات ومشاكل باقية وعالقة.

من الجانب الإنساني كانت أربيل وما زالت محطة امن وأمان لملايين النازحين والمهجرين من الأحبة أبناء المحافظات التي تعرضت للهجمات والاغتصاب الداعشي الإرهابي، وقامت مؤسسة بارزاني الخيرية التي أسسها مسرور بارزاني عام 2005 لدعم ومساعدة الشعوب في الأزمات والكوارث داخلياً وخارجياً مع دعمها للنازحين واللاجئين السورين في أربيل والإقليم على مرار سنوات عدة. إن احتضان أربيل إلى هذا الكم الهائل من النازحين قد تحدثت به الصحف العربية والعالمية في أيام كانت بغاية الصعوبة خلال عمليات تحرير نينوى بتواجد آلاف الإعلاميين والصحفيين والمنظمات الدولية. وكما أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في تقريرها نشرته في الأيام الأولى لتحرير نينوى وما نقلت عن دولة رئيس وزراء الإقليم حينها قوله "المدينة تتأهب للاختبار الأصعب والمتمثل بموجة النازحين المليونية المتوقعة جراء معركة الموصل وينبغي أن يكون هناك دعم وتمكين من المجتمع الدولي فالحكومة المركزية في بغداد غير قادرة وغير مهتمة بتحمل مسؤولياتها تجاه الإقليم في هذا الصدد"، وبالتأكيد فإن بغداد كانت تعد العدة لبداية تحرير الموصل وقد أنهكت اقتصادياً وعسكرياً وكان ولا بد من تدخل أممي لدعم أربيل ومساندتها في هذه الأزمة كما أنه كان ولا بد من مساعدة لوجستية ومادية ومعنوية من قبل حكومة المركز أيضاً.

أربيل إنسانياً اثبت وجودها بأقلام الصحافة العراقية والعربية والعالمية وما زالت تفتح أبوابها لأبناء الشعب العراقي والعربي الذين يبحثون عن استقرار وأمان ومعيشة لهم. من المؤكد أن التواجد العربي في أربيل يساههم في عدة نقاط أهمها رفع اقتصاد كوردستان وبناء علاقات إيجابية بين المجتمعين الكوردي والعربي وتطوير الروابط بين الجانبين مجتمعياً واقتصادياً ويؤثر إيجاباً سياسياً فعندما يكون لدى الكورد تجارة في الجنوب والوسط والغربية يرفع من نسبة النمو الاقتصادي هناك والعكس صحيح في أربيل.

بعد جائحة كورونا التي حطمت دولاً كبرى تتمتع بقوة اقتصادية وصحية وسياسية مثل إسبانيا والصين وايران والولايات المتحدة وغيرها في أوروبا، تمكنت حكومة مسرور بارزاني من السيطرة على الجائحة ومكنت الحكومة وزارة الصحة في إقليم كوردستان وجميع الكوادر بكل ما يحتاجوه من أجهزة ومعدات وأدوية ولقاح وغيرها وقد التزم الشارع الكوردي بكل القوانين العالمية التي وُضعت للسيطرة على الجائحة، وكانت أربيل وبقية المدنية الكوردية عالية الانضباط والتنظيم ويعود ذلك للجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية والأجهزة المعنية الأخرى التي اتحدت في حربها ضد فايروس كورونا.

وهناك الكثير من الإنجازات في الجانب الصحي والعلمي والثقافي والأمني لجميع الأجهزة وبمختلف المسميات وقد تحولت اغلب المؤسسات الرسمية في إقليم كوردستان الى رقمية حوكمة وإجراءات المعاملات الخاصة بالمواطنين تنتهي في فترة زمنية مختصرة وسريعة مواكبة في هذا التطور العالم اجمع وشهدت محافظات الإقليم جميعاً إعماراً مستمراً وبناء مجمعات سكنية واستثماراً وتعبيد شوارع ومد جسور كبرى وتطوير برامج الجامعات الحكومية والأهلية وزيادة نسبة قبول الطلبة وتعزيز العلاقات الدولية واستقطاب المئات من المنظمات الدولية سواء كانت الإنسانية والعلمية والتثقيفية والتدريبية وغيرها وفتح قنصليات للهيئات الدبلوماسية ومد الجسور ما بين أربيل والعالم اجمع وفي جانب السياحة أصبحت أربيل وإقليم كوردستان وجه لجميع الجنسيات وتتطلع الحكومة وفي برنامجها القائم لأن تكون كوردستان قبلة للسياح من جميع أرجاء العالم.

في الختام لدينا مقالات عديدة سوف تنشر حول اهم إنجازات حكومة الإقليم وآخر التطورات ما بين بغداد وأربيل على جميع الأصعدة وشكراً لتعاون الحكومة الاتحادية فإن حقوق المواطن الكوردي هي حقوق المواطن العراقي ويجب أن يكون التعاون مستمراً ما بين المركز والإقليم بكل المجالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية والأمنية وغيرها. فما يصيب بغداد يؤلم أربيل وما يؤلم أربيل لا تقبل به بغداد. أبيات مهداة من قلب عربي إلى أهلي في كوردستان

ما زلت أشم رائحة البنادق وأرى رفع الأعلام والبيارق

واستذكر صرخات الصناديد فوق جبالك ودروب المناطق

ما زلت افتخر بعروس وطني وجنة أرضها بجمالها المتناسق

واكتب شعري كي يخلد حبي بقلم عربي ولسانٍ محب وصادق

فلكوردستان في روحي عشق ينهمر أبياتاً ما زلت فيها ناطق

فتحية مني إليك أربيل ما دمتي ودام فيك قائداً لشعبه مرافـق

 

ملاحظة: الآراء التي ترد ضمن قسم المقالات تمثل آراء الكتّاب ولا تعبر بالضرورة عن رأي كوردستان 24.