إيران تتلقى رد واشنطن على مقترح أوروبي "نهائي" بشأن الاتفاق النووي

"إيران ستنقل وجهة نظرها إلى الاتحاد الأوروبي، باعتباره منسق المحادثات النووية، بعد استكمال المراجعة"
وزراء خارجية الدول الخمس +1 في بروكسل عام 2015 - صورة أرشيفية
وزراء خارجية الدول الخمس +1 في بروكسل عام 2015 - صورة أرشيفية

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت طهران اليوم الأربعاء عن تسلمها رداً من واشنطن النص "النهائي" الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لإحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "تلقت إيران هذا المساء الرد الأمريكي من خلال الاتحاد الأوروبي. بدأت المراجعة الدقيقة للرد في طهران".

وأضاف "إيران ستنقل وجهة نظرها إلى الاتحاد الأوروبي، باعتباره منسق المحادثات النووية، بعد استكمال المراجعة"، وفقاً لوكالة رويترز.

وبعد 16 شهراً من المحادثات الأمريكية الإيرانية المتقطعة وغير المباشرة التي تضمنت قيام مسؤولي الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الجانبين، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الثامن من أغسطس آب إنه قدم عرضا نهائيا وتوقع ردا في غضون "أسابيع قليلة للغاية".

وردت إيران الأسبوع الماضي على نص الاتحاد الأوروبي بتقديم "آراء واعتبارات إضافية" بينما دعت الولايات المتحدة لإبداء المرونة لحل ثلاث قضايا عالقة.

وأكّدت الولايات المتّحدة أنّ الإيرانيين قدّموا تنازلات في قضايا أساسية تتعلّق ببرنامجهم النووي، لتعزّز بذلك الآمال بإمكانية عودتها قريباً إلى اتّفاق فيينا المبرم في 2015.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طالباً عدم نشر اسمه إنّ إيران وافقت خصوصاً على التخلّي عن مطلبها المتعلّق بعرقلة بعض عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في منشآتها النووية، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.

ولم يوضح المسؤول ما هي عمليات التفتيش التي قدّمت الجمهورية الإسلامية تنازلات بشأنها، علماً بأنّ هذه المسألة تعتبر بالغة الحساسية بالنسبة إلى طهران وواشنطن على حدّ سواء.

 وإذ شدّد المسؤول الكبير في إدارة الرئيس جو بايدن على أنّ إيران "قدّمت تنازلات بشأن قضايا حاسمة"، أكّد أنّ كلّ ما قيل عن تنازلات أميركية جديدة هو "كاذب قطعاً".

وأوضح أنّه "بالإضافة إلى القيود النووية التي سيتعيّن على إيران الالتزام بها، ستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرة من جديد على تنفيذ نظام التفتيش الأكثر شمولاً الذي تمّ التفاوض بشأنه حتى الآن، ما يسمح لها باكتشاف أيّ جهد إيراني لامتلاك سلاح نووي في السرّ".

وأضاف أنّ "الكثير من عمليات المراقبة الدولية ستبقى قائمة لفترة غير محدودة" إذا ما أُبرم الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه حالياً.

وتطالب إيران بأن توقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية كلّ التحقيقات التي باشرتها بشأن مواقع لم تصرّح عنها الجمهورية الإسلامية وعثر فيها مفتّشو الوكالة على آثار يورانيوم مخصّب.

وسبق لإيران أن تخلّت عن مطلب أساسي آخر يتعلّق بإزالة اسم "الحرس الثوري" من القائمة الأمريكية للمنظمات "الإرهابية".

وتهدف المفاوضات التي بدأت قبل 16 شهراً وتوقّفت لبضعة أشهر ثم استؤنفت في مطلع الشهر الجاري إلى إحياء الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى الستّ مع إيران في فيينا في 2015 ثم انسحبت منه الولايات المتّحدة بصورة أحادية في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

ونفى المسؤول الأمريكي أن تكون الولايات المتحدة قدّمت تنازلات لطهران، قائلاً إنّ "إيران هي التي قدّمت تنازلات في قضايا مهمّة".