ثلاثة احتمالات لإنهاء الحرب على أوكرانيا.. هل سيرضخ بوتين أم سيستعين بالنووي؟

أربيل (كوردستان24)- لا أحد يمكنه التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في الحرب الروسية الأوكرانية، التي تقترب من دخولها الشهر  الثامن، تسببت بمقتل وإصابة مئات الجنود والمدنيين، وهروبٍ جماعي للأوكرانيين خارج البلاد.

لكن مهما كانت التوقّعات بشأن كيفية نهاية هذه الحرب التي قسّمت العالم إلى معسكرين اثنين، أحدهما يناصر روسيا والآخر يعاديها، فإن الخروج من المقتلة الأوكرانية لن يمرَّ دون نتائج سلبية على العالم ككل.

إذ يعتقد الكاتب والصحفي الأميركي، توماس فريدمان، أن هذه الحرب يمكن أن تنتهي "بطرقٍ مختلفة بعضها أفضل من بعض وبعضها أسوأ، لكن لن تكون أي نهاية منها سهلة".

ووفقاً لمقالةٍ له نُشِرت في صحيفة (نيويورك تايمز)، يرى فريدمان أن هناك ثلاث نتائج محتملة لنهاية هذه الحرب، "بعضها جديد تماماً، وبعضها مألوف، ولكن جميعها تأتي بآثار جانبية معقدة وغير متوقعة".

انتصارٌ وجنون:

النتيجة الأولى، هي أن "تنتصر أوكرانيا بشكلٍ كامل، وهو ما قد يدفع بوتين للإقدام على عملٍ جنوني، عندما يرى نفسه يواجه بشكلٍ مباشر الإذلال والهزيمة"، وفق وجهة نظر الكاتب.

لكنه عاد وأشار إلى أنه  "لا أحد يتوقع أن يكون الجيش الأوكراني قادر على متابعة المكاسب العسكرية الكبيرة التي حققها خلال الأسبوعين الماضيين"، بحسب ما ترجمه موقع الجزيرة نت من مقالة فريدمان.

"صفقةٌ قذرة":

النتيجة الثانية التي من الممكن أن تُنهي الحرب، هي احتمالية إبرام أوكرانيا صفقةً مع بوتين، وصفها الكاتب بـ "الصفقة القذرة"، تؤمن وقفاً لإطلاق النار، لكنها تخاطر بتقسيم الحلفاء الغربيين وإثارة غضب العديد من الأوكرانيين.

غير أنه (الكاتب) أوضح أنه "لا يستطيع أن يتخيل أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيقبل بوقفٍ لإطلاق النار أو شيء قريب من ذلك، حيث تتمتع قواته حالياً بقدر كبير من الزخم، وقد التزم باستعادة كل شبر من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم".

"صفقةٌ أقل فذارة":

أما الحلّ الثالث لتوقّف الحرب المستعرة بين الطرفين، فيكون بإبرام "صفقةٍ أقل قذارة" بحسب فريدمان، "وتعود فيها الأمور إلى ما قبل غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي".

وإن تحقّقت تلك الصفقة، فإن كييف "ربما تكون على استعداد للتعايش مع ذلك، وربما حتى الشعب الروسي أيضاً"، بحسب وجهة نظر الكاتب الأميركي الذي يعتقد أن مثل هذه الصفقة "قد لا تكون ممكنة ما لم تتم الإطاحة ببوتين أولا".

"إذ لا يمكنه أن يتحمّل مواجهة الحقيقة المترتبة على ذلك والتي لا مراء فيها، وهي أن حربه كانت "عبثية" بكل ما في الكلمة من معنى".

ويبدو أن التباين بين الاحتمالات الثلاثة عميق، لأنه أياً كانت النتيجة، فإن "غالبيتنا سنستمر في التأثّر بهذه الحرب، فحتى لو لم تكن مهتماً بحرب أوكرانيا، لكن حرب أوكرانيا ستهتم بك، بأسعار الطاقة والغذاء، والأهم من ذلك بإنسانيتك"، بحسب فريدمان.