في ذكرى الاستفتاء.. ريبوار طالباني ينتقد "عقبة الأحزاب": الخلافات لن تشكّل دولة

"لو دعمت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وجميع الدول استقلال إقليم كوردستان، فلن تتشكل الدولة الكوردية ما لم تتفق الأحزاب السياسية"
مستشار رئيس حكومة إقليم كوردستان ريبوار طالباني
مستشار رئيس حكومة إقليم كوردستان ريبوار طالباني

أربيل (كوردستان 24)- انتقد مستشار رئيس حكومة إقليم كوردستان ريبوار طالباني اليوم السبت، الأحزاب السياسية بسبب العقبة التي تشكلها أمام استفتاء الاستقلال التاريخي، مشيراً إلى أن الدولة الكوردية لن تتحقق ما لم تنته الخلافات بين القوى السياسية.

ويحيي إقليم كوردستان، يوم غد الأحد 25 أيلول سبتمبر، ذكرى الاستفتاء الذي صوتت لصالحه الأغلبية الساحقة من الكوردستانيين عام 2017.

وقال ريبوار طالباني، وهو مستشار رئيس الحكومة لشؤون المادة 140، إن نتائج استفتاء استقلال إقليم كوردستان "أعظم إنجاز للأمة الكوردية" طيلة السنوات الماضية.

وكان طالباني يتحدث في حلقة نقاشية مع حلول ذكرى استفتاء الاستقلال، وأضاف "لم نندم على دعم إجرائه في كركوك، بل نفتخر بالتصويت لصالح استقلال كوردستان".

وأشار إلى أن الأحزاب السياسية الكوردستانية تمثل أكبر عقبة أمام استثمار استفتاء الاستقلال، مرجعاً السبب إلى عدم اتفاقها على أي قضية ومنشغلة بالتخاصم مع بعضها بعضاً.

وتابع طالباني "لو دعمت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وجميع الدول استقلال إقليم كوردستان، فلن تتشكل الدولة الكوردية ما لم تتفق الأحزاب السياسية".

وقال "لم نحقق الهدف الذي أردناه... وسواء أرادت الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان أم لا، نريد دولة كوردية وسوف نعمل على إنشائها".

وأجرى إقليم كوردستان في 25 أيلول سبتمبر 2017 استفتاءً تاريخياً للاستقلال عن الدولة العراقية، وصوتت الأغلبية الساحقة لصالحه، غير أن بغداد ردت بقوة وأغلقت مطارات الإقليم وشنت هجوماً عسكرياً واسعاً على المناطق المتنازع عليها واتخذت تدابير عقابية أخرى.

ويتطلع الكورد منذ عقود طويلة إلى الاستقلال وقيام دولة مستقلة أسوة بشعوب المنطقة في خطوة من شأنها أن تضع حداً للعديد من الأزمات بعد أن قسمت القوى الاستعمارية الشرق الأوسط لتترك الأراضي الكوردية مقسمة بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.

وبين أربيل وبغداد تاريخ حافل بالخلافات المتراكمة منذ سنوات خاصة تلك المتعلقة بملفات النفط والطاقة والموازنة المالية والأراضي المتنازع عليها بالإضافة إلى ملفات خلافية أخرى.

والكورد هم ثاني أكبر مكون قومي بعد العرب في العراق ويشكلون الغالبية الكاسحة في إقليم كوردستان ومحيطه. وبالرغم من ذلك عانوا لعقود طويلة من التهميش والتنكيل والمذابح.

ويقول المسؤولون الكورد إن السياسات الإقصائية التي تنتهجها بغداد منذ عقود أجبرتهم على اللجوء إلى الاستفتاء، وأكدوا مراراً أنه لا يهدف إلى إعلان فوري عن قيام دولة.

وبسبب الاستفتاء تصاعد التوتر بين أربيل وبغداد بصورة غير مسبوقة، على الرغم من أن كوردستان طالبت مراراً بحل الخلافات مع الحكومة الاتحادية بالحوار الهادئ. وتحسنت العلاقات بين الجانبين في العام التالي بعد أن تدخلت عواصم غربية على الخط.

وتبلور التقارب بين أربيل وبغداد أكثر مع تولي مصطفى الكاظمي منصب رئاسة الوزراء في العراق وقيامه بزيارة إلى إقليم كوردستان.

كان رئيس حكومة إقليم كوردستان قال في مناسبات كثيرة إن الإقليم لن يغلق أبواب المفاوضات والحوارات مع بغداد، وإنه يسعى لحل جذري للمشاكل العالقة بين الجانبين، كما حث الحكومة الاتحادية على الالتزام التام بالدستور بوصفه مفتاحاً لتسوية الخلافات كافة.