الرئيس مسعود بارزاني قائد حكيم.. ويتعين توحيد الأوقاف بوزارة واحدة

عبد اللطيف الهميّم
عبد اللطيف الهميّم
عبد اللطيف الهميّم

أربيل (كوردستان24)- أشاد رئيس ديوان الوقف السني العراقي الأسبق عبد اللطيف الهميّم، بدور الرئيس مسعود بارزاني في العراق، وأشار إلى أن البلاد لا تعدّ "منتجاً" للتطرف بل ثمة دول أخرى تضطلع بذلك، كما شدد على ضرورة توحيد الأوقاف الدينية بوزارة واحدة.

وقال الهميّم في مقابلة مع كوردستان 24، على هامش ملتقى الرافدين الذي عُقد ببغداد، إن العراق يضم "قيادات حكيمة قادرة على إقناع الفاعلين الاجتماعيين، وهم كثيرون وعلى رأسهم الرئيس مسعود بارزاني، وكان الرئيس (الراحل) جلال طالباني يمارس هذا الدور سابقاً".

ولفت إلى وجود "قيادات شيعية وأخرى سنية حكيمة"، وأضاف "هناك لدى السنة رموز قادرون على أن يلعبوا دوراً كبيراً، في إجراء إما عملية جراحية، لاستئصال الورم الخبيث وإعادة العملية السياسية من جديد وإنعاشها مجدداً، أو الذهاب إلى عقدٍ سياسي جديد نتفق فيه على أسس وقواعد تنسجم مع الحفاظ... على خصوصيات جميع المكونات الموجودة في العراق".

ومضى الهميّم قائلاً "هناك فاعلون حقيقيون على مستوى العراق، من بينهم إقليم كوردستان، وأربيل قادرة على أن تلعب دوراً كبيراً، و(زعيم التيار الصدري مقتدى) الصدر و(رئيس ائتلاف دولة القانون نوري) المالكي أيضاً قادران على أن يلعبا دوراً كبيراً".

وعندما سُئل عن دور الوقفين السني والشيعي في العراق، أضاف الهميّم "لم يتحول دور الدواوين إلى مؤسسة، ولم يستطع ديوان الوقف السُّني أن يلعب دوره أو الخروج من تحت عباءة التجاذبات السياسية السنية، ولم يحدث ذلك لدى الوقف الشيعي، لأن المرجعية الدينية في النجف هي التي تلعب الدور السياسي".

وتابع "في حال لم ننجح بتشكيل وزارة الأوقاف، فالأفضل أن تكون هناك وزارة باسم الشؤون الدينية، تتولى شؤون جميع الأديان في العراق، لأننا نحتاج إلى خطاب ديني موحّد يؤمن بالوسطية والاعتدال، يبتعد عن التطرف والتكفير، ويصيغ خطاباً تنويرياً جديداً وتوعوياً".

وبشأن التطرف الديني والتكفير، أشار الهميّم إلى أن "العراق ليس منتجاً للتطرف ولا للإرهاب، بل مستهلك لهما بعد عام 2003"، معتبراً أن "أفغانستان ودولاً دول عربية عديدة منتجة للفكر التكفيري والتطرف، مثل الأردن ومصر وسوريا في مرحلة من المراحل".

وعن الروابط التي تجمع القبال الكوردية والعربية ببعضها بعضاً، قال الهميّم إن "علاقات قوية وجيدة بين العشائر العربية والكوردية، خاصة قبل 2003، لكنها ضعفت ما بعده، ولكن لا أعلم ما هي الأسباب، كانت العلاقات قوية خاصة خلال فترة الستينيات".

وسُئل الهميّم عن القصف الإيراني الذي طال إقليم كوردستان، فقال "عندما لا تمتلك الأدوات، ستصبح مباحة من جانب جميع دول الجوار، وليس فقط من جانب تركيا وإيران... يجب أن تكون هناك دولة مركزية تتمتع بالقوة وقادرة على الردع في أي لحظة".

وأرجع رئيس ديوان الوقف السني الأسبق استمرار انتهاك سيادة العراق إلى "ضعف النظام السياسي الحالي الذي فيه الكثير من الاختلالات الهيكلية والبنيوية، وبالتالي المجتمع تمزق ولا توجد سلطة قوية حاكمة قادرة على تطبيق القانون وأن تصنع قرارها في بغداد".

وعبّر الهميّم عن اعتقاد بأن الاحتجاجات على عمليات القصف أو دعوة سفراء الدول المعتدية لن يجدي نفعاً، ودعا إلى "إعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة في أوقات ضعف الدولة العراقية، مثل الاتفاق المبرم مع تركيا، والاتفاقيات مع إيران حتى لو لم تكن مكتوبة".

واستطرد قائلاً "لدينا مشكلة التاريخ والجغرافيا مع أنقرة وطهران، ولمعالجة الموقف، باعتقادي يجب أن نذهب للجلوس على طاولة ونتفق على مصالح مشتركة بين بغداد وطهران وأنقرة".

وقال الهميّم "العراق وحيد، ولن ينفعه لا العرب ولا العجم ولا الفرنجة، لأن معظمهم لا يريدون أن يكون العراق قوياً، لأنه عندما يكون قوياً يكون هو القاطرة في المنطقة، وبالتالي هناك من لا يريد أن يكون العراق قاطرة المنطقة، وهناك من يظهر أنه يتمنى ذلك، لكن من تحت الطاولة يضمر شيئاً آخر".

وإزاء خلط الدين بالسياسة، قال الهميّم "عندما تتدين السياسة أو يسيّس التدين، يفشل الاثنان معاً، وفي العراق كلاهما موجودان، فالسياسة إذا تديّنت، تشبه كالمرأة التي تحتشم في جزئها العلوي من جسدها، وتكشف عن الجزء السفلي، وعندما يسيّس التدين، فسيكون كالمرأة العارية في جزئها العلوي، ومحتشمة في جزئها السفلي".

وأبدى الهميّم دعمه للاحتجاجات السلمية، وقال إن المستقبل "يحمل في طياته أملاً بحدوث تغيير"، وأعرب عن تمنياته بأن يكون هذا التغيير بعيداً عن العنف.

وقال "لو كان هذا التغيير بالاعتماد على الأدوات العنفية، سنذهب إلى المجهول كلنا، كورد عرب شيعة سنة تركمان، كلنا سنذهب إلى المجهول".