نيجيرفان بارزاني يدعو الحزبيين الكورديين لإبرام اتفاق استراتيجي جديد

الاتفاق الاستراتيجي بين الذي وقّعه الرئيس مام جلال والرئيس مسعود بارزاني حقق العديد من المنجزات لشعب كوردستان
رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني

أربيل (كوردستان 24)- دعا رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني اليوم الاثنين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني إلى إبرام اتفاق استراتيجي جديد يسهم في إكمال مسيرة إقليم كوردستان في التنمية والتسامح والوحدة والقوة.

وأضاف نيجيرفان بارزاني في كلمة له بمناسبة ذكرى رحيل رئيس الجمهورية الأسبق جلال طالباني "لقد تعرفتُ إلى مام جلال في أيام بناء السلام والتلاحم، ولهذا فإنه يعتبر بالنسبة لي قائداً وذكرى لحفظ السلام والعمل الجماعي، أكثر من أي شيء آخر".

وأشار إلى أنه "في اليوم الثامن من نوفمبر 1986، وقّع الراحلان مام جلال ووالدي على اتفاقية السلام بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، في ذلك اليوم رافقت والدي إلى ذلك الاجتماع، وكان يوماً تاريخياً مميزاً لشعب كوردستان".

وتابع نيجيرفان بارزاني "في ذلك اليوم، التقيت مام جلال للمرة الأولى، ولحين مرضه ثم وفاته، كان يربطنا احترام وعلاقة طيبة دائمان. عادت روح هذا الكبير إلى خالقها، ولكن احترام وحب مام جلال يبقيان معي دائماً".

وقال إن "الاتفاقية التي أبرمت في 1986، والتي عرفت فيما بعد بالمصالحة الشاملة، حيث أن كل الأحزاب الكوردستانية العراقية تصالحت بعدها، وانتهى الاقتتال الداخلي وتشكلت الجبهة الكوردستانية".

وأضاف قائلاً "وبفضل الجبهة الكوردستانية، تحملت الحركة التحررية الكوردستانية وشعب كوردستان جريمتي القصف الكيمياوي والأنفال، وبفضل الجبهة الكوردستانية أيضاً انتصرت الانتفاضة وأجريت للمرة الأولى انتخابات حرة في كوردستان، وتأسس البرلمان وحكومة إقليم كوردستان".

ولفت إلى أنه "وبعد اندلاع الاقتتال الداخلي مجدداً في سنة 1994، كانت إرادة مام جلال للسلام وإيمان سيادة الرئيس بارزاني بالسلام، السبب في توقيعهما عام 1998 على اتفاقية السلام في واشنطن ليسجلا مرحلة جديدة من السلام حافلة بالمكاسب الدستورية والسياسية لشعب كوردستان".

وأردف قائلاً "تحققت مكاسب كثيرة لشعب كوردستان، وكلها بفضل عمل الرئيس مام جلال والرئيس بارزاني معاً. مام جلال كان يفعل كل شيء ليسعد كاك مسعود، وكاك مسعود لم يكن يرفض لمام جلال طلباً، حتى أن الرئيس بارزاني، ومن أجل بقاء منصب رئيس الجمهورية داخل إطار القرار الكوردستاني وفي يد مام جلال، لم يذعن لضغوط الرئيس الأمريكي والضغوط الإقليمية سنة 2010 ولم يتوقف حتى أصبح مام جلال رئيساً للجمهورية مرة أخرى".

وبيّن أن "هذا الوئام، أثمر عن سنوات طويلة من الاستقرار والنجاح لشعب كوردستان، لهذا تستحق هذه السنوات أن تسمى بالسنوات الذهبية، ففي تلك السنوات وفي ظل الوئام ووحدة الصف، شهد كوردستان انتعاشاً متعدد الجوانب واستقراراً وتقدماً وعمراناً ورخاء أصبح موضع ارتياح واعتزاز كل الكوردستانيين".

وقال نيجيرفان بارزاني إن "كان مام جلال حريصاً جداً على التآخي والوئام، وخاصة الوئام بين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، وقد سمعت منه شخصيا في مناسبات عدة قائلا: لو عادت بي الأيام إلى الوراء لما سمحت بأي شكل أن يقع خلاف بيني وبين البارزاني الخالد. وبعد ذلك عبر عن مشاعره تلك في الإعلام أيضاً. كان مام جلال يقول بكل حزم بأنه قرر من جانب واحد ألا يكون جزءاً من الخلاف والحرب الأهلية، مهما كانت التضحية والثمن".

ونوّه إلى أن "الوئام بين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني وتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية بينهما على يد مام جلال والرئيس مسعود بارزاني، حقق الكثير من المكاسب لشعب كوردستان، وخلق ظروفاً جيدة للغاية لتنامي السلام والديمقراطية في كوردستان".

وعبّر نيجيرفان بارزاني عن أسفه من أن "بعض الأشخاص والأطراف كانوا يقولون في أيام وجود الاتفاقية الاستراتيجية: إنها تقوض الديمقراطية. لكن لو قارنوا بين الأوضاع التي ظهرت بعد ظهور الخلاف بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، مع تلك الفترة، لوجدوا أن تقييمهم كان خاطئاً. فبعد الاتفاقية الاستراتيجية أجري أكبر عدد من الانتخابات العامة والمحلية، وأكثر عدد من الانتخابات في داخل المنظمات المهنية والنقابات".

وأشار إلى أنه "بعد الاتفاقية الاستراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، تشكلت الأرضية المواتية لترسيخ ونمو مؤسسات الدولة والحكومة والمحاكم. ونشأت أرضية ظهور ونمو المعارضة في إقليم كوردستان. كانت حرية الإعلام أوسع، وتقلصت حدود الإدارتين، وتهيأت الأرضية لإعادة تنظيم القوات الداخلية واتسعت دائرة التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وهذه كلها، كانت تعزز الجبهة الداخلية، وتجعل من قوة كوردستان أكثر تأثيراً في العراق والمنطقة. وكان احترام ودعم العالم لشعب كوردستان وحقوقه يتزايدان يوما بعد يوم".

وزاد "المنتقدون للاتفاقية الاستراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني كانوا يجهلون أن الاتفاقية هذه ضرورية جداً لهذه المرحلة في إقليم كوردستان، لم يكونوا يعرفون أنه لولا الاتفاقية الاستراتيجية، ستسوء أوضاع كوردستان وتتفرق قواها ويقلل تأثيرها".

وقال نيجيرفان بارزاني إن "الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، بصفتهما القوتين الرئيسيتين في إقليم كوردستان والعراق، يحتاجان الآن من جديد إلى اتفاقية مشتركة تتفق مع هذه المرحلة. فالاتفاق بين الديمقراطي والاتحاد ووحدة الصف والتلاحم بين كل أطراف ومكونات كوردستان ضروري للغاية للحيلولة دون المزيد من الضعف في القرار والإرادة السياسيين لشعب كوردستان".

"علينا ألّا نأخذ بأي معيار غير تعزيز مكانة إقليم كوردستان مجدداً، لأن قوتنا جميعاً رهن بقوة ومكانة إقليم كوردستان. قوتنا تكمن في وحدتنا. الذين يستطيعون إعادة القوة لإقليم كوردستان، هم الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني قبل غيرهم وتلاحم ووحدة صف كل الأطراف".

وأكد أن "مام جلال منح القوة والعظمة لمنصب رئيس الجمهورية، لأنه كان قد أصبح سبباً في الوئام بين كل القوى العراقية، ومدافعاً جيداً عن الكورد والشيعة والسنة وكل المكونات الأخرى. كان مقر مام جلال في بغداد مكاناً للتهدئة وإنهاء الخلافات، ومع غياب مام جلال عن بغداد، غاب عمود كبير من أعمدة التوافق وغاب مركز رئيس للحوار السياسي، بحيث أن الناس والقوى العراقية لا تزال تشعر بذلك".