خبراء : "الوضع المالي في العراق ممتاز واحتياطيات البنك المركزي اقتربت من 100 مليار دولار"

.
.

تقرير..

 

أربيل (كوردستان 24 ) - أكد جهاز الأمن الوطني، الخميس، القبض على تجار وأصحاب شركات بتهمة التلاعب والمضاربة وتهريب العملة للخارج، بعد جهد استخباري تعقب هؤلاء، فيما ألقت وكالة وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية القبض على أربعة متهمين قاموا بتحويلات مالية غير رسمية وعثر بحوزتهم على 278 ألف دولار أميركي وأكثر من 660 مليون دينار عراقي في بغداد وصلاح الدين ونينوى.

في الأثناء، كشف مصدر أمني رفيع لوكالة الأنباء العراقية (واع)،  أمس الجمعة، عن تمكن جهاز المخابرات الوطني وبالتعاون مع مديرية الجريمة المنظمة في وزارة الداخلية من ضبط مبلغ يزيد عن مليون دولار حاولت جماعات الجريمة المنظمة تهريبه.

وتأكيداً على أن الحملة ضد المتلاعبين والمهربين للعملة الأجنبية مستمرة حتى تحقيق أهدافها كاملةً، شدد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، هشام الركابي، الجمعة، في تغريدة له على منصة "تويتر" تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، بأن "معركة الحكومة ضد المضاربين وتجار العملة الصعبة تحظى بدعم سياسي داخلي وخارجي"، مؤكداً، أن "حسمها سيكون قريباً".

وأضاف، أن "عملية ضبط التعاملات التجارية وفق السياقات العالمية مستمرة، واقتصاد العراق لن يحدده سماسرة الدكاكين ومضاربو الشارع بل الدولة فقط"، مشيراً إلى، أن "الدينار يواجه الاحتكار".

وبموازاة ذلك وتدعيماً للجهد الحكومي، وجه مجلس القضاء الأعلى، الجمعة، باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يرتكب ضررا بالاقتصاد الوطني سواء من تجار العملة الأجنبية أو المحتكرين للبضائع والسلع الغذائية والسلع الضرورية التي يحتاجها المواطنون.

وعلى صعيد المؤسسات المالية والمصرفية، واصلت المصارف الحكومية والأهلية عبر المنافذ في الساعات الماضية بيع الدولار لأغراض السفر للسياحة أوالدراسة أوالعلاج للمواطنين وبسعر 1470 دينار، فيما جدد اتحاد الغرف التجارية، الجمعة، التزامه بسعر الصرف الرسمي، مؤكداً عدم وجود بيع خارج المنصة الإلكترونية.

وقال رئيس الاتحاد عبد الرزاق الزهيري لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الاتحاد ملتزم بسعر الصرف، ودعا جميع التجار بالتوجه إلى المنصة الإلكترونية"، مؤكداً، أن "التعامل مع المنصة سهل وبسيط وهو موضوع حتمي ونهائي، ولا يوجد بيع خارج المنصة".

وتابع، أنه "في حال امتلك التاجر شركة فإن بالإمكان التعامل مع المنصة، أما في حال عدم امتلاكه لشركة فإن غرفة التجارة تكفل له الشراء عبر المنصة ولغاية مئة ألف دولار".

ويأتي هذا التصريح، في ظل الدعوة المستمرة من البنك المركزي للتجار وأصحاب الشركات باعتماد المنصات الرسمية لشراء الدولار وعدم اللجوء للمضاربين الذين يحتكرونه لرفع سعره وجعل قيمته أعلى من سعره الرسمي.

وعقد محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق یوم أمس الجمعة اجتماعاً في مدينة اسطنبول التركية مع مساعد وزارة الخزانة الأميركية براين نيلسون  للتداول في الملف المالي.

وقال بيان صادر عن البنك المركزي إن "اللقاء بحث آفاق التعاون والتنسيق بين الجانبين بما يسهم في تحقيق استقرار سعر الصرف في العراق والآليات المرتبطة بذلك".

وأضاف، أن "وزارة الخزانة الأمريكية أكدت دعمها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في العراق في إشارة الى تعزيز ما تم بحثه بين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الأمريكي جوبايدن في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما يوم أمس الخميس في التأكيد على أهمية استقرار العراق للمنطقة".

وتابع أن "وزارة الخزانة الأمريكية أبدت استعدادها للمرونة اللازمة لتحقيق الأهداف المشتركة"، مبينا أنه "جرى الاتفاق على مواصلة التنسيق والتعاون خلال الاجتماعات المزمع عقدها في العاصمة واشنطن قبل منتصف الشهر الجاري".

وفي الساعات الماضية، تلقى رئيس الوزراء اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي جو بايدن، رحب فيه الأخير بالزيارة المرتقبة للوفد العراقي الحكومي عالي المستوى إلى واشنطن الأسبوع المقبل والذي سيناقش بحسب وزارة الخارجية ملفات مالية ومصرفية لها صلة بموضوع ارتفاع سعر الدولار في العراق.

وأكد بايدن خلال الاتصال دعم سياسات الحكومة العراقية الاقتصادية.

ويقول الخبير الاقتصادي أحمد صدام لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الاتصال يؤشر بوادر إيجابية داعمة لإجراءات الحكومة الاقتصادية مع إجراءات مضاعفة من الجهازين المصرفي والأمني في العراق".

وأوضح، أن "البنك المركزي زاد من منافذ بيع الدولار وسمح لما يقارب الـ 30 مصرفاً ببيعه والأمر يتطلب كذلك من الأجهزة الامنية وخاصة في وزارة الداخلية تعزيز الجهد الاستخباري والقبض على مزيد من المتلاعبين بالأسعار والمهربين للعملة الأجنبية لأنهم العامل الأساسي الذي رفع سعر الصرف في السوق".

وتابع، أن "فرض رقابة مشددة من البنك المركزي والقضاء العراقي والأجهزة الأمنية على مكاتب الصيرفة من شأنه وقف المضاربة بالأسعار والتي تضر بالسياسة النقدية وتسمح برفع قيمة الدولار على نحو غير واقعي وحقيقي وكذلك نحن بحاجة اليوم إلى تمكين الجهاز المصرفي الحكومي من الاستحواذ على سوق بيع العملة الأجنبية لبيعه بشكل مباشر ومنع المضاربة فيه مع وجوب تنظيم ملف التجارة الخارجية بطلبات حقيقية توقف تهريب الدولار"، حسب رأيه.

وأضاف، أن "ذلك من شأنه أن يقلل من مستوى الطلب على الدولار في السوق الموازية ويجبر أصحاب مكاتب الصرافة على بيع الدولار بالسعر الرسمي".

بدوره، يؤكد الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الوضع المالي في العراق ممتاز واحتياطيات البنك المركزي اقتربت من 100 مليار دولار ولا توجد أزمة في توفيره والارتفاع مفتعل من قبل المضاربين والمهربين وسعر الصرف في السوق سيعود ليكون موازيا للرسمي قريباً، لأن وضع العراق المالي آمن".

وتابع، أن "الإجراءات التي تقوم بها الحكومة والبنك المركزي تطمينية للسوق وللمواطنين وتؤكد أن الدينار العراقي قوي، ومبيعات البنك عبر المنصة الرسمية تأتي في إطار عملية إصلاح مالي تضمن شرعية طلبات شراء الدولار للتجارة الداخلية، لأنها تكشف عن المستفيد الأول وهو المشتري والمستفيد الثاني وهو الجهة التي سيتم تحويل الدولار إليها وهذا الأمر تحرك في الاتجاه الصحيح".

وأكد أنه "بموازاة ذلك فإن الحكومة ولمنع تأثيرات ارتفاع سعر الصرف، وفرت كميات كبيرة من المواد الغذائية بأسعار مدعومة وكذلك زادت حصة المواطنين من السلة الغذائية وكذلك سمحت باستيراد المواد الغذائية لمنع حصول شحة فيها، وهذا كله نجح بكبح جماح ارتفاع سعر الدولار الذي نجده مؤقتا وتراجعه سيكون قريباً".