الجيش الاوكراني يرفض التخلي عن مواقعه في باخموت

أربيل (كوردستان24)- أعلن الجيش الأوكراني الاثنين عزمه على "تعزيز" مواقعه في باخموت حيث تحتدم المعارك شرق البلاد، نافيا التكهنات بشأن انسحاب امام القوات الروسية التي تحاول منذ تسعة اشهر محاصرة هذه المدينة الرمز.

على العكس اكد مسؤولون أوكرانيون أن الدفاع عن باخموت شكل "نجاحًا استراتيجيًا" من خلال تعبئة وإضعاف القوات الهجومية الروسية التي تكبدت خسائر فادحة دون أن تحقق اي مكسب حاسم.

وبعيدا عن الانكفاء في حين تنتشر منذ أسبوع شائعات عن انسحاب، اعرب قادة القوات المسلحة الأوكرانية "عن تأييدهم لمواصلة العملية الدفاعية وتعزيز مواقعنا في باخموت" خلال اجتماع الاثنين مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بحسب الرئاسة الأوكرانية.

أصبحت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفا قبل الحرب، رمزا للقتال بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبدها كلا الجانبين.

تقدمت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة في شمال وجنوب المدينة، وقطعت ثلاثة من طرق الإمداد الأربعة للقوات الأوكرانية، ولم يتبق سوى منفذ واحد هو الطريق المؤدي إلى الغرب باتجاه تشاسيف.

 

- "شبه محاصرين" -

بالقرب من تشاسيف يار، يروي جندي اوكراني بدا متعبا، جالسا في آليته القتالية BMP-2 لوكالة فرانس برس إنه أمضى شهرا في باخموت وعليه تصليح دبابته.

وقال الجندي الذي طلب عدم ذكر اسمه "باخموت ستسقط. اصبحنا شبه محاصرين. تنسحب الوحدات تدريجيا ضمن مجموعات صغيرة".

واضاف أن السبيل الوحيد لمغادرة باخموت هو عبر مسارات ترابية، وفي حال علقت المدرعات فيها "ستصبح هدفا لنيران المدفعية الروسية".

على الرغم من التهديد بمحاصرة المدينة وأهميتها الاستراتيجية المحدودة، يواصل الأوكرانيون الدفاع بشراسة عن باخموت التي زارها الرئيس زيلينسكي في كانون الاول/ديسمبر وتعهد بالصمود "لأطول فترة ممكنة".

بينما يشكك بعض المحللين في جدوى تمسك الأوكرانيين بهذه المدينة المدمرة، قال معهد الأبحاث الأميركي لدراسة الحرب في مذكرة إن الدفاع عن باخموت لا يزال "منطقيا من الناحية الاستراتيجية" لأن هذه العملية "تواصل استنفاد القوات والمعدات الروسية".

ولم يدل ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية بأي شيء آخر مساء الاثنين وصرح لفرانس برس ان "هناك إجماعا بين العسكريين حول ضرورة الاستمرار في الدفاع عن المدينة واستنزاف قوات العدو مع بناء خطوط دفاع جديدة بالتوازي في حال تغير الوضع الميداني".

 

- "التحضير لهجوم مضاد" -

وعلى حد قوله فإن "الدفاع عن باخموت حقق أهدافه" من خلال استنزاف القوات الروسية لإعطاء الوقت للجيش الأوكراني لتدريب "آلاف الجنود للتحضير لهجوم مضاد".

وبهذا المعنى مهما حصل، فإن الدفاع عن باخموت "سيشكل نجاحًا استراتيجيًا كبيرًا" بحسب بودولياك.

وذهب مسؤول أوكراني طلب عدم الكشف عن هويته أبعد من ذلك قائلا "بالنظر إلى المواقع الحالية لمدافعينا قرب باخموت من المستحيل محاصرة المدينة".

في الجانب الروسي قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر المسلحة التي هي في الخطوط الامامية للجبهة في هذه المعركة في رسالة عبر الفيديو "الجيش الأوكراني سيحارب من أجل (باخموت) حتى النهاية".

الشهر الماضي، ضاعف بريغوجين الانتقادات الشديدة للقيادة الروسية.

زار وزير الدفاع الروسي مدينة ماريوبول التي دمرها حصار نفذه جيشه الربيع الماضي وتفقد بحسب الجيش الروسي أعمال إعادة إعمار هذه المدينة الساحلية.

وفي زيارته الثالثة هذه إلى منطقة النزاع، تفقد سيرغي شويغو في ماريوبول مركزاً طبياً ومركزاً للإغاثة وحيًّا سكنيًّا جديداً يضم اثني عشر مبنى.

قدمت الحكومة الروسية خطة الصيف الماضي لإعادة بناء ماريوبول على ثلاث سنوات، وهو هدف يبدو طموحًا بالنظر إلى حجم الدمار.

ليل الأحد الاثنين قال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 13 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من اصل 15 طائرة أطلقتها روسيا. ولم تبلغ عن خسائر بشرية أو أضرار مادية.

الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا عن عدة هجمات بمسيرات أوكرانية على أراضيها وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها. كما نددت بتوغل "مخربين" اوكرانيين الى منطقة بريانسك المتاخمة لأوكرانيا.

أخيرًا، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين إلى إجراء تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بعد بث مقطع فيديو من المفترض أن يُظهر أسير حرب أوكراني أعدمه جنود روس بعد أن هتف "المجد لأوكرانيا!".

المصدر: AFP