الشمري لـ كوردستان 24: سانت ليغو سيفجّر أزمةً سياسية في العراق
أربيل (كوردستان 24)- قال رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، الدكتور إحسان الشمري، إن إقرار قانون سانت ليغو واعتماده في الانتخابات المقبلة "سيفجّر أزمةً سياسية في البلاد".
الشمري أكّد خلال اتصالٍ هاتفي مع كوردستان 24، أن العراق سيكون أمام "فرض واقعٍ سياسي بعيدٍ عن رغبة الشارع وبعيد عن رغبة الأطراف الفاعلة داخل البلاد".
وأقرّ البرلمان العراقي في جلسته الاثنين الفائت، تعديلاً لقانون الانتخابات البرلمانية، يشكّل عودةً إلى القانون الذي كان متبعاً قبل تظاهرات أكتوبر 2019، مثيراً بذلك غضب الأحزاب المستقلة والصغيرة التي ترى أنه يخدم مصالح الأحزاب الكبيرة.
وشهدت الجلسة التي حضرها 218 نائباً، فوضى وطرد الكثير من النواب المستقلين من القاعة بعدما أعربوا عن مناهضتهم للقانون، بحسب مقاطع فيديو صورها النواب.
في غضون ذلك، أوضح رئيس مركز التفكير السياسي، أن هذا القانون "صحيح أنه يكرس هيمنة الأحزاب التقليدية، لكن في الوقت ذاته يفجر أزمة بكل المستويات، والتي تكمن في أن القوى التقليدية تريد أن تهيمن على المشهد والقرار السياسي، وتمنع وتحجّم المشاركة السياسية لمستقلين وأيضاً لقوى سياسية جديدة".
ويعدّ إقرار سانت ليغو، عودةً إلى قانون عام 2018 الذي كانت ترفضه الحركة الاحتجاجية التي شهدتها البلاد خريف 2019. حينها نجح المحتجون في تحقيق مطلب قانون انتخابات جديد سمح بفوز مرشحين مستقلين في انتخابات 2021 بنحو 70 مقعداً من أصل 329.
وقال الأكاديمي العراقي في حديثه لـ كوردستان 24: "قد يدفع إقرار هذا القانون باتجاه التظاهرات أو حتى قيام احتجاجات أو ردّ فعل قد لا يقتصر على التظاهرات بقدر ما يكون في إطار المقاطعة السياسية للانتخابات" المتوقّعة إجراؤها في تشرين الثاني نوفمبر القادم على أساس القانون المعدّل.
ويملك الإطار التنسيقي الغالبية في البرلمان، وهو تحالف أحزاب شيعية مقربة بغالبيتها من إيران وتدعم رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.
ويؤكّد الشمري أن اعتماد سانت ليغو "سيعمّق من الفجوة والخلاف ويرسخها بشكلٍ كامل بين التيار الصدري من جهة وقوى الإطار التنسيقي من جهة أخرى".
ويجعل قانون الانتخابات المعدّل الجديد من كلّ محافظة دائرة انتخابية واحدة أي 19 دائرة بعد جعل حلبجة محافظة، ملغياً بذلك الـ83 دائرة التي اعتمدت في الانتخابات الأخيرة.
ويعتقد رئيس مركز التفكير السياسي أن العودة إلى نظام الانتخابات الذي يعرف اصطلاحاً باسم سانت ليغو "تمثل انتكاسة كبيرة وعودة لمساحة من الفشل والفساد والمحاصصة"، قائلاً: "يبدو أننا سنكون أمام انغلاقٍ سياسي".
- يمكنك الاطلاع: دعوات شعبية في العراق للاحتجاج ضد قانون الانتخابات الجديد
وطبَّق العراق نظام سانت ليغو لأول مرة عام 2013 خلال انتخابات مجالس المحافظات، ثم عام 2014 في الانتخابات البرلمانية.
وفي العاشر من اكتوبر تشرين الأول من عام 2021، تم تعليق عمليات فرز الأصوات باستخدام نظام سانت ليغو.