أبرزها الفساد وأمن البلاد.. السوداني يفتح عدة ملفات في لقاءٍ تلفزيوني

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني

أربيل (كوردستان 24)- أوضح رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أن التحدي الذي يواجه الدولة الآن هو الفساد، وعملية مكافحته "ليست صعبة، ولم تتوفّر الإرادة في المراحل السابقة لمكافحته".

السوداني وخلال تصريحٍ لقناة الجزيرة، أكّد أن القسم الأكبر من فساد إيرادات الجمارك والمنافذ الحدودية "متورّط فيه موظفون"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "عدم وجود حزب يجبي لنفسه الأموال".

وقال رئيس الحكومة، نقلاً عما أورده مكتبه الإعلامي، "القضاء يتحدث عن شبكة من كبار المسؤولين في الحكومة السابقة ساهمت في التغطية وتقديم التسهيلات لشبكة من السرّاق استولت على أموال الأمانات الضريبية فيما يعرف بسرقة القرن".

موضحاً أن "هذه القضية تحديداً إذا لم يجرِ فيها محاسبة واسترداد للمال العام، فأيّ حديث عن مكافحة الفساد يعد عبثاً".

وأضاف: "النظام الحالي استلم بعد عام 2003 بلداً محطماً، الخدمات الأساسية صفر في المحافظات، وقد تحقق الكثير خلال 20 عاماً، لكنه لايوازي الحاجة الفعلية لبلد يمتاز بالنمو السكاني، ويعتمد على النفط".

وتابع: "وضعنا موازنة لثلاث سنوات، وميزتها أنها تعطي ثباتاً واستقراراً مالياً، وتمنع المساومات، وتعطي رسالة للقطاع الخاص بإمكانية العمل والاستثمار."

وقف الهدر والاستفادة من ثروات العراق:

في سياقٍ متصل، قال السوداني: "لا يمكن أن أبقى متفرجاً على الغاز المصاحب وهو يحرق، بينما يستورد العراق الغاز بقيمة 8 تريليون دينار سنوياً، لذلك يجب إيقاف الهدر".

مؤكداً أنه "لا بد أن يكون لدينا برنامج للإصلاح الاقتصادي، وبدايته تفعيل القطاعات المختلفة".

ومضى قائلاً: "يجب الاستفادة مما لدينا من ثروات طبيعية، فالعراق بلد زراعي وصناعي ولديه المقومات لتنويع مصادر الدخل".

منوّهاً إلى أن "الإصلاح يجب أن يقوم على رؤية وفلسفة جديدة، تنظر إلى القطاع الخاص بأنه يمكن له أن يقود الإصلاح".

الأحزاب الإيرانية المعارضة:

إلى ذلك، أكّد رئيس الحكومة أن "الأحزاب الإيرانية المعارضة موجودة في العراق بصفة لاجئين منذ سنوات، أما وجودهم كمسلحين ومعسكرات وتدريب، ودخول إلى الأراضي الإيرانية والقيام بأعمال مسلحة، فهذا مرفوض بنص الدستور".

لافتاً في الوقت ذاته، إلى أنه "لا أحد يزايد على مسألة استقلال قرارنا الوطني أبداً، ولن يكون العراق في يوم ما تابعاً لأحد، لا للشرق ولا للغرب".

واعتبر أن "الاعتداء على اي دولة أمر مرفوض، ولا نسمح باستخدام الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار، وهذا التزام دستوري وأخلاقي، وهو أمر محسوم بالنسبة لنا."

وقال: "العراق اليوم متعافٍ ومتصالح مع نفسه، وحقق نصراً على الإرهاب، وكل أبناء الشعب العراقي وقفوا في خندق واحد".

وأضاف: "رؤية المشهد أمامي واضحة بسلبياتها وإيجابياتها، ولذلك فإن أولويات هذه الحكومة تأخذ بهذه الخلفية. وهي تمثل تطلعات وآمال المواطنين".

العلاقة مع تركيا:

أما فيما يتعلق بالعلاقة مع تركيا، قال السوداني: "يجمعنا مع الجارة تركيا الكثير من المشتركات والمصالح".

وأضاف: "توجد مشاكل تتعلق بالأمن والمياه، لكن ما موجود من فرص أكبر من هذه المشاكل، ومتوجهون نحو تركيا لإقامة شراكة اقتصادية وهناك مشاريع استراتيجية سترى النور قريبا تعزز من هذه العلاقة".

مُشيراً إلى وجود جهودٍ تركيّة "لتأمين الحصص المائية للعراق، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى إدارة مثلى لإدارة المياه في ظل التطور الحاصل باستخدام التقانات الحديثة."

وتابع: "هناك لجان مشتركة مع تركيا وإيران تعمل للوصول إلى اتفاق ينظم العلاقة وكيفية السيطرة على الحدود".

وقال: "قواتنا الأمنية على درجة من الجهوزية والإمكانية لتوفير الأمن في كل أرجاء العراق، ونحن لا نحتاج إلى قوات قتالية وتواجد أجنبي، بل إلى علاقات أمنية وتعاون على مستوى التدريب وتبادل المعلومات، ونحاول تنظيم ذلك بصيغة التعاون الثنائي".