الاكاديمي إدموند غريب: على الكورد توسيع علاقتهم مع امريكا في الجوانب الثقافية والاقتصادية والصناعية لحماية كيانهم

أربيل (كوردستان24)- إقليم كوردستان ككيان دستوري في جمهورية العراق الاتحادي، رغم العوائق والتهديدات والتحديات الداخلية والخارجية، لكنه تمكن من المواصلة والاستمرار, خلال 32 عاماً من وجوده.

التجربة الادارية لاقليم كوردستان ككيان، كان عنوان هذه الحلقة من برنامج "ما فوق الخلافات، له‌سه‌رووی ناكۆكییه‌كان" الذي يعرض على شاشة كوردستان24، من تقديم الكاتب والصحفي ومدير عام مؤسسة كوردستان24 أحمد الزاويتي، واستضاف في هذه الحلقة الكاتب والمفكر العربي الامريكي إدموند غريب.

يتابع إدموند غريب القضية الكوردية منذ أوائل السبعينيات، وأعد عدة دراسات أكاديمية حول القضية الكوردية، والتقى بالزعيم الراحل الملا مصطفى بارزاني، وفي هذه الحلقة أبدى رأيه حول الزعيم ملا مصطفى بارزاني وصلاح الدين الايوبي، واصفاً إياهم بأنهما أعظم قائدين في التأريخ الكوردي والمنطقة.

وقال إدموند غريب بخصوص دعم المجتمع الدولي في تشكيل الكيان السياسي في إقليم كوردستان "ان دعم المجتمع الدولي لتشكيل الكيان كان ضرورياً ومهماً، لكن الدعم الداخلي أهم بكثير، لذلك من المهم جداً مواصلة الحوار بين الاطراف الكوردستانية من أجل تجنب الصراع والتركيز على الحلول من خلال الحوار والمفاوضات".

وأضاف غريب " هناك فرص جيدة بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان"، موضحاً "ان الفرص موجودة في الخطابات التي ألقاها القادة خلال افتتاح صرح البارزاني الوطني، بشكل ما كان هناك نوع من الانفتاح الايجابي خلال خطاباتهم التي القاها كل من الرئيس بارزاني ورئيس جمهورية العراق عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني"، مشدداً على "ان حل القضايا داخلياً هو الافضل قبل التدخل الخارجي، لان الدول الاخرى تصنع مصالحها الخاصة أولاً".

وأوضح إدموند غريب أنه "يجب توسيع الحوار الداخلي وإقامة تفاهم جاد بين جميع الاطراف"، مضيفاً أنه في الوقت ذاته "لا ينبغي نسيان تعزيز وتعميق العلاقات مع العالم الخارجي، ويمكن للجميع الاستفادة من المصالح المشتركة، ومن ناحية أخرى لا يمكننا أن ننسى حقيقة أن دول الجوار تعتبر القضية الكوردية تهديداً لها".

وفيما يتعلق بالصراعات بين الولايات المتحدة والصين و كذلك الصراع الروسي والاوكراني، بالاضافة الى النزاعات الاقليمية والدولية الاخرى في المستقبل، هل ستكون تلك الصراعات تهديداً على كيان اقليم كوردستان؟، وكيف تستطيع كوردستان حماية هذا الكيان"، قال المفكر العربي الامريكي إدموند غريب "حقيقة، أن العالم ينقسم بشكل مختلف، الطريقة غير واضحة ولكن من المؤكد أن روسيا عادت الى الساحة وتلعب دورها الدولي، وفي الوقت نفسه الصين أصبحت قوة اقتصادية عالمية، وحتى الولايات المتحدة تدرك أن روسيا عسكرياً والصين اقتصادياً يجب قراءتهما بعناية أكبر، لدرجة ان الصين توسطت بين السعودية وايران، التي أعادت بدورها سوريا الى جامعة الدول العربية، لذك تتضح أهمية الحوار والمفاوضات والمصالح المتوازنة، وأجواء هذه الاوضاع في المستقبل ستكون في مصلحة جميع دول المنطقة.

وأشار الاكاديمي إدموند غريب الى أنه "سيكون التركيز في الحاضر وفي المستقبل على الحرية والتواصل والمصالح والانفتاح، وفي هذا السياق يحتاج الجميع الى التعاون وحماية المصالح المشتركة، لذلك في المستقبل قد يكون هناك احتمال أن يتم اخبار الولايات المتحدة أنه اذا لم تساعدني فاصبح حليفاً للصين أو روسيا أو أي دولة أخرى".

وحول رأيه وتقييمه للدبلوماسية الكوردية في الوقت الحاضر، قال إدموند غريب " هناك المزيد من الجهود لتعزيز العلاقات على المستويات المحلية والاقليمية والدولية"، وأضاف "مثلما هو معروف بعض المرات سواء كان إقليم كوردستان أو أطراف دولية يتعاملون مع بعضهم حسب مصالحهم الخاصة، فعلى سبيل المثال يعتقد بعض الامريكيين ان الكورد لديهم تضامن وعلاقات ودية مع الولايات المتحدة، والبعض الاخر يتساءلون ماذا قدم الكورد للولايات المتحدة والامريكيين؟.

وفي جانب آخر من حديثه قال الدكتور إدموند غريب "عندما يتعلق الامر ببغداد وأربيل، أي الحوار والمفاوضات والتفاهم المستمر للقضايا والمصالح المشتركة، فمن المهم إرساء الامن والاستقرار في جميع المناطق، فنعد الاستقرار وغياب أو ضعف الامن من ناحية، يضر بالجانب الاخر"، مضيفاً أنه "اذا كانت القضية الان تتعلق بالاستقلال فالحقيقة أنه ستكون هناك معارضة من بغداد والمنطقة، ولكن في نفس الوقت يمكننا التحدث عن الحقوق والدفاع عن حقوق الناس وتوزيع الموارد الطبيعية وباقي ثروات العراق بشكل عادل كحقوق مشتركة للجميع".

وبخصوص القائد الكوردي صلاح الدين الايوبي، أشار الدكتور إدموند غريب الى أنه "قام بالعديد من الامور المهمة، لكننا يجب أن نفهم ان مفهوم القومية في حينها كان يختلف عما هو عليه اليوم"، مضيفاً "ان صلاح الدين الايوبي كانت لديه تفاهمات وعلاقات كبيرة ايضاً"، فعلى سبيل المثال كان لديه علاقات جيدة مع الدولة الفاطمية في مصر وعلاقات أفضل مع الدولة العباسية في بغداد، وكان لديه علاقات مع الصليبيين، مما جعله يكسب الانتصارات والاحترام معاً، وشدد إدموند على "ان صلاح الدين الايوبي وملا مصطفى بارزاني هما أعظم زعيمين في التأريخ الكوردي، وربما حتى في تأريخ المنطقة بأسرها".

وأوضح غريب "ان هناك مسؤوليات على الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان في نفس الوقت، لكن بمستويات وواجبات مختلفة"، مضيفاً أنه "يجب شرح الفيدرالية للجميع وخاصة الشعب، ويجب إخبار الجميع بماهية الفيدرالية والتأكيد على أن مصالح الجميع في الفيدرالية، واذا وافق الجميع على ذلك، سيكون هناك بالتأكيد تغيير إيجابي".

وعن تجربة إقليم كوردستان في الـ32 عاماً الماضية قال الدكتور إدموند غريب "ان القيادة الكوردية حققت نجاحاً كبيراً في كيفية الاستمرار في إدارة كوردستان، وهذه تجربة وحقيقة مثبتة، لذك ورغم كل التحديات التي واجهتها المنطقة خلال الـ32 سنة الماضية، إلا أن تغيير الواقع في المنطقة ليس بالامر السهل، الكورد والقيادة الكوردية أثبتوا قدرتهم على التعايش السلمي والتفاعل مع الاخرين، واستطاعت هذه القيادة منع كل التهديدات التي كانت ستشكل تهديداً للقضاء على كيان إقليم كوردستان".

وأكد الدكتور إدموند غريب "ان الكورد يمكنهم توسيع علاقاتهم مع حكومة الولايات المتحدة الامريكية، بالاضافة الى الجوانب السياسية والدبلوماسية يجب توسيع العلاقات مع الولايات المتحدة من الجوانب الاخرى مثل الجانب الثقافي والاقتصادي والفني والصناعي، وكذلك على مستوى الشركات والمراكز الحكومية، على سبيل المثال، فتح العديد من مراكز البحوث لتعريف الولايات المتحدة الامريكية بعلاقاتها مع الكورد، وكذلك عرض الافلام الكوردية في دور العرض الامريكية، الامر الذي يمكن أن يجذب المزيد من الاهتمام لحكومة وشعب الولايات المتحدة لاقليم كوردستان، خاصة الآن بعد أن اصبحت المنطقة مرة أخرى متعددة الاقطاب بين الدول القوية، لذلك من المهم للكورد التركيز أكثر على الولايات المتحدة الامريكية وتقوية العلاقات معهم، والتي من الممكن ان تستفيد حكومة إقليم كوردستان من بعض المزايا في هذه الاثناء وتحقق أهدافها".