خالد الدبوني: العراق لا يزال يتعامل مع إقليم كوردستان باعتباره محافظة

وشدد على أنه "لا يمكن لبغداد أن تبقى تتعامل مع الإقليم وباقي المحافظات العراقية بهذا الأسلوب" الحالي، موضحاً "أننا نفتقد إلى المعالجة السياسية الاستراتيجية".
المتحدث باسم جبهة الإنقاذ والتنمية العراقية خالد الدبوني
المتحدث باسم جبهة الإنقاذ والتنمية العراقية خالد الدبوني

أربيل (كوردستان 24)- أكد المتحدث باسم جبهة الإنقاذ والتنمية العراقية خالد الدبوني، اليوم الأربعاء، أن العراق لا يزال يتعامل مع إقليم كوردستان باعتباره محافظة لا كياناً فيدرالياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العملية السياسية في البلاد تعاني من اختناق.

وقال خالد الدبوني في مقابلة مع كوردستان 24، إن "السُلطة في بغداد بنت شعبيتها وجمهورها على أسس طائفية، وعلى أسس قومية، وطالما كانت تلعب على هذا الوتر من أجل استمرارها في السلطة".

وأضاف "بعض الأحزاب والسياسيون يفهمون الوضع العراقي الجديد، ولكن هذه القوى غير مؤثرة، بقدر القوى المهيمنة على السلطة في بغداد، والتي بيدها القرار السياسي والأمني".

وأكد أن "السلطة في بغداد لا تلتزم بتعهداتها مع إقليم كوردستان، ومع الأحزاب العربية السنية"، لافتاً إلى أنه "لدينا اتفاقات ومطالب" موقعة، و"عند تشكيل كل حكومة يوعدون بتنفيذ كل هذه المطالب، لكن لا نجد منها شيئاً على أرض الواقع".

وأشار إلى أن "السلطة في بغداد لا زالت تتعامل مع الإقليم باعتباره محافظة عراقية، ولا تعتمد الواقع الذي يتمتع به إقليم كوردستان"، باعتباره يمتلك "حجماً سياسياً واقتصادياً وأمنياً".

وأوضح أنه "لا يمكن للعملية السياسية في العراق أن تستمر بهكذا سيناريو"، مشيراً إلى أن "كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية تحتاج إلى الجلوس والتفاوض والتنسيق الهادئ، من أجل الوصول إلى عقد سياسي جديد".

وشدد على أنه "لا يمكن لبغداد أن تبقى تتعامل مع الإقليم وباقي المحافظات العراقية بهذا الأسلوب" الحالي، موضحاً "أننا نفتقد إلى المعالجة السياسية الاستراتيجية".

وتابع "في كل سنة، وفي كل أزمة، يتم التفاهم والاتفاق على اتفاقات آنية تكتيكية بغرض تشكيل الحكومة، أو بغرض الانفراج السياسي، ثم بعد ذلك لا نجد التنفيذ بالشكل الذي يؤدي إلى استمرار العملية السياسية، أو إلى إصلاحها".

وبين "أننا نحتاج إلى حلول جذرية وتفاهم عميق بين إقليم كوردستان وبغداد، وصولاً إلى حالة الانفتاح على العملية السياسية"، مبيناً "أننا نعاني من انغلاقٍ واختناقٍ للعملية السياسية، فضلاً عن وصولها إلى طريق مسدود".

وفي جانب آخر من حديثه قال خالد الدبوني، إن "الأمل الأخير هو في حكومة السيد السوداني"، مؤكداً أن للسوداني "رؤية وعقلاً مفتوحاً، وذلك من أجل المضي بإصلاح ما حصل خلال 20 سنة ماضية".

وأضاف "في نفس الوقت، هناك من يضع العصا في الطريق، وهناك من يحاول عرقلة هذه الاتفاقات والتفاهمات الموجودة"، مبيناً أن "أطرافاً خارجية لا تريد للعراق استقراراً، كما أنها لا تريد حدوث أي تفاهم بين أربيل وبغداد، وهي تفرض أدواتها في هذا الصراع، وفي هذا العمل السياسي".

وأكد "أننا في العراق نحتاج إلى تفاهمات داخلية لمواجهة التحديات الكبرى"، مشيراً إلى أن "الموازنة تحدي بسيط وصغير مقارنة بالتحديات الكبرى، ولدينا تحديات في سنجار وسهل نينوى، فضلاً عن أزمة المياه والتغيُّر المُناخي".

وأوضح أنه إذا كانت السلطة في بغداد "تتعامل مع الطرف الكوردي القوي والمشارك في هذه الحكومة بهذه الطريقة، فنحن بالتأكيد الطرف الأضعف - الطرف العربي السني، ننظر بشك وقلق من عدم التزام الحكومة بالاتفاقات التي أبرمتها لتنفيذ مطالبنا ومطالب أهلنا".

ولفت إلى أن "العملية السياسية في العراق لم تأتي بطريق مفروش بالورود، وإنما من خلال تقديم تضحيات كبيرة"، مشيراً إلى أن السلطة في بغداد "لم تستطع أن تنهي الحركة الكوردية" في كوردستان العراق.

وتابع على السلطة في بغداد أن تذهب باتجاه صياغة "عقد سياسي جديد"، و"تتعامل مع الإقليم باعتباره إقليماً، كذلك يجب أن تتعامل مع المحافظات المتضررة والمحررة من داعش بعقلية أخرى".

وختم "لا يمكن أن تكون السلطة بيد شخص أو حزب أو مكون واحد"، موضحاً "بعد عشرين سنة من الفشل والفساد والتدهور، لا زال هناك في بغداد من يعتقد أنه بامكانه أن يدير الدولة بمفرده! وهُنا مربط الفرس".

وكانت اللجنة المالية النيابية في البرلمان العراقي، صوتت الخميس، على بنود الموازنة العامة لسنة 2023، بعد إجراء التعديل على المادتين 13 و14 المتعلقتين بإقليم كوردستان.

في غضون ذلك، أكدت حكومة إقليم كوردستان أن التغييرات التي أدخلها بعض أعضاء اللجنة المالية بمشروع قانون الموازنة "غير دستورية وتتنافى بوضوح مع الاتفاق الموقّع" بين أربيل وبغداد.

وقالت في بيان لها، يوم الجمعة، "تشكّل التغييرات مخالفة لمبادئ اتفاق حكومة إدارة الدولة وتتناقض مع جوهر المنهاج الوزاري الذي صوّت عليه مجلس النواب".

من جانبه، قال رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، إن "التغييرات التي أُدخلت على حصة إقليم كوردستان في الموازنة الاتحادية، تعد خيانة وظلماً ومؤامرة حيكت ضد إقليم كوردستان، لكننا سنواجه هذا التآمر بكل السبل، ولن ندعه يمضي".

وأضاف رئيس الحكومة "من المؤسف وجود أيادٍ داخلية مشاركة في هذه المؤامرة، والأسوأ من ذلك، أنهم يعدّون تقليص صلاحيات إقليم كوردستان نجاحاً لهم، لكننا نطمئنكم بأن هذه ليست سوى محاولة يائسة، ولن تنجح".