استمرار الاحتجاجات في شمالي سوريا رفضاً للتطبيع بين أنقرة ودمشق
أربيل (كوردستان 24)- تشهد مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل ما تسمى بـ "الجيش الوطني السوري" الموالي لأنقرة، احتجاجات مستمرة على خطوات التطبيع مع دمشق، وفي مقدمتها السعي إلى فتح المعابر التجارية بين مناطق سيطرة المعارضة والحكومة بدعم من سوريا.
وخرجت مظاهرة حاشدة في عفرين، الجمعة؛ احتجاجاً على التطبيع، وللمطالبة باستعادة القرار العسكري للثورة من سيطرة تركيا وإسقاط الحكم في دمشق.
وليل الخميس- الجمعة، خرجت في مخيمات «تجمع الكرامة» و«أطمة» ضمن مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» في ريف إدلب، مظاهرة رفضاً للاعتداء واعتقال متظاهرين من قِبَل الشرطة العسكرية الموالية لتركيا في منطقة «نبع السلام» في عفرين بريف حلب الشمالي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، باستمرار أهالي منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون الخاضعتين لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية، في تنظيم مظاهرات واحتجاجات مناهضة للتقارب بين أنقرة ودمشق برعاية روسيا.
وطالب المتظاهرون في منطقة غصن الزيتون، برفع الوصاية التركية عن الثورة واستعادة القرار العسكري وفتح الجبهات لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وفق الشرق الأوسط.
كما يواصل أهالي مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، ضمن منطقة درع الفرات، المظاهرات الرافضة للتطبيع وفتح معبر «أبو الزندين»، الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري وفصائل «الجيش الوطني».
وأغلقت القوات التركية والفصائل الموالية لها المعابر مع محافظة إدلب أمام المدنيين والعسكريين، كما نشرت مدرعاتها على حاجز «الرباعي» في قرية كفرجنة بناحية شرا، وأوقفت السيارات المتجهة من إعزاز إلى عفرين، موجهة المركبات لتغيير مسارها عبر قرية قطمة نحو إعزاز بديلاً للطريق الواصل بين عفرين وإعزاز في ريف حلب الشمالي، بحسب «المرصد السوري».
وجاءت هذه التطورات بعد رفض فصيل «لواء صقور الشمال» حلّ نفسه والانضمام إلى فصيل «الجبهة الشامية»، ما أغضب الجانب التركي الذي طلب من فصائل «العمشات»، و«الحمزة»، و«السلطان مراد»، رفع حالة الاستنفار في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون.
وتسعى تركيا إلى تنفيذ اتفاقها مع الجانب الروسي على فتح المعابر التجارية، بدءاً من معبر أبو الزندين، كما تجاوبت للمرة الأولى مع طلبات المنظمات الدولية، وسمحت بدخول وفد «اليونيسيف» لزيارة محطة مياه «علوك» في رأس العين شمال الحسكة، ضمن منطقة نبع السلام الخاضعة للقوات التركية، تحت حماية روسية، بهدف إجراء أعمال صيانة ضرورية لإعادة ضخ المياه إلى مدينة الحسكة، التي تعتمد بشكل كبير على مياه الشرب القادمة من هذه المحطة.
وعدت هذه الخطوات بمثابة تأكيد لاستمرار مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، الذي أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الخميس، أن المحادثات بشأنه مستمرة، وأن بلاده أصبحت جاهزة للقاء الرئيس رجب طيب إردوغان مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يتحدد مكانه وموعده بعد.
وسبقت تصريحات فيدان جولة مباحثات تركية - أميركية حول الأزمة السورية والحل السياسي، عقد في ختامها لقاء بين نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، ووفد التفاوض التابع للمعارضة السورية، تم خلاله مناقشة الحل السياسي في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لعام 2015، الذي يشكل المرجعية لهذا الحل.