انتفاضة رانية.. حقبة جديدة للكورد وأول شرارة نحو الاستقلال

كانت الانتفاضة الكوردية عام 1991 ضد النظام العراقي السابق بداية حقبة جديدة لكوردستان العراق وخلال 26 عاما تمكن الاقليم من فرض حضوره كقوة محاربة للارهاب ونموذج حضاري يحتذى به في المنطقة.

اربيل (كوردستان24)- كانت الانتفاضة الكوردية عام 1991 ضد النظام العراقي السابق بداية حقبة جديدة لكوردستان العراق وخلال 26 عاما تمكن الاقليم من فرض حضوره كقوة محاربة للارهاب ونموذج حضاري يحتذى به في المنطقة.

 وانطلقت الشرارة الاولى من انتفاضة الشعب الكوردي ضد النظام العراقي السابق من قضاء رانية التابع لمحافظة السليمانية باقليم كوردستان في 5 اذار مارس 1991 حيث تم في تلك الانتفاضة السيطرة على كافة مقرات ومكاتب القوات العراقية سواء العسكرية أو الامنية.

وانتشر خبر تحرير رانية كالنار في الهشيم لتتبعها سلسلة انتفاضات في معظم المدن الكوردستانية.

وقال عثمان رانيي لكوردستان24 وهو أحد الاعلاميين المشاركين في الانتفاضة ان "هناك خلفيات عديدة واسباب غير مباشرة وراء بدء الانتفاضة واهمها الظلم الذي كان الشعب الكوردي يلاقيه على يد اجهزة النظام البعثي

وكذلك الاوضاع الاقتصادية المزرية التي عانى منها الكورد".

وكان الهجوم على مراكز القوات العراقية يتم بالتعاون بين مفارز البيشمركة والمواطنين حيث غادرت القوات العراقية كوردستان في نهاية المطاف في تشرين الاول اكتوبر عام 1991.

وكانت تلك الانتفاضة بداية فصل اراضي كوردستان عن الدولة العراقية خصوصا مع فرض قوات التحالف لحظر طيران على القوات الجوية العراقية في المناطق الكوردستانية مما شكل ملاذا آمنا لعودة الكورد النازحين الى دول الجوار.

وبعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 والتغيرات السياسية لاحقا تم التصديق على دستور جديد عام 2005 وتم فيه تحديد اقليم كوردستان ككيان اتحادي ضمن العراق وجعل اللغتين الكوردية والعربية لغتين رسميتين في البلاد.

ويتمتع اقليم كوردستان بنظام حكم ديمقراطي برلماني ويضم ثلاث محافظات هي اربيل ودهوك والسليمانية فيما يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة.

وشهد اقليم كوردستان ازدهارا اقتصاديا وعمرانيا حيث توجهت العديد من الشركات والاستثمارات الدولية الى المنطقة وباتت مدن اربيل ودهوك والسليمانية نماذج يحتذى بها على صعيد المنطقة ككل.

لكن تنظيم داعش المتشدد شن هجمات على اقليم كوردستان عام 2014 بعد سيطرته على مدينة الموصل بالتزامن مع الازمة الاقتصادية التي حلت بالاقليم نتيجة قطع الحكومة العراقية لرواتب موظفي كوردستان.

واجتاح تنظيم داعش منطقة سنجار ليرتكب بحق الكورد الايزيديين ابشع كارثة انسانية فقتل الرجال ودفنهم في مقابر جماعية وقام بسبي الاطفال والنساء.

وتمكنت قوات البيشمركة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده امريكا من دحر تنظيم داعش وانتزاع مساحات شاسعة من قبضته واجباره على التقهقر ومع بداية معركة تحرير الموصل منذ اشهر تمكنت البيشمركة من تحرير مناطق شاسعة من سهل نينوى بالتنسيق مع القوات العراقية.

ومازال اقليم كوردستان جزءا من العراق الفيدرالي وسط اصرار قيادة كوردستان وعلى رأسها رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني على اعلان الاستقلال في حال استمرت حكومة بغداد بسياساتها الحالية بحق الاقليم وفق تصريحات المسؤولين الكورد.

ت: س أ