من البرد إلى النار.. "ديميتري" يروي رحلة "الدعشنة" وكيف "صحا" مع "نتالي" الروسية في تلعفر

تحدثت أسرة روسية مرتبطة بتنظيم داعش عن تفاصيل رحلتها التي اجتازت فيها آلاف الأميال لتصل إلى "ارض الخلافة" في سوريا والعراق، قبل أن "تصحا" وتعبر عما وصفته بالندم بسبب انضمامها إلى التنظيم المتطرف.

اربيل (كوردستان24)- تحدثت أسرة روسية مرتبطة بتنظيم داعش عن تفاصيل رحلتها التي اجتازت فيها آلاف الأميال لتصل إلى "ارض الخلافة" في سوريا والعراق، قبل أن "تصحا" وتعبر عما وصفته بالندم بسبب انضمامها إلى التنظيم المتطرف.

والتحق مئات من الروس بتنظيم داعش منذ نحو ثلاث سنوات، غير أن بعضهم لم يستمر في صفوف التنظيم الذي لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية ومناطق أخرى من المنطقة، بينما هناك كثيرون يواصلون القتال.

وقتل الكثير من مسلحي داعش الأجانب، منذ انطلاق الحملة التي يقودها التحالف الدولي ضد التنظيم في كل من العراق وسوريا. ولا يُعرف بالضبط عدد الروس المنخرطين في مناطق داعش التي باتت ساحة نار تتقلص باستمرار.

ومن بين الروس الذين قالوا إنهم شعروا بـ"الندم" في العمل مع تنظيم داعش، "أسرة داعشية روسية" اجتازت آلاف الكيلومترات في رحلة عابرة للحدود من روسيا الى تركيا ثم إلى سوريا فالعراق، وأخيرا في اقليم كوردستان.

وتقول الأسرة الداعشية المؤلفة من زوجين وطفلين، إنها تواصلت مع البعثة الدبلوماسية الروسية في العراق وإقليم كوردستان، لتعبر عن "ندمها" ولتبلغها برغبتها في الهرب من المناطق الواقعة ضمن سيطرة مسلحي التنظيم.

كانت القنصلية الروسية في اربيل، قد طلبت مساعدة قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس امن إقليم كوردستان، للوصول إلى تلك الأسرة. وبالفعل تم ذلك، ثم اقتيدت لاحقا إلى عاصمة الإقليم اربيل وهي الآن تخضع لإجراءات أمنية مشددة.

ديميتري ميخائيلوفيتش مع زوجته نتالي مع طفليهما عمر وايلانا - صورة لكوردستان24
ديميتري ميخائيلوفيتش مع زوجته نتالي مع طفليهما عمر وايلانا - صورة لكوردستان24

وفي مقابلة مع كوردستان24 تحدث ديميتري ميخائيلوفيتش عن جانب من حياته الخاصة في بلاده، وقال انه اعتنق الإسلام قبل نحو ست سنوات وبعدها بثلاث سنوات بدأ يفكر ملياً بالسفر مع زوجته إلى أوروبا، قبل أن يغير رأيه.

وقال "احد أصدقائي اقترح عليّ السفر إلى سوريا، ثم قبلت الدعوة وذهبت إلى اسطنبول ومنها إلى اوروفة (في تركيا) وبعدها الرقة (السورية)".

وتابع "في الرقة بقيت لفترة، ومنها توجهت إلى مدينة الطبقة.. لاحقا تعرضت إلى إصابة بالغة بفعل قصف استهدف المنزل الذي كنت اسكن فيه".

وغادر ميخائيلوفيتش الذي أصيب في يده بجروح بالغة، مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم داعش في سوريا، ليواصل رحلته في صفوف داعش حيث كانت وجهته مدينة الموصل.

واستولى تنظيم داعش على مدينتي الرقة والموصل بصورة شبه متزامنة في صيف عام 2014، ونصب زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي نفسه "خليفة" للمسلمين وأعلن قيام ما سماها "دولة الخلافة" في الأراضي السورية والعراقية.

وواصل ميخائيلوفيتش الذي يكنى بـ"ابو عمر" حديثه عن رحلته بالقول "إصابتي لم تتماثل للشفاء في سوريا لعدم وجود مستلزمات كافية.. ذهبت الى الموصل وتمت معالجتي".

وتعد الموصل ثاني اكبر مدينة سكانية في العراق، وهي آخر المعاقل الحضرية لتنظيم داعش في العراق بينما تقاتله القوات العراقية في آخر جيوبه بالمدينة.

ولم يمكث ميخائيلوفيتش كثيرا في الموصل، حيث انتقل إلى بلدة تلعفر، وهي منطقة ذات اغلبية تركمانية لا يزال داعش يسيطر عليها، الا أنها كانت النقطة الفاصلة في حياة الداعشي الروسي، بالاضافة الى زوجته التي ترافقه أينما حل.

ويقول ميخائيلوفيتش "هناك (في تلعفر) شعرت بندم وحاولت الهرب"، مشيرا الى انه أجرى اتصالات مع البعثة الروسية في البلاد وتم تقديم العون له للفرار من مناطق داعش، بمساعدة قوات مكافحة الارهاب التابعة لاقليم كوردستان.

ويُحتجز ميخائيلوفيتش الآن في اربيل، برفقة زوجته نتالي وطفليهما.

وقالت نتالي التي تلقب بـ"عائشة" إن مسلحي داعش "خدعونا ولم يكونوا صادقين معنا.. وكانت حياتي هناك صعبة للغاية".

وأضافت في مقابلة مع كوردستان24 أنها "نادمة".

ولخصت نتالي، التي بدت حاملا في شهورها الأولى، حياتها في "ارض الخلافة" بالقول "لم استطع الخروج من البيت.. نتنقل من بيت الى آخر في كل يوم".

وقالت إنها تريد العودة الى حياتها الطبيعية في موسكو التي تتميز بطقسها البارد، كما دعت جميع المنتمين لتنظيم داعش إلى الانشقاق عنه وعدم الانتماء له.

يشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لإقليم كوردستان وباقي الأجهزة الأمنية الكوردية اعتقلت العديد من المسلحين الأجانب المنتمين لتنظيم داعش وسفرتهم الى بلدانهم.