الجفاف والأمراض يهددان مصدر رزق سكان الأهوار

أربيل (كوردستان24)- تُعَدّ تربية الجواميس في مناطق الأهوار مصدر رزق أساسي للآلاف من العائلات، حيث ترتبط حياة السكان اليومية بهذه الحيوانات التي تمثل ركيزة الثروة الحيوانية في البيئة المائية الفريدة جنوب العراق.
لكن هذا التوازن البيئي والاقتصادي بات مهددًا بشدة، في ظل تكرار موجات الجفاف، وتفشي الأمراض، لا سيما الحمى القلاعية النزفية التي سجلت مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات بين قطعان الجاموس.
يقول محمد موسى، أحد مربي الجواميس، في حديثه لكوردستان24، "لا يوجد ماء، والأمراض منتشرة، خاصة الحمى القلاعية والثلاثية، والثلث من العوائل هجرت المنطقة، ولا أحد يهتم بنا، لا الحكومة ولا البيطرة."

 


أما المربّي علي جبار، من قرية مجاورة، فيؤكد أن الوضع يزداد سوءًا قائلاً، "نعاني من انتشار الأمراض بين الجواميس، الجفاف يضربنا بقوة، وهذه المشاكل تؤذينا كثيرًا."

 


في ظل هذا الواقع المتدهور، دعا ناشطون ومهتمون بالشأن البيئي إلى تدخل عاجل من قبل وزارة الزراعة والجهات المعنية، بالإضافة إلى المنظمات الدولية، للحد من تفشي الأمراض والسيطرة على الوضع قبل أن يتحول إلى كارثة بيئية واقتصادية يصعب احتواؤها.
ويُوضح الدكتور أسعد المطيري، رئيس منظمة حملة إنقاذ الأهوار في ذي قار، أن الأوضاع وصلت إلى مستويات حرجة، "نشهد نفوق أعداد كبيرة من الجواميس بسبب الجفاف وارتفاع ملوحة المياه وسوء نوعيتها. كما أن نقص اللقاحات يدفع أغلب المربين إلى شرائها بأنفسهم، رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة. حسب الإحصاءات، يقدَّر عدد الجواميس في هور الحمار الغربي بما بين 30 إلى 40 ألف رأس، وهي مهددة بالانقراض التدريجي إن لم يُتخذ إجراء سريع."

 


وبينما تستمر معاناة سكان الأهوار من شح الإطلاقات المائية والنزوح نحو المحافظات المجاورة بحثًا عن سبل العيش، تُضاف أزمة جديدة إلى معاناتهم، وهي تفشي الأمراض بين الجواميس، ما ينذر بخسارة مصدر رزق رئيسي لآلاف الأسر التي تعتمد على هذه الثروة منذ عقود.


تقرير: حيدر حنون – ذي قار | كوردستان24

 

 
Fly Erbil Advertisment