بيان للتحالف المسيحي: إحياء ذكرى مذبحة سميل وتهجير أبناء شعبنا من سهل نينوى والموصل

أربيل (كوردستان24)- بمناسبة الذكرى السنوية لمذبحة سميل وذكرى تهجير أبناء شعبنا من سهل نينوى والموصل، أصدر السكرتير العام للتحالف المسيحي، آنو جوهر عبدوكا، بيانًا أكد فيه أهمية استذكار هذه المحطات المؤلمة في تاريخ المسيحيين في العراق وإقليم كوردستان وفي الشتات، والتي ما تزال حاضرة بقوة في الذاكرة الجمعية للشعب.
وأوضح البيان أن الشعب المسيحي يقف اليوم في وقفة كرامة ووجع، مستحضرًا جرحين عميقين؛ أولهما مجزرة سميل التي ارتكبت عام 1933 بحق أبناء المكون المسيحي بعد عام من استقلال العراق، وراح ضحيتها العديد من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال لمجرد تمسكهم بهويتهم وحقهم في الحياة. وأشار البيان إلى أن هذه الجريمة لم تنجح في إسكات صوت الشعب، بل زادت من وعيه الوطني والقومي.
كما أشار البيان إلى الذكرى المؤلمة لتهجير أبناء الشعب المسيحي من سهل نينوى والموصل في عام 2014 على يد قوى الإرهاب، حين أُجبر عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم وقراهم التاريخية في واحدة من أكبر الجرائم الإنسانية في العصر الحديث، مؤكدًا أن إرادة وإيمان أبناء الشعب كانا السلاح الوحيد في مواجهة هذا الظلم.
وشدد السكرتير العام للتحالف المسيحي في بيانه على أن استذكار هاتين الذكريين المؤلمتين ينطلق من مسؤولية تاريخية وسياسية وأخلاقية، لافتًا إلى أن ما جرى لا يمكن أن يُنسى أو يُبرر أو يُختزل في كتب التاريخ.
وطالب البيان بعدد من الخطوات العاجلة، أبرزها:
تحقيق العدالة التاريخية لشهداء سميل من خلال الاعتراف الرسمي بالمجزرة كمذبحة وجريمة إرهاب دولة، ومحاسبة المسؤولين عنها سياسيًا وقانونيًا.
ضمان حقوق المهجرين من سهل نينوى والموصل عبر إعادة إعمار المناطق المتضررة، وتعويض المتضررين، وتأمين بيئة آمنة لعودة كريمة ومستدامة بعد إخراج الفصائل المسلحة.
تكريس شراكة حقيقية لأبناء المكون المسيحي في التمثيل الحكومي والسياسي والإداري، وتعديل نظام الكوتا ليكون التصويت على ممثلي المكون حصريًا بأبناء المكون نفسه.
وأكد البيان أن بقاء الشعب المسيحي في الوطن ليس مجرد قضية حقوق، بل قضية وجود ورسالة، تتطلب إرادة داخلية راسخة ودعمًا خارجيًا وشراكة وطنية حقيقية ترفض تهميش المكونات أو تحويلها لأرقام أو أدوات زينة سياسية وإعلامية.
وفي ختام البيان، جدد التحالف المسيحي التزامه بمواصلة الدفاع عن كرامة ووجود الشعب المسيحي وتمثيله الحقيقي، مشددًا على الحفاظ على تاريخه ودماء شهدائه.
تجدر الإشارة إلى أن مذبحة سميل وقعت في آب 1933 حين قامت الحكومة العراقية بتنفيذ عمليات تصفية منظمة بحق أبناء الأقلية الآشورية في عهد الملك فيصل الأول وحكومة رشيد عالي الكيلاني، وبلغت ذروتها بين 8 و11 آب. وشملت الأحداث مجازر وإبادة جماعية في بلدة سميل وما يقارب 63 قرية آشورية في لواء الموصل آنذاك (محافظتا دهوك ونينوى حاليًا)، وأدت إلى مقتل حوالي 600 شخص بحسب مصادر بريطانية، وأكثر من 3,000 بحسب مصادر أخرى.