فرنسا وألمانيا تزيدان الضغط على بوتين بشأن محادثات أوكرانية-روسية

أربيل (كوردستان 24)- تعهدت فرنسا وألمانيا الجمعة تكثيف الضغوط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا وهددتا بفرض المزيد من العقوبات إذا لم يعقد الرئيس فلاديمير بوتين قمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في طولون بجنوب فرنسا الجمعة، أنه إذا لم يعقد بوتين قمة مع زيلينسكي فإن ذلك سيعني أنه "تلاعب" بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
بدوره، قال ميرتس إن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا قد تستمر "لأشهر أخرى"، مضيفا أن "ليس لديه أوهام" بشأن احتمالات التوصل إلى نهاية سريعة.
وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض الجمعة أن ترامب لا يزال يعمل على عقد لقاء بين الزعيمين الروسي والأوكراني لإنهاء الحرب.
وقام ترامب بمبادرات لاستعادة الحوار مع موسكو في بداية رئاسته الثانية، لكن يبدو أن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب التي بدأت مع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، فقدت زخمها.
واتفق الزعيمان الفرنسي والألماني على إرسال معدات دفاع جوي إضافية لأوكرانيا عقب هجوم روسي على كييف الخميس أسفر عن مقتل 25 شخصا، وعلى فتح حوار استراتيجي حول الردع النووي.
- أمل في قمة ثنائية -
وأعرب ماكرون عن أمله في عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، لكنه أضاف أنه إذا لم يتم عقد هذا الاجتماع الثنائي الذي "التزم به الرئيس بوتين مع الرئيس ترامب" بحلول الاثنين، "فإنني أعتقد أن هذا سيعني مجددا أن الرئيس بوتين تلاعب بالرئيس ترامب... وهذا لا يمكن أن يمر بدون رد".
وأضاف "سنتحدث مع الرئيس ترامب" في نهاية هذا الأسبوع و"إذا خلصنا الأسبوع المقبل، بعد أشهر من الوعود التي لم يتم الوفاء بها، الى أن هذه ليست هي الحال، فسندعو إلى فرض عقوبات أولية وثانوية" على روسيا.
ورفض نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر الإشارة إلى إمكان تعرض ترامب للخداع من بوتين.
وقال عندما سأله مراسل وكالة فرانس برس عن تعليقات ماكرون، إن "هذا سؤال سخيف" وأضاف "لم يبذل أي رئيس في التاريخ جهدا أكبر لدعم قضية السلام. إنه يعمل بجد لإنهاء القتل، وهذا أمر ينبغي على الجميع في العالم الاحتفاء به".
- "غول على أبوابنا" -
ولم يبد ماكرون أي ندم لوصفه بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بأنه "غول على أبوابنا"، الأمر الذي أثار غضب موسكو.
وقال "نقول إن هناك غولا على أبواب أوروبا... وهذا هو ما يشعر به الجورجيون (بعد غزو عام 2008) والأوكرانيون والعديد من الدول الأخرى بعمق".
وأضاف الرئيس الفرنسي "إنه رجل قرر اتباع نهج استبدادي وفرض الإمبريالية لتغيير الحدود الدولية".
وبعد هجمات دامية بطائرات مسيّرة وصواريخ على كييف الخميس، حذّر ماكرون أيضا من أن بوتين يقول عادة أشياء في المحادثات الدولية ثم يتصرف بشكل مختلف، واعتبر أن "الفجوة بين مواقف الرئيس بوتين في القمم الدولية والواقع على الأرض تظهر مدى عدم صدقه".
من جهته، قال ميرتس إن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا قد تستمر "لأشهر أخرى"، مضيفا أن "ليس لديه أوهام" بشأن احتمالات التوصل إلى نهاية سريعة.
وأضاف متعهدا "لن نتخلى عن أوكرانيا"، مشيرا أيضا إلى أن بوتين "لا يظهر أي استعداد" للقاء زيلينسكي و"وضع شروطا مسبقة غير مقبولة على الإطلاق".
وتابع ميرتس "بصراحة هذا لا يفاجئني لأنه جزء من استراتيجية الرئيس الروسي (...) سنناقش مرة أخرى الأسبوع المقبل سبل المضي قدما".
- دفاعات جوية لأوكرانيا -
وجاء اجتماع الزعيمين الفرنسي والألماني في مدينة طولون بعدما شنّت روسيا هجوما بالصواريخ والمسيّرات على مبان سكنية في كييف الخميس، في هجوم هو الأعنف على العاصمة الأوكرانية منذ أشهر.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة مقتل 25 شخصا على الأقل في هجمات روسية على كييف الخميس، بحسب حصيلة محدثة.
وكتب على منصة إكس "حتى الآن، نعلم أن 25 شخصا قتلوا، بينهم أربعة أطفال، وأصيب العشرات".
واعتبر أن هذا الهجوم "الدنيء للغاية" يدل على "النيات الحقيقية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مضيفا "استمروا في القتل ولا تتخذوا إجراءات لتحقيق السلام".
وفي طولون، أصدر ماكرون وميرتس بيانا مشتركا لإظهار الدعم مجددا لكييف جاء فيه "ستوفر فرنسا وألمانيا معدات دفاع جوي إضافية لأوكرانيا".
وأضاف البيان أن فرنسا، القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا ستطلقان "حوارا استراتيجيا" حول الردع النووي في ضوء التحديات الأمنية المشتركة.
AFP