من مستهلك إلى منافس.. بساتين النخيل تزدهر في كرميان

أربيل (كوردستان24)- في تحول زراعي لافت، بدأت منطقة كرميان، التي كانت تعتمد تاريخياً على استيراد التمور من وسط وجنوب العراق، في شق طريقها لتصبح مركزاً مهماً لإنتاج التمور عالية الجودة. وبفضل مناخها الحار وتربتها الخصبة، إلى جانب جهود المزارعين الحثيثة، باتت بساتين النخيل تزدهر في المنطقة، حاملةً معها وعوداً بمستقبل زراعي واعد.

لعدة سنوات، أولى المزارعون في كرميان اهتماماً متزايداً بزراعة أشجار النخيل، مدركين أن طبيعة منطقتهم الجغرافية توفر بيئة مثالية لنمو هذه الشجرة المباركة. محمد كريم، أحد هؤلاء المزارعين، قضى السنوات التسع الماضية في رعاية بستانه الذي يمتد على مساحة 50 دونماً.
يقول محمد: "هذا هو مصدر رزقي، وأنا أعتني به يومياً. بفضل الله، مناخنا الأكثر دفئاً يساعد تمرنا على النضج قبل محصول ديالى الشهير".

ولا يقتصر التميز هنا على سرعة النضج، بل يمتد ليشمل جودة وتنوع الأصناف. يضيف محمد بفخر: "في حين تشتهر مناطق أخرى بأصناف محددة مثل الزهدي والخضراوي، فإننا هنا نزرع أنواعاً فاخرة ومتعددة كالبرحي، والمكتوم، والبربن، والمجهول، والقورنفلي".
هذا التطور يمثل نقلة نوعية للمنطقة. يتذكر عمر محمد، مزارع آخر، الماضي قائلاً: "في السابق، لم يكن لدينا نخيل في كردستان، وكنا نضطر لجلب التمر من بعقوبة وديالى. أما اليوم، فلدينا آلاف أشجار النخيل، وأصبحنا نلبي جزءاً من حاجة السوق المحلي".

ومع تزايد الاهتمام بهذا القطاع، يتوقع الخبراء أن تتمكن كرميان، في حال استمر الدعم والجهود المبذولة، من تحقيق الاكتفاء الذاتي والمنافسة بقوة في الأسواق، لتضيف بذلك "ذهبها الأصفر" إلى سلة منتجات إقليم كوردستان الزراعية.
تقرير: هريم جاف – كوردستان24 – كرميان